في مثل هذا اليوم، وقبل 40 عاماً، في 19 يوليو 1984، نشرت صحيفة خليج تايمز خبر أول زيارة رسمية تاريخية إلى المملكة المتحدة التي قام بها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي كان آنذاك ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكان هذا أحد اللقاءات التي عززت العلاقات الثنائية بين الإمارات والمملكة المتحدة وعلاقات التعاون والاقتصاد بين الطرفين، وكان أيضاً اجتماعاً حثت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة المملكة المتحدة على دعم القضايا العربية والسلام في الشرق الأوسط.
والتقى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي أصبح في النهاية الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2004، برئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت تاتشر. وبحسب ما نقلت صحيفة "خليج تايمز"، قال أحد المسؤولين بعد اللقاء أنّ " الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أكد خلال المحادثات ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة لمشكلة الشرق الأوسط وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته على أرضه."
وأضاف المسؤول نفسه أنّ الزعيمين ناقشا أيضاً الحرب العراقية الإيرانية (التي حدثت بين عامي 1980 و1988) وتأثيراتها على الاستقرار والأمن في المنطقة. وأشار المسؤول إلى أنّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ورئيسة الورزاء تاتشر ، أن وجهتي نظرهما تطابقت بشأن ضرورة استمرار الاتصالات بين الإمارات والمملكة المتحدة لدعم جهود السلام".
وقبل ثلاث سنوات من الزيارة الرسمية الأولى للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى المملكة المتحدة، دخلت تاتشر، من جانبها، التاريخ كأول رئيس وزراء بريطاني يزور دولة الإمارات العربية المتحدة في 21 أبريل 1981. وكان برفقتها زوجها السير دينيس تاتشر.
وفي صورة التقطها مصور خليج تايمز، "شهيدي"، كان في استقبال تاتشر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي كان آنذاك نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
وقد استقبل العديد من الشيوخ والوزراء والشخصيات الدبلوماسية تاتشر ومرافقيها الذين تمت استضافتهم في أفضل الفنادق.
وفي اليوم التالي، في 22 أبريل، ذهبت تاتشر إلى دبي وحاولت العزف على الدف المصنوع من جلد الماعز. كما استمتعت برحلة بحرية قصيرة على طول خور دبي على متن نفس القارب الشراعي العربي التقليدي الذي أقل الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارتها الرسمية الأولى إلى الإمارات العربية المتحدة في فبراير 1979.
ولا شك أنّ الزيارات الرسمية والاجتماعات المباشرة بين قادة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة كانت بمثابة معالم رئيسية ساعدت في تعزيز التعاون بين البلدين.
فقد حظيت الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارتها الأولى للإمارات في فبراير 1979 باستقبال حار برئاسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأعضاء المجلس الأعلى للإتحاد.
ودشنت ملكة بريطانيا محطة تحلية المياه في مصهر دبي للألمنيوم في جبل علي. كما دشنت مشاريع كبرى أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك مركز دبي الدولي للتجارة والمعارض وحوض دبي الجاف ومبنى بلدية دبي وميناء جبل علي.
وبالتقدم سريعاً إلى الوقت الحاضر، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من بين أوائل زعماء العالم الذين هنأوا "كير ستارمر" على تعيينه رئيس وزراء جديد في المملكة المتحدة.
وتمنى سموه، في اتصال هاتفي لستارمر النجاح في قيادة بلاده، ودعا أيضاً إلى تعزيز "العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الإمارات والمملكة المتحدة".