حمد صغران 
الإمارات

مهارات "حمد صغران" وفرت المياه لمزارع ومنازل رأس الخيمة في الستينيات

تم استيراد المحركات من المملكة المتحدة ولكن مهاراته كميكانيكي هي التي جعلتها تعمل بسلاسة

عزة العلي

في أوائل ستينيات القرن العشرين، بدأ "حمد صغران" -الذي كان في منتصف العشرينيات من عمره آنذاك- مسيرته المهنية كأحد أوائل الميكانيكيين في رأس الخيمة. وكانت مهمته إصلاح المحركات التي تضخ المياه للشرب والري للمزارع والمجتمعات المحلية.

تم استيراد المحركات من المملكة المتحدة، لكن مهارات صغران هي التي جعلت المحركات تعمل بسلاسة، وكانت المزارع والمنازل تعتمد عليه في إمدادها اليومي بالمياه.

لم يكن صغران حاصلاً على شهادة جامعية رسمية في الهندسة الميكانيكية. وبدأت رحلته بدافع من الفضول والتفكير السريع. عندما كان صغيراً، شاهد ميكانيكياً يكافح لإصلاح محرك بخاري لقارب. أخذ الأمور على عاتقه، وصنع حشية من البلاستيك وتمكن من تشغيل المحرك مرة أخرى. وأشعل هذا العمل الصغير اهتمامه بالميكانيكا طوال حياته.

ومع تنامي شهرة صغران، أتيحت له فرص جديدة نشأت مع تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971. وانضم إلى وزارة الكهرباء والمياه، وأشرف على مرافق المياه في المناطق الشرقية من البلاد، بما في ذلك رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان والفجيرة. وبعد أربع سنوات، استقال وتفرغ بالكامل لمواصلة حياته المهنية في مجال الميكانيكا في الورشة.

صورة من عام 1974 تظهر حمد صغران مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في افتتاح محطة مياه رأس الخيمة، البريرات.

طلب من حاكم راس الخيمة

سرعان ما أصبح صغران مطلوباً لقدرته على إصلاح المحركات، مما لفت انتباه العديد من أفراد المجتمع. ووصل صدى مهاراته إلى حاكم الإمارة، الذي طلب مساعدته في إصلاح المحركات، متذكراً مساهمات صغران المبكرة في هذا المجال. وأظهر عمله مواهبه وأثبت سمعته كخبير موثوق به في خدمات المحركات، مما جعله شخصية محورية في المنطقة.

كانت مهنة صغران تركز دائمًا على المهارات العملية، كما يتضح من تجربة لا تُنسى. ذات يوم، شاهده مهندس من شركة بريطانية وهو يفكك آلة بمهارة ويفحص كل قطعة. لاحقًا، سأله المهندس الفضولي من خلال مترجم: "في مصنعنا، يركز كل عامل على جزء محدد. كيف تعلمت تجميع الآلة بأكملها؟"

أجاب صغران: "لقد تعلمت من خلال الخبرة والممارسة". يوضح هذا التبادل البسيط مهارات صغران الرائعة ويسلط الضوء على مدى تقديره للخبرة العملية في إتقان حرفته.

حمد صغران في العمل.

لا يزال يجعل الأشياء تعمل

يبلغ صغران الآن من العمر 88 عاماً تقريباً، ويعيش بين تسعة أبناء والعديد من الأحفاد. وقد أمضى حياته كلها في رأس الخيمة، ويتولى أفراد عائلته رعايته حاليًا.

ويواصل تفانيه في عمله ويمتلك ورشة صغيرة في منزله حيث يقوم بإصلاح العديد من الآلات، بما في ذلك أجهزة المطبخ ومضخات المياه.

صغران مع ابنه

وقال ابن صغران إن عمل والده "يرمز إلى الاعتماد على الذات، ويذكرنا بأن المهارات والمثابرة ساعدت في بناء المجتمع دون الحاجة إلى البنية التحتية الحديثة.

"كان يؤمن بالتعلم من خلال الممارسة وشجع الشباب على فهم كيفية عمل الأشياء بأيديهم."

67% من سكان الإمارات بين 36 و60 عاماً مصابون بالسكري

ثلاثية الإمارات ضد"قرغيزستان" تحافظ على حلم كأس العالم

مطالب الأطفال في الإمارات تزيد الأعباء المالية على الآباء

التمارين الرياضية في عطلة نهاية الأسبوع: فوائد ومخاطر

عاملة منزلية لدى أسرة إماراتية تفوز بـ100 ألف درهم