أكد أطباء بيطريون لصحيفة خليج تايمز أنه من الممكن أن تعاني الحيوانات الأليفة من أمراض تصيب البشر مثل السرطان ومرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الزهايمر. ومع ذلك، فإن المضاعفات تكون أكثر تعقيداً في الطب البيطري لأن تشخيص الحيوانات يتم من خلال مراقبة سلوكها.
وقال الطبيب البيطري علي حماد: "إن أهم الصعوبات التي تواجه الطبيب البيطري هي دراسة سلوك الحيوان للوصول إلى التشخيص الصحيح مع التأكد من عدم تجاوز المالك الميزانية المخصصة لعلاج الحيوان".
وقال الطبيب البيطري البالغ من العمر 32 عاماً إن الحيوانات تصاب بأمراض تشبه أمراض الإنسان لأن لديهم نفس النظام، وأضاف: "على سبيل المثال، في حالة مرض السرطان، تتزايد الخلايا وتتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه حتى يخرج الأمر عن السيطرة ويحدث الشيء نفسه مع الحيوانات، فهناك العديد من الأمراض مثل الأنفلونزا وجراثيم المعدة والبكتيريا وضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والكوليسترول والزهايمر، وغيرها الكثير من الأمراض المتشابهة بين الحيوانات والإنسان".
وذكر علي حماد حالة طائر جاء من السعودية، وقال: "كان الطائر مصاب بورم شحمي وهو نوع من أنواع سرطان الغدد الدهنية. بدأنا العملية وسارت الأمور على ما يرام حتى استيقظ الطائر ونظر إلينا وكأنه يقول لنا شكراً ولكن وافته المنية بعد ذلك".
وأوضح: "تستخدم الطيور ظاهرة الإخفاء، وهي القدرة على إخفاء مرضها حيث تعتقد الطيور أنها إذا أظهرت مرضها فإنها تصبح فريسة، لذلك تخفي مرضها حتى يصل إلى المرحلة النهائية حتى تبدأ الأعراض في الظهور وعندها على الأرجح ستفشل محاولات العلاج ولن يتمكن الأطباء من إنقاذها".
وأضاف علي حماد أن "الكثير من مربي الطيور والسحالي يجب أن يكون لديهم الخبرة التي تمكنهم من ملاحظة أعراض المرض حيث أن أغلب الحيوانات التي تعيش في البرية وتتعرض للصيد لديها المهارات اللازمة لإخفاء المرض".
وأشار الدكتور إميل مطر، طبيب الجراحة البيطرية في مركز "بيور لايف" للعلاج البيطري، إلى أنه "من الصعب تشخيص الأمراض لدى الحيوانات بسبب بطء تطورها والاعتماد على المراقبة".
قال: "إن الحيوانات الأليفة مثل الكلاب، يمكن أن تصاب بأمراض تشبه إلى حد كبير تلك التي تصيب البشر، ومن بين هذه الأمراض الخلل الإدراكي المشابه لمرض الزهايمر والذي يتجلى في أعراض مثل الضياع في الأماكن المألوفة واضطراب أنماط النوم والتغير في القدرة على التعلم، مما يؤدي إلى عدم الاستجابة للتدريب".
وأضاف "في حالة الخلل الإدراكي، نعطي أحماضاً تقلل من أكسدة الدماغ، مما قد يوفر بعض الراحة، ورغم أن ذلك لا يمثل علاجاً إلا أنه يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض وتحسين حياة الحيوانات الأليفة وأصحابها".
وتابع الدكتور إميل مطر: "يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعاً بين الحيوانات الأليفة ويتم علاجه من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ويعتبر الأنسولين هو العلاج الأساسي. تتوفر ثلاثة أنواع من الأنسولين في الصيدليات البشرية والتي تستخدم للحيوانات الأليفة أيضاً وهناك نوع واحد مرخص للكلاب فقط وهو كانينسولين".
وأوضح أيضاً أن الفطريات والأمراض الجلدية تنتقل من الحيوانات إلى البشر وهي من أكثر الأمراض شيوعاً في الإمارات بسبب الرطوبة.
وفي الوقت نفسه، ذكر الدكتور علي حماد أنه كان لديه قطتين وطائر وصقر، لكنه اضطر إلى تركهم جميعاً، وأضاف: "كان الاعتناء بهم أمراً صعباً لأنني أعمل في مستشفى ويمكن أن أنقل إليهم الأمراض المعدية".
ونصح علي حماد مالكي الحيوانات المحتملين بإجراء بحث شامل قبل إحضار حيوان أليف أو تبنيه، وأكد أن التبني هو التزام مدى الحياة، وأن فهم احتياجات الحيوان - مثل الأرنب الذي يتطلب التزاماً لمدة عشر سنوات بالطعام والرعاية والأدوية البيطرية - أمر بالغ الأهمية ليكون الشخص مالكاً مسؤولاً.
وينصح الطبيبان علي حماد وإميل مطر أصحاب الحيوانات الأليفة بإعطاء الأولوية للفحوصات الدورية والحفاظ على نظافة أماكن معيشة حيواناتهم الأليفة، كما ينصحان باستخدام المبيدات الحشرية للوقاية من الأمراض التي يمكن تجنبها.
وأضافوا أن "هذه التدابير الاستباقية يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة للحيوانات الأليفة وسلامتها. ومن المهم أن يفهم الناس سلوكيات الحيوانات الأليفة وأن يفكروا في توفر الوقت والموارد الخاصة بهم بشكل يسمح بدعم ورعاية الحيوانات الأليفة، كما أن الفحوصات الدورية وخاصة للحيوانات المسنة، يمكن أن تضيف سنوات إلى عمرها".