بدأت "ميشا عمر خان"، وهي لاعبة تستخدم يدها اليسرى عادة، بممارسة رياضة الريشة الطائرة بيدها اليمنى لأن شقيقتها "تابيا" كانت تتميز بيدها اليمنى في دورة الناشئين في دبي.

لكن ميشا توقفت عن ممارسة رياضة الريشة الطائرة في عام 2018 وانتقلت إلى ممارسة الجمباز.

لقد جذبها سحر ملعب تنس الريشة إلى ممارسة تلك الرياضة مرة أخرى عندما بدأت تابيا في الفوز بالبطولات.

في حين أن مغامرات أختها الكبرى ألهمتها بالعودة إلى ممارسة اللعبة مرة أخرى إلا أن ميشا اتخذت قراراً هذه المرة بأنها لن تلعب إلا بيدها اليسرى.

لقد أثمر هذا القرار بنتائج عظيمة الآن، وكانت أعظم النتائج على الإطلاق هي التي تحققت الأسبوع الماضي في "بطولة عموم إنجلترا لكرة الريشة للناشئين" المرموقة في برمنجهام.

وحصلت الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً على لقب فردي بعد فوزها بمجموعات متتالية على "سونيري تشينثالاباتي" من الولايات المتحدة في المباراة النهائية.

وكان هذا أول لقب فردي لها في حياتها، بعد أن فازت بعدة ألقاب زوجية مع تابيا التي تعد أيضاً لاعبة فردية ماهرة على مستوى الناشئين.

كان الفوز باللقب الفردي الأول بالنسبة لميشا يمثل إنجازاً كبيراً حيث جاء في بطولة عموم إنجلترا إحدى أكبر بطولات كرة الريشة العالمية.

وقالت ميشا لصحيفة خليج تايمز عبر الهاتف من لندن: "أنا سعيدة للغاية لأن هذا هو فوزي الأول في فئة الفردي، كما فزت بعدة ألقاب في الزوجي، لكن الفوز باللقب الأول في الفردي أمر كبير حقاً وخاصة أنه جاء في بطولة عموم إنجلترا وهي بطولة كبيرة جداً وأنا سعيدة حقاً".

وأضافت: "كنت واثقة جداً من نفسي وشعرت أنني أستطيع الفوز بهذه البطولة. كان مستوى الثقة لدي مرتفع لأنني تدربت بجدية شديدة لأكثر من شهر لتحسين أدائي في الفردي".

كما احتلت طالبة الصف الحادي عشر في الأكاديمية الهندية بدبي المركز الثاني في منافسات الزوجي مع تابيا في مباراة كانت لا تنسى بالنسبة للاعبي كرة الريشة الشباب في الإمارات العربية المتحدة.

وفازت تابيا أيضاً بالميدالية الذهبية في الزوجي المختلط مع "بهارات لاتيش" الذي احتل المركز الثالث في فردي الأولاد حيث أنهت الإمارات العربية المتحدة البطولة بميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية وأخرى برونزية.

وقالت ميشا: "أشعر بالسعادة حقاً لأن الناس على مستوى العالم لا يعرفون الكثير عن رياضة الريشة الطائرة في الإمارات العربية المتحدة".

وأضافت قبل أن تعترف بدور دبي في نموهم: "عندما نذهب إلى البطولات في الخارج فإنهم لا يتوقعون الكثير منا، لذا من الرائع أن نحقق هذه الانتصارات فنحن نظهر لهم الآن أننا قادرون أيضاً على لعب رياضة كرة الريشة على مستوى متميز".

"أعتقد أن مرافق التدريب في دبي جيدة جداً وهناك العديد من أكاديميات الريشة الطائرة والمدربين المتميزين الذين لعبوا دوراً كبيراً في تطوير اللاعبين الشباب."

وتخطط ميشا، التي تتدرب لمدة ست ساعات يومياً الآن للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028.

وأضافت "أريد أن أشارك في الألعاب الأولمبية في المستقبل وهدفي هو المشاركة في الألعاب الأولمبية في عام 2028".

"سيكون شرفاً عظيماً لي أن أمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الألعاب الأولمبية وآمل أن أتمكن من التأهل لمنافسات الفردي والزوجي".

وتحدثت المراهقة الخجولة عن أكبر مصادر إلهامها في ملعب كرة الريشة، وقالت: "أنا أحب "آن سي يونج" (اللاعبة الكورية الجنوبية البالغة من العمر 22 عاماً والتي فازت بالميدالية الذهبية في الفردي في أولمبياد باريس) وكارولينا مارين (بطلة أولمبياد 2016 وبطلة العالم ثلاث مرات)".

وأضافت: "لقد كنت أتابع كارولينا منذ أن كنت صغيرة، إنها قوية للغاية وأنا أحب أسلوب لعبها جداً. كما أنها تستخدم يدها اليسرى، لذا أتعلم منها الكثير."

"إنها أفضل لاعبة الآن، إن براعتها مذهلة بالنسبة لشخص في مثل سنها. أتمنى أن أقابلهما يوماً ما في حياتي وأود أن أسألهما كيف وصلتما إلى هذا المستوى العالي في رياضة الريشة الطائرة."

يبذل جميع الرياضيين الأبطال الكثير من التضحيات للوصول إلى القمة وميشا مستعدة للقيام بكل شيء لتحقيق إمكاناتها، حتى أن والدها عمر قام بتعيين خبير تغذية لمساعدتها في الحصول على الإرشاد الأفضل.

قالت ميشا: "لقد ساعدني هذا الأمر أنا وأختي كثيراً فنحن نعلم ما نحتاجه من طعام لنصل إلى قمة لياقتنا البدنية".

"نتبع نظام التغذية الذي وضعه لنا خبير التغذية ستة أيام في الأسبوع وبالطبع، يتطلب الأمر الكثير من التضحيات إذ لا نستطيع تناول الشوكولاتة أو أي شيء حلو."

لا تمانع ميشا عدم وجود الحلويات في طبقها طالما أنها تستمر في الحصول على ألذ طعم وهو النصر على أرض الملعب في أكبر البطولات.