حمدان بن محمد في لوحة فنية 
الإمارات

"ناثانيال ألابيد" حكاية إبداعية على رمال شواطئ دبي

سمية ميهتا
ناثانيال ألابيد سلاحه المجرفة
رياضيات في لوحة فنية على الرمال

في الساعات الأولى من الصباح، ومع أول شعاع من أشعة الشمس يلامس شواطئ دبي الهادئة، يبدأ "ناثانيال ألابيد" طقوسه الفنية الفريدة، وبمساعدة مجرفة حديقة بسيطة ، يحول الفنان المقيم في دبي الشواطئ الرملية إلى لوحة من الرسومات والصور المعقدة.، وبالنسبة لألابييد، القادم من الفلبين، فإن هذه العملية أكثر من مجرد شكل فني - إنها ممارسة تأملية تسمح له بالاتصال بالطبيعة.

كانت رحلته من الفلبين إلى دبي في عام 2003 مدفوعة برغبة بسيطة: بناء مستقبل أفضل لنفسه، بعد أكثر من عقدين من الزمان، يقف كواحد من أشهر فناني الرمال في الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم الاحتفاء بعمله لجماله واتصاله العميق بالطبيعة.

لقد غير عمل ألابيد، الذي بدأ تكريماً لجدته الراحلة، البالغ من العمر 47 عاماً حياته ومكنه من إنشاء روائع خلابة على الشواطئ الرملية في دبي. ومع ذلك، فإن حبه للفن يعود إلى طفولته المبكرة. يتذكر قائلاً: "أعتقد أنني كنت في السابعة أو الثامنة من عمري. اعتدت أن أتأمل الشقوق في الحائط والألوان الباهتة عليه، وكنت أرى أو أتخيل صوراً أو أشكالاً. وهنا بدأت الرسم".

عادة ما يعمل ألابيد على الأعمال الفنية الرملية في الصباح الباكر عندما يكون المد منخفضاً، مما يوفر له مساحة كبيرة من الرمال الرطبة للرسم عليها

قام والده بتنمية موهبته الناشئة من خلال إحضار كتب ومجلات الرسم المستوحات من أعمال الفنانين الذين اكتشفهم في الموسوعات - وهي كنز من المعرفة قبل عصر جوجل. وقد أرسى هذا التشجيع المبكر الأساس لشغف مدى الحياة.

اتخذت رحلة ألابيد الفنية منعطفاً حاسماً في رمال شاطئ جميرا في عام 2014،. يقول: "بدأت الرسم على الرمال عندما رسمت شجرة تكريماً لجدتي الراحلة". وما بدأ كعمل شخصي للذكرى سرعان ما لفت انتباه صحفي محلي، مما أدى إلى نشرمقال في إحدى الصحف. وفتح هذا العرض أبواباً لم يحلم بها ألابيد.

ويضيف: "عرض علي فندق جميرا بيتش وظيفة كفنان رمل بدوام كامل، وكان ذلك بمثابة حلم تحقق". وتبع هذه الفرصة فترة عمل في RIXOS JBR، حيث واصل صقل حرفته قبل أن يتفرع في النهاية كفنان رمل مستقل.

دعاية

منذ ذلك الحين، زينت أعمال ألابيد العديد من المنصات المرموقة، لقد أنشأ أعمالاً فنيةً للعلامات التجارية الشهيرة مثل بوربيري وأديداس، وتعاون مع ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي، وقدم تحية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في عام 2019. لكن ما يميز الفنان حقاً هو إنجازه في عام 2022 الذي سجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر صورة رملية. تغطي هذه الصورة الرملية مساحة مذهلة تتجاوز 250,000 قدم مربع، مما لا يبرز فقط مهارته التقنية ولكن يسلط الضوء أيضاً على إمكانياته الواسعة.

سباق مع الزمن

أداة ألابيد المفضلة، مجرفة حديقة بسيطة. "هذه هي أداتي، التي تشبه القلم، والتي أستخدمها لرسم الصور على الرمال. لجعل الخطوط أو الرسم أكثر وضوحاً، يجب أن يتم ذلك على رمل مبلل أو رطب. عادةً ما أعمل في الصباح الباكر عندما يكون المد منخفضاً، مما يوفر لي مساحة كبيرة من الرمال المبللة للرسم عليها"،

كما يوضح مع كل مشروع يقوم به، أنه يجب على الفنان إكمال تصميماته المعقدة قبل أن يعود المد ليجرفها بعيداً

كما أن فن الرمل يمثل تحديات فريدة من نوعها، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الطبيعة العابرة لهذا المجال. يقول ألابيد: "عندما أقوم بفن الرمل على الشاطئ، فأنا دائماً في سباق مع الزمن. أحتاج إلى إكمال الرسم قبل أن يعود المد ويمحوه. في بعض الأحيان، بعد العمل لساعات، قد لا يتوفر العمل الفني إلا لبرهة وجيزة. يمكن محوه تدريجياً بواسطة الأشخاص الذين يمشون على الشاطئ أو بواسطة المد والجزر الذي يعود مرة أخرى".

ويضيف: "عندما سجلت رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس لأكبر صورة رملية، كنت قد أكملت بالفعل 50 بالمائة من العمل عندما هطلت الأمطار وعاصفة رملية ومحت كل شيء تقريباً قمت به، كان علي أن أبدأ من جديد من البداية".

كما أن فن الرمل يطرح تحديات فريدة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى طبيعة الوسط الزائلة

وللتخفيف من هذه المشكلة، يراقب الفنان بعناية توقعات المد والجزر لقياس الوقت المتاح له قبل أن تجرف تحفته الفنية حتماً، مما يجعل كل إبداع مجهوداً عابراً ولكنه ثمين. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تشكل جزءاً مما يجعل إبداع فن الرمل مثيراً للاهتمام بالنسبة للفنان، ويضيف: "خاصة وأن عملي يتعرض لعناصر الطبيعة".

تكريماً للشيخ حمدان بن محمد

ومن بين أكثر إبداعات ألابيدي تقديراً هي الصورة التي رسمها مؤخراً لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والتي حظيت أيضاً بفرصة لقائه في مناسبتين

يقول ألابيد الحاصل على ترخيص ركوب الجمال، بعد فوزه بالمركز الأول في سباق في أبو ظبي عام 2023: "لقد رسمت صورة لسمو الشيخ حمدان مع جماله لأنني، مثله، أتقاسم معه تقديراً عميقاً لهذه الحيوانات الجميلة. كما أستمتع بركوب الجمال والسباقات معها". واستغرق رسم الصورة ساعتين، بدءاً من الساعة 6 صباحاً وانتهت حوالي الساعة 8 صباحاً.

وتعود علاقاته بالشيخ حمدان إلى أيامه الأولى في دبي، منذ أن عمل منقذاً في حديقة "وايلد وادي" المائية إلى دوره كغواص في "أتلانتس النخلة أكواريوم". ويتذكر قائلاً: "كانت المرة الأولى بين عامي 2004 و2005 عندما كنت منقذاً في وايلد وادي. كان يركب الأمواج هناك، وفي بعض المناسبات كنت المنقذ المناوب".

"كانت المرة الثانية عندما تم افتتاح أكواريوم أتلانتس النخلة لأول مرة وكنت غواصاً في ذلك الوقت. كان يمارس الغوص الحر في الأكواريوم بشكل متكرر وفي عدة مناسبات كنت هناك لمساعدته"، يقول ألابيد، مضيفاً أن الاستجابة لعمله الفني الفريد كانت تثلج القلب. ويضيف: "أنا ممتن للغاية للدعم الذي تلقيته من الدولة."

ومع ذلك، ورغم كل التقدير والإشادة، يظل ألابيد متمسكاً بالفلسفة التي تحرك فنه. يقول الفنان: "إن خلق شيء عابر أو زائل مثل فن الرمل يذكرك بأن كل شيء في تغير مستمر. إنه يعلمك أن تتخلى عن كل شيء وتتواصل مع شيء أكبر منك"، وهو منظور لا ينطبق فقط على الفن، بل وعلى الحياة نفسها، ويصوره من خلال الجمال العابر الذي يرسمه على الرمال.

تحدي دبي للياقة البدنية يعود بفعاليات جديدة ومسابقات دولية

"الموارد البشرية": الهوية الإماراتية إلزامية للدخول إلى منصاتنا الإلكترونية

بدء ترشيح المعلمين المتميزين للإقامة الذهبية

سلطان القاسمي: التأمين الصحي لجميع مواطني الشارقة

منخفض مداري محتمل في بحر العرب الأسبوع المقبل