تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على رعاية جيل جديد من مستكشفي وعلماء الفضاء من خلال تعاونها الوثيق مع وكالة ناسا وغيرها من الشركاء الأميركيين، حيث تعد مبادرة "غرفة الإمارات الجوية" مبادرة رئيسية قيد التطوير حالياً.
وقد تعزز ذلك خلال اللقاء التاريخي الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن العاصمة في 23 سبتمبر.
وكانت هذه الزيارة هي الأولى لرئيس دولة الإمارات إلى واشنطن، ومثلت الاجتماع الثنائي الرابع بين الزعيمين خلال إدارة بايدن-هاريس.
وأكد رئيسا الدولتين على التعاون الرائد بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في مجال استكشاف الفضاء، فضلاً عن اهتمامهما المشترك بتعزيز المعلومات عن الكون.
وفي ضوء هذا الاجتماع، قال "داني سيبرايت"، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي: "سوف يكون المريخ ومشروع أرتميس محور الاهتمام... هذا المشروع الفضائي يهدف إلى جعل القمر نقطة انطلاق للمستقبل. ولدى الوكالتين بالفعل برنامج مدته 10 إلى 15 عاماً. ولن ينموا فقط بفضل رواد الفضاء أنفسهم، بل سينموان أيضاً من خلال البحث والتطوير الحقيقي، مع عمل الفرق معاً لإنشاء مشاريع جديدة".
كما تم التأكيد على أن المزيد من رواد الفضاء الإماراتيين سيتلقون تدريبات في مركز جونسون للفضاء. ومن المقرر أن يتوسع التعاون بين وكالة ناسا ووكالة الإمارات للفضاء، وكذلك بين وكالة ناسا ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وأضاف "سبرايت" في حديثه لصحيفة خليج تايمز: "من المهم أن نمضي قدماً، ونبذل المزيد من الجهد في هذه المجالات . يريد الإماراتيون استكشاف الكويكبات، ونحن أيضاً نريد ذلك. نريد أن نفعل ذلك معاً... مع جميع جوانب المريخ، مع أرتميس وكل شيء آخر".
وفي إطار الروح الجماعية والتطلعات البشرية في السعي إلى الفضاء، أكد القادة على مبادئ اتفاقيات أرتميس، مؤكدين على استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية، وبالتالي يبشرون بعصر جديد من الاستكشاف.
وبحسب إفادة حكومة البيت الأبيض، "تحدث القادة عن اتفاقية مركز محمد بن راشد للفضاء في يناير 2024 مع وكالة ناسا لتوفير غرفة هواء لمحطة "جيتواي"، أول محطة فضائية للبشرية تدور حول القمر بدعم من بعثات ناسا لاستكشاف القمر على المدى الطويل في إطار برنامج أرتميس".
ومن الجدير بالذكر أنه في مارس 2024، استضافت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن العاصمة حدثاً للاحتفال بالتعاون بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في مجال الفضاء، حضره كبار المسؤولين من كلا البلدين، بما في ذلك مدير وكالة ناسا بيل نيلسون ووزير الشباب ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي.
ستكون محطة الفضاء "جيتواي" أول محطة دولية للبشرية تدور حول القمر، مما يتيح الاستكشاف والبحث المستمر في الفضاء، وتوفر لرواد الفضاء مكاناً للعيش والعمل، وتسمح بنقل المعدات والعمل كمركز للمهام القمرية، وتسهيل السير في الفضاء في مدار القمر.
وبدأ فريق عمل مركز محمد بن راشد للفضاء، برئاسة مديره العام سالم حميد المري، في تطوير وحدة الغرفة ، وعقد اجتماعات متعددة مع فريق "جيتواي" التابع لوكالة ناسا في مركز جونسون للفضاء للتعاون في إنشاء أول محطة فضاء قمرية للبشرية.
وتبنى هذه الشراكة على التعاون السابق بين وكالة ناسا والإمارات العربية المتحدة في مجال رحلات الفضاء البشرية.
في عام 2023، شارك رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في أطول مهمة فضائية عربية عندما انطلق إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، مساهماً في البحث العلمي في المختبر المداري لتعزيز المعرفة البشرية وتحسين الحياة على الأرض.
وفي هذه الأثناء، يصادف يوم الأربعاء الذكرى الخامسة لانطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية.
في عام 2019، حقق هزاع إنجازاً تاريخياً باعتباره أول مواطن إماراتي يسافر إلى الفضاء، حيث تعاون مع وكالة ناسا على متن محطة الفضاء الدولية، وأجرى تجارب وشارك في أنشطة توعوية تعليمية.
انطلق برفقة قائد مركبة الفضاء سويوز إم إس-15 "أوليج سكريبوتشكا" ومهندسة الطيران "جيسيكا مير" من قاعدة بايكونور الفضائية. أمضى الثلاثي ما يقرب من ست ساعات في رحلة حرة قبل الانضمام لوحدة "زفيزدا" على متن محطة الفضاء الدولية.