نشأت "شيتال كابور" في أسرة متماسكة في "أمريتسار" بالهند، وقد اشتهرت بإبداعها، فقد أحببت التصميم بقدر ما عشقت المنسوجات، ومن ثم وجدت نفسها في كثير من الأحيان تجرب الأقمشة والأنماط. كان من الممكن أن يؤدي التقدم الطبيعي إلى دخولها عالم التصميم أو ريادة الأعمال في مجال الأزياء في العشرينات من عمرها. لكن الأمر استغرق 20 عاماً بعد زواجها، وبعد أن أصبحت أماً لطفلين، وقفت على قدميها كرائدة أعمال.
من رعاية أسرتها وتلبية احتياجاتهم إلى إدارة المنزل بكفاءة، حققت شيتال كل متطلبات ربة المنزل التقليدية عندما قررت ذات يوم مرافقة زوجها "سانديب" إلى مكتبه "حيث يصنعون الملابس الخاصة للمنزل مع سلاسل البيع بالتجزئة الكبيرة، فيما سيتم وضع قطع من العينات جانباً في نهاية اعمل، فتوصلت شيتال إلى فكرة لاستخدام هذه العينات.
وبدأت في تصميم الكورتا وبدأت في بيعها على موقع "إيباي" بمساعدة زوجها. وبعد استجابة مشجعة، بدأت في التوسع. وتوجت جهودها بإنشاء"شري" SHREE، وهي علامة تجارية للتجارة الإلكترونية أسستها والتي تهتم بالملابس الهندية التقليدية والحديثة. وتقول: "لقد ازدهرت الفكرة من حبي للمنسوجات الهندية التقليدية والرغبة في تقديمها إلى جمهور أوسع، وأردت إنشاء علامة تجارية لا تحتفل بثراء المنسوجات الهندية فحسب، بل تقدم أيضاً تصميمات معاصرة يمكن للمرأة دمجها بسهولة في حياتها اليومية."
واليوم، أوصلتها هذه الفكرة والشغف بالمنسوجات إلى قمة عالم بيع الأزياء بالتجزئة بصفتها مالكة شركة يبلغ حجم مبيعاتها 100 مليون درهم مع شبكة تضم أكثر من 140 متجراً حول العالم. ومؤخراً، دخلت شيتال أيضاً سوق الإمارات .
وعند الحديث عن رحلتها في مجال ريادة الأعمال، لا يسعها إلا أن تتذكر تلك السنوات التي قضتها كربة منزل. وتقول: "لقد علمتني تلك السنوات دروساً لا تقدر بثمن في الصبر والمرونة وأهمية رعاية العلاقات، وباعتباري ربة منزل، قمت بإدارة شؤون الأسرة ودعمت احتياجات أسرتي، الأمر الذي غرس في داخلي شعوراً قوياً بالمسؤولية والتنظيم. كما أن قضاء وقت ممتع مع زوجي، الذي كان يعمل في الصناعة، سمح لي أيضاً بمراقبة اتجاهات السوق وتفضيلات المستهلكين عن كثب".
وأضافت:"باعتباري ربة منزل وتحولي إلى رائدة أعمال، من المؤكد أن تحقيق التوازن بين المسؤوليات المنزلية ومتطلبات الأعمال التجارية كان أمراً شاقاً، كان علي أن أتعلم كل شيء من الصفر، بدءاً من كيفية استخدام الكمبيوتر وإرسال البريد الإلكتروني إلى تحديد مصادر المواد وتصميم الملابس العرقية وتسويقها".
وتابعت :"إن بدء مشروع تجاري يتطلب رأس مال، وباعتباري ربة منزل، كانت مدخراتي الشخصية محدودة أيضاً. لقد قدم لي زوجي رأس المال الأولي، لكن تأمين التمويل كان عملية صعبة، خاصةً في سوق تنافسية، وقد
لعبت القوالب النمطية الثقافية والتوقعات المجتمعية أيضاً دوراً. وتقول: "كامرأة تدخل عالم الأعمال، كانت هناك شكوك وتشكيك من بعض الجهات حول قدرتي على النجاح". وكان زوجها سانديب، الذي كان يعمل بالفعل في الصناعة وكان يصنع الملابس لعلامات تجارية داخلية لسلاسل البيع بالتجزئة الكبيرة، أحد ركائز الدعم خلال هذه الرحلة. وتقول: "لم يشجعني على متابعة شغفي فحسب، بل قدم لي أيضاً الدعم المالي الأولي والفطنة التجارية التي كانت حاسمة في تأسيس الشركة". والأهم من ذلك، أن إيمان سانديب برؤيتها هو الذي أعطى شيتال الثقة للقفز من كونها ربة منزل إلى رائدة أعمال.
باعتبارها امرأة دخلت مرحلة الأربعينيات من عمرها، واجهت شيتال مجموعة من التحديات الخاصة بها أثناء تأسيس الشركة. وفجأة، وجدت نفسها في بيئة تنافسية للغاية. إذا كانت هناك شكوك في نفسها، كان عليها أن تضعها جانباً وتستفيد من نقاط قوتها الأخرى - "الإبداع، والاهتمام بالتفاصيل، والفهم العميق لتفضيلات العملاء".
وفي الهند، أدى صعود التجارة الإلكترونية إلى إفساح المجال أمام عدد من الشركات الصغيرة، مما جعل الملابس مجالا ذا قدرة تنافسية عالية، وبدأت شيتال في التوسع وأخذت شركة"شري" SHREE إلى سنغافورة وقطر والمملكة العربية السعودية والآن الإمارات. ويتطلب الدخول إلى أسواق مختلفة أيضاً الانتباه إلى ما يحدث حولك والاستجابة للاتجاهات المحلية.
وتضيف شيتال أن مجموعتها تتميز بألوان نابضة بالحياة، وتطريزات معقدة، وصور ظلية انسيابية تعكس الأجواء البوهيمية المفعمة بالحيوية. وتقول: "نحن ندمج عناصر مثل عمل المرآة والشراريب والترقيع لإضافة لمسة بوهو أنيقة إلى الملابس الهندية الكلاسيكية مثل الكورتا".
ومع ذلك، فإن فرع دبي يلبي احتياجات مجموعة متنوعة من العملاء. "من خلال فهم الفروق الدقيقة في السوق المحلية، نقوم بتصميم مجموعاتنا لتتناسب مع البيئة العالمية والمتعددة الثقافات في دبي. وفي حين أن الجوهر الأساسي - وهو تمجيد المنسوجات والحرفية الهندية - لا يزال ثابتاً، إلا أننا نقوم بتكييف تصميماتنا لتناسب تفضيلات وأنماط حياة عملائنا في دبي. القصات معاصرة بينما الأنماط أكثر عالمية. "بالإضافة إلى ذلك، فإننا نولي اهتماماً بالتفاصيل مثل لوحة الألوان والزخارف التي تتوافق مع التفضيلات الجمالية في الشرق الأوسط."