العملات المشفرة في الإمارات: نمو مستمر واستثمار واعد
مع التطور السريع الذي لمشهد العملة الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية المبادرات الحكومية الاستباقية، والتقدم التكنولوجي وزيادة شهية المستثمرين، فإن مستهلكي العملات المشفّرة لديهم فرصة مثالية للاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة على المدى القصير والمتوسط في أعقاب الانتخابات الأمريكية، وفقاً لخبراء العملات المشفّرة.
لقد أدت عودة دونالد ترامب إلى السلطة إلى إحياء ثقة المستثمرين، ويشير المحللون إلى أن سياساته قد تشجع على بيئة تنظيمية مواتية للعملات المشفرة، تقول الدكتورة إميلي كارتر، خبيرة الاقتصاد المتخصص في العملات المشفرة: "تاريخياً، كانت إدارة ترامب أكثر تساهلاً مع الأصول الرقمية، وهو ما قد يجذب المزيد من الاستثمار المؤسسي".
وفي الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي العملات الرقمية إلى 3.78 مليون بحلول عام 2025، تشمل خيارات العملات الرقمية الشائعة لمستثمري العملات المستقرة، والبيتكوين، والإيثريوم، وفقاً لأرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في سنتشري فاينانشال.
وبينما برزت العملات المستقرة باعتبارها الخيار الأول، حيث تمثل 55 في المائة من إجمالي نشاط التشفير في الإمارات العربية المتحدة، فإن البيتكوين والإيثريوم يحتلان المركزين الثاني والثالث، بحصة قدرها 19 في المائة و9.0 في المائة على التوالي، بحسب جون.
في يوم الأربعاء، وسّع سعر البيتكوين- الذي يُعتبر معياراً ذهبياً في مجال العملات الرقمية- مكاسبه إلى ما يزيد عن 88 ألف دولار، ويعزز البيتكوين الآن مكاسبه بالقرب من 90 ألف دولار وقد يشهد انخفاضاً طفيفاً قريباً.
وبحسب خبيرة العملات المشفّرة والمحلّلة سارة جونسون، فإن "ندرة البيتكوين والاعتماد المؤسسي المتزايد يجعلها منافساً قوياً لأولئك الذين يتطلعون إلى الاستثمار في الأمد القريب إلى المتوسط".
في العام الماضي، انضمّت الإمارات العربية المتحدة إلى صفوف عدد قليل من الدول لإطلاق عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC)، وقد قطع ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي خطوات كبيرة في تعزيز إطاره التنظيمي لضمان التكامل السلس للعملات الرقمية المستقرة المدعومة بالدرهم للمدفوعات والعملات المشفرة غير المدعومة بالدرهم لمعاملات الأصول الافتراضية، بين يوليو 2022 ويونيو 2023، عالجت الإمارات العربية المتحدة حوالي 400 مليار دولار من القيمة على السلسلة، مما رفع مكانتها إلى سادس أكبر اقتصاد مشفر في العالم، وبين يوليو 2023 ويونيو 2024، تلقّت الإمارات العربية المتحدة 34 مليار دولار من العملات المشفّرة، مما يمثّل نمواً سنوياً بنسبة 42 في المائة، هذا ما جعل الإمارات العربية المتحدة ثالث أكبر اقتصاد مشفّر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المتوقّع أن يصل عدد مستخدمي العملة الرقمية في الإمارات إلى 3.78 مليون بحلول عام 2025، مع معدل انتشار متوقع يبلغ 39.20% في عام 2024، ومن المتوقع أن يظل عند 39.13% بحلول عام 2025، على خلفية خطوة من قبل الهيئة الاتحادية للضرائب لإعفاء العملات المشفرة والأصول الرقمية من ضريبة القيمة المضافة.
في أكتوبر 2024، منح البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة موافقةُ مبدئيةً على عملة مستقرة بالدرهم بموجب إطار تنظيم خدمة رمز الدفع.
وقالت جون: "في النصف الأول من عام 2024، بلغت القيمة الإجمالية للعملات المستقرّة المتداولة على البورصات المركزية واللامركزية في الإمارات العربية المتحدة 9.8 مليار دولار".
وتشير دراسة استقصائية أجرتها شركة "بيتغيت للأبحاث" Bitget Research في أبريل 2024 إلى أن أكثر من 72% من جميع المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، استثمروا في البيتكوين، مع زيادة مشاركة المستثمرين الإماراتيين، كما تعدّ عملات "دودج كوين" Dogecoin و "سولانا"Solana و "أكس أر بي"XRP و "شيبا ليون"Shiba Inu و "كاردانو"Cardano من بين العملات المشفرة الأكثر مراقبةً عن كثب في الإمارات العربية المتحدة.
"أعلنت الهيئة الاتحادية للضرائب مؤخراً أن العملات المشفرة والأصول الرقمية ستكون معفاة من ضريبة القيمة المضافة في الإمارات العربية المتحدة، وقد أدّى هذا إلى توفير قدر كبير من الوضوح فيما يتعلق بالمعاملة الضريبية لشركات العملات المشفرة، وهو أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع مثل هذه الفئة المتقلبة من الأصول. لن يؤدي هذا إلى تخفيف العبء الضريبي فحسب، بل سيساعد أيضاً في جذب الاستثمار الأجنبي.
وأشار المحلّلون إلى أنّ حكومة الإمارات العربية المتحدة عملت بشكل استباقي على تهيئة بيئة مواتية للعملات الرقمية، حيث أنشأ سوق أبوظبي العالمي ومركز دُبي للسلع المتعددة أُطراً تنظيمية تشجّع الابتكار مع ضمان الامتثال للمعايير الدولية.
وفقاً لخبير استراتيجيات العملات المشفرة مارك تومسون، فإن عملة الإيثريوم في وضع يسمح لها بتحقيق نمو كبير. "إن النظام البيئي القوي الذي تتمتع به عملة الإيثريوم والترقيات القادمة تجعلها لاعباً رئيسياً في مجال العملات المشفرة".
تقول المحللة راشيل لي: "يجب على المستثمرين النظر في "باينانس" Binance بسبب موقعها القوي في السوق وفائدتها داخل نظام "باينانس" Binance البيئي".
ومن بين العملات المشفرة الأخرى التي تكتسب زخماً بين المستثمرين سولانا وكاردانو، ويقول خبير البلوكتشين أحمد الفارسي: "سرعة سولانا وكفاءتها قد تجعلها الخيار الأول للمستثمرين الذين يبحثون عن إمكانات نمو عالية". وتقول الباحثة في العملات المشفرة لينا ك. "تتمتع كاردانو بأساس متين ورؤية للنمو المستدام". وعلى الصعيد العالمي، تشمل العملات الرقمية الأخرى التي تقدم إمكانات نموّ عملة الدولار الأمريكي، وريبل، ودودج كوين، وتونكوين، وترون.