تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطيار الواحد في قمرة القيادة

قال مسؤول كبير في طيران الإمارات في دبي لصحيفة الخليج تايمز في أسبوع مستقبل الطيران الافتتاحي يوم الثلاثاء إن طائرات الركاب التي تحلق بطيار واحد فقط قد تصبح حقيقة - نظراً للتطور السريع للتكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي.

وقال عادل الرضا، نائب رئيس طيران الإمارات والرئيس التنفيذي للعمليات، إن تكنولوجيا الطيران تتطور بسرعة وأن قدرات الذكاء الاصطناعي التنبؤية يمكن أن تؤدي إلى زيادة الكفاءة والتوافق بين شركات الطيران والسلامة - مما يؤدي في النهاية إلى تقليل الحاجة إلى الطيارين البشريين داخل قمرة القيادة.

لقد كان موضوع تقليص عدد أفراد الطاقم من طيارين إلى طيار واحد محل نقاش طويل في صناعة الطيران، ولكن هذا الموضوع عاد إلى الواجهة بعد الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي عندما توفي أحد طياري الخطوط الجوية التركية بعد سقوطه أثناء الرحلة. وقد تولى مساعد الطيار التحكم في الطائرة وقام بهبوط اضطراري في نيويورك.

في حادثة سابقة وقعت عام 2015، انهار طيار من الخطوط الجوية الأمريكية يبلغ من العمر 57 عامًا وتوفي أثناء رحلة ليلية من فينيكس إلى بوسطن. تولى الضابط الأول القيادة وأعلن حالة الطوارئ. وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، يتعين على طيارين أن يكونا في قمرة القيادة في طائرة تجارية كبيرة في جميع الأوقات.

أنظمة إدارة طيران أفضل

ومع ذلك، أعرب الرضا عن ثقته في أن الذكاء الاصطناعي قد يسمح للطائرات بالتحليق بطيار واحد فقط. وقال إن طائرات الركاب مجهزة الآن بأنظمة أفضل لإدارة الرحلات. فالمهام التي كان الطيارون يؤدونها يدويًا في السابق مثل رسم المسارات ومراقبة مستويات الوقود، يتم تنفيذها الآن بواسطة أجهزة الكمبيوتر ونظام تحديد المواقع العالمي أو نظام الملاحة القائم على الأقمار الصناعية.

وأشار الرضا إلى أن "بعض الحوادث كانت استثناءات، لكن ما يحدث اليوم هو أن التكنولوجيا تتطور والذكاء الاصطناعي يساعدنا. وقد طبق مصنعو الطائرات الكثير من التكرار (أو مضاعفة مكونات النظام لزيادة كفاءة النظام وموثوقيته)".

وأضاف "أعتقد أنه في المستقبل قد يكون لدينا طيار واحد فقط بدلاً من طيارين. إنه احتمال وارد؛ كل ما نحتاجه هو إدارة هذا الأمر والتعامل معه وفقًا لقواعد صارمة. سيتعين تغيير البروتوكولات ويجب أن يكون هناك المزيد من التكرار الفني لمتابعة ومراقبة الطائرات في الجو وعلى الأرض".

وفي وقت سابق، أشار الرضا إلى أن الذكاء الاصطناعي والحد في نهاية المطاف من عدد الطيارين البشريين في قمرة القيادة يمكن أن يعالج النقص المتوقع في عدد الطيارين في المنطقة.

وعندما طُلب منه تقديم جدول زمني لتقليص عدد الطيارين البشريين، قال الرضا إن ذلك لن يحدث على الفور.

وقال "هناك العديد من المتطلبات قبل أن يحدث هذا"، مشيرا إلى: "نحن بحاجة إلى التعامل أولا مع العديد من القواعد، وخاصة تلك التي تضمن سلامة الركاب وأفراد الطاقم".

السلامة على متن الطائرة

وفي الوقت نفسه، في يوليو/تموز من هذا العام، انضمت رابطة قمرة القيادة الأوروبية (ECA) وبعض مجموعات الطيارين إلى جهودها لتحدي التحرك نحو رحلات جوية يقودها طيار واحد، "بحجة أن تقليص عدد أفراد الطاقم في أي وقت من شأنه أن يهدد السلامة على متن الطائرة".

قال الكابتن "أوتجان دي بروين"، رئيس ECA، على موقعهم الإلكتروني "One Means None": "لا يتولى الطيارون قيادة طائرة فحسب - بل نراقب بعضنا البعض وجميع جوانب الطيران، وندير أتمتة الطائرات ونتعامل بسرعة مع أي مخاطر تتعلق بالسلامة أو الأمن أو التشغيل في بيئة معقدة للغاية وسريعة التغير. بصفتي طيارًا، أنا مقتنع بأن الرحلات التي يقودها طيار واحد هي مفهوم خطير بطبيعته مدفوع فقط بالمصالح التجارية للشركات المصنعة وشركات الطيران".

ومن ناحية أخرى، أشارت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي (EASA) إلى أن "صناعة الطيران تعمل باستمرار على تطوير التكنولوجيا والأتمتة التي تعمل على تحسين السلامة والكفاءة التشغيلية".

وأضافت وكالة السلامة الأوروبية: "لقد ثبت أن هذه التطورات التكنولوجية تعمل على تحسين مرونة أنظمة الطائرات، كما تدعم مهام الطيار بشكل أفضل، وبالتالي تزيد من الأداء العام. وتعمل الصناعة حاليًا على تطوير تقنيات لتمكين التشغيل الآمن لطائرات الركاب الكبيرة بواسطة طيار واحد أثناء مرحلة الرحلة".