ميرة المهيري 
الإمارات

ميرة المهيري: قصة نجاح إماراتية في مجال السلامة النووية

وعد بركات

في سن الثانية والعشرين فقط، حققت ميرة المهيري إنجازاً تاريخياً كأول امرأة إماراتية تتولى منصب مفتشة السلامة النووية في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية. وبدأ شغف ميرة بالهندسة من حبها الكبير للمواد العلمية. تقول ميرة: "كنت أعلم أنني أريد متابعة شيء متجذر بعمق في العلوم".

قادها فضولها إلى جامعة خليفة، حيث تخصصت في الهندسة الميكانيكية والنووية. ورغم عدم إلمامها الكامل بمجال الهندسة النووية، إلا أن شغفها بالعلم ورغبتها في خدمة بلدها دفعاها لاختيار هذا التخصص، لتصبح واحدة من أوائل المنضمين إلى البرنامج النووي الناشئ في الإمارات.

بعد تخرجها بامتياز ضمن أفضل الطلاب، دفعها طموحها للانضمام إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية. أعربت ميرة خلال مقابلة العمل رغبتها في الحصول على دور يتضمن العمل الميداني الديناميكي، وهو بمثابة فرصة للمشاركة مباشرة في تطوير القطاع النووي. وقد تم تعيينها كمفتشة سلامة نووية، لتصبح بذلك أول امرأة إماراتية تشغل هذا المنصب الحساس.

وباعتبارها أول امرأة إماراتية تتولى هذا المنصب، فقد كان ذلك بمثابة تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لها. تقول ميرة: "لم أشعر بالخوف بقدر ما شعرت بإحساس هائل بالمسؤولية. كان هناك الكثير من المهام على عاتقي، وكنت أعلم أنني بحاجة إلى الارتقاء بنفسي بسرعة لمواكبة الخبرة التي لدينا".

تحدثت ميرة عن شعورها حيال توليها هذا الدور الرائد، وقالت: "لم أشعر بالخوف بقدر ما شعرت بمسؤولية كبيرة. كان هناك الكثير من المهام على عاتقي، وكنت أعلم أنني بحاجة إلى تحسين مهاراتي بسرعة لمواكبة الخبرات التي لدينا". ووصفت تجربتها بأنها مزيج من الإثارة والضغط، حيث كانت تخوض تجربة جديدة تماماً. وأضافت: "في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، لدينا خبراء مهرة من جميع أنحاء العالم، والوصول إلى مشرفين من هذا المستوى كان ذو قيمة لا تقدر بثمن".

وأضافت: "كان تركيزي منصباً على ملاحظة أكبر قدر ممكن من هؤلاء الخبراء والتعلم بسرعة لتلبية مسؤولياتي بفعالية." ساعدتها مرونتها والتزامها بالنمو المهني في التغلب على التحديات، مما حول منصبها إلى مثال قوي للقيادة والتفاني.

مع بداية مسيرتها المهنية في سن مبكرة، واجهت ميرة العديد من التحديات. كانت تجاربها الأولى في العمل صعبة بشكل خاص. تتذكر ميرة زيارتها الأولى لأحد مواقع العمل بقولها: "كانت زيارتي الأولى للموقع مرهقة للغاية. حتى أنني قد أغمي علي، وكانت تلك البداية درامية جداً!" وأشارت إلى صعوبة التكيف مع المتطلبات البدنية الشديدة للعمل في مواقع البناء، خاصة في ظل الظروف القاسية.

ومع ذلك، برز تصميمها وقدرتها على الصمود. تقول: "أدركت أنني بحاجة إلى تكييف نمط حياتي. بدأت بالتركيز على الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة روتين رياضي صارم لتلبية المتطلبات البدنية للوظيفة".

موازنة العاطفة مع الواجب

إن قدرة ميرة على الموازنة بين حياتها المهنية الشاقة وحياتها الشخصية هي شهادة على شغفها وتفانيها. تقول: "تشمل هواياتي التطوع والتعلم المستمر. هذه الأنشطة ليست عبئاً بل هي مصدر للفرح والإنجاز بالنسبة لي". وتضيف أن نظام الدعم الخاص بها، بما في ذلك أسرتها، يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على هذا التوازن، مما يمكنها من الازدهار على المستويين المهني والشخصي.

  • وعند مناقشة مشاركة الجمهور في المجال النووي، سلطت ميرة الضوء على أهمية الشفافية والتواصل. فهي تبرز دور الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في تنظيم جلسات توعية نشطة والحفاظ على قنوات مفتوحة للتعامل مع مخاوف الجمهور. وتقول: "هناك دائماً مجال للتحسين، لكن المبادرات الحالية تعزز المشاركة العامة بشكل كبير".

يتجاوز تأثير ميرة دورها في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية. فقد نالت اعترافاً لقيادتها والتزامها من خلال تعيينها كواحدة من أصغر أعضاء مجلس إدارة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وكذلك كزميلة في برنامج الخبراء الوطنيين.

ولم تقتصر أدوارها مع مجلس الإمارات للشباب والمجلس الأعلى للشباب على الإشراف الاستراتيجي فحسب، بل شملت أيضاً المشاركة الفعالة مع الشباب وعمليات صنع السياسات، مما أسهم في تعزيز تأثيرها على التنمية الوطنية.

مواطنات: إلزام الشركات بمقعد للمرأة خطوة نحو الشمولية

رائدات أعمال: عانينا من التحيز ونتطلع لتمثيل أكبر

قفزة قياسية لأسعار الذهب بدبي بعد خفض الفائدة الأمريكية

"كولدبلاي" ..حفل حصري في أبوظبي ضمن جولتها العالمية

50 ألف درهم غرامة 3 كُتاب عَدل بأبوظبي لمخالفتهم التوجيهات والقرارات