مضخة تحفر النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان بغرب تكساس. — ملف رويترز
مضخة تحفر النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان بغرب تكساس. — ملف رويترز

تراجع في أسعار النفط لزيادة العرض وقوة الدولار الأمريكي

عوامل عدة ظهرت في الأسواق قد تساهم في انخفاض الأسعار قريباً وترتبط باختلال التوازن بين العرض والطلب
تاريخ النشر

"عانت أسعار النفط من تراجع حاد منذ بداية الأسبوع، بسبب تقلص التأثيرات السلبية لإعصار رافائيل على إنتاج النفط في الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى تقليص احتمالات انقطاع الإنتاج وانخفاض العرض، مما سمح بعودة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية، وهو ما كان له تأثير على الأسعار."

واستقرت أسعار النفط إلى حد كبير اليوم الخميس، في ظل ترقب المتعاملين لانخفاضات شهدتها الأسواق في وقت سابق من الأسبوع، وذلك بسبب قوة الدولار الأمريكي والمخاوف من زيادة المعروض في ظل تباطؤ نمو الطلب. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثلاثة سنتات إلى 72.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:37 بتوقيت جرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سبعة سنتات إلى 68.36 دولار."

"ويقول محللون إن هناك عوامل عدة ظهرت في أسواق النفط العالمية قد تساهم في انخفاض الأسعار قريباً. وترتبط معظم هذه العوامل باختلال التوازن بين العرض والطلب، بينما يرتبط بعضها بالتطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى."

وأثر الإعصار على العديد من المناطق التي تشهد ازدهاراً في إنتاج النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. وانخفض إنتاج النفط في خليج المكسيك بنسبة نحو 16% الأسبوع الماضي، مما أدى إلى نقص في العرض وارتفاع الأسعار العالمية. حيث تراجع إنتاج النفط بمقدار 482,790 برميلاً، كما انخفض إنتاج الغاز الطبيعي بمقدار 310 ملايين متر مكعب حتى يوم الأحد الماضي، وفقاً لمكتب السلامة وحماية البيئة في الولايات المتحدة."

وساعد ارتفاع الأسعار العام الماضي، الذي تجاوز 90 دولاراً للبرميل، في خفض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بنحو 53 مليون برميل من يونيو إلى سبتمبر 2023. وكتب محمد حشاد، كبير استراتيجيي السوق في نور كابيتال لأسعار النفط، في مذكرة: 'على الرغم من التوقعات بتراجع الطلب والتكهنات بأن إدارة ترامب قد تتبنى قريباً سياسات لزيادة العرض، تجاهلت الأسعار هذه العوامل إلى حد كبير. كما انخفضت مخزونات النفط التجارية الأمريكية الأخيرة إلى 415 مليون برميل، وهو أدنى مستوى لها منذ عدة سنوات، مما ساهم في ارتفاع الخام الأمريكي.'"

وارتفعت أسعار النفط العالمية إلى أكثر من 124 دولاراً للبرميل أثناء غزو روسيا لأوكرانيا. ولكن مع زيادة مخزونات النفط الأمريكية إلى 467 مليون برميل في يونيو/حزيران من العام الماضي، تراجعت الأسعار إلى 67 دولاراً. وفي وقت لاحق، دفع انخفاض المخزونات الأسعار للارتفاع مرة أخرى إلى ما يزيد عن 90 دولاراً."

ووتتأثر أسعار النفط أيضاً باستمرار ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يؤدي عادة ارتفاع قيمة الدولار إلى انخفاض أسعار جميع السلع المسعرة بالعملة الأمريكية، وهو ارتباط معروف في الأسواق المالية. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى إغلاق سلبي لعقود النفط الأمريكي الآجلة يوم الثلاثاء، بانخفاض بلغ نحو 2.75%."

وواصل الدولار الأمريكي ارتفاعه منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 2024، حيث احتفلت الأسواق المالية بعودته إلى البيت الأبيض. وأشار حاشد إلى أنه 'على الرغم من أن ترامب تحدث ضد ارتفاع قيمة الدولار بشكل مفرط، إلا أنه لم يحدد أي إجراءات ينوي اتخاذها لإضعاف الدولار، مما يترك مجالاً لمزيد من الزيادات.'"

وهناك إشارات تدل على عدم الرضا بين المتفائلين بشأن حجم حزمة التحفيز التي أقرتها الصين، حيث يخشى الكثيرون من أنها قد لا تكون كافية لتحقيق التأثير الإيجابي المطلوب على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وهناك ارتباط قوي بين الطلب على النفط ومعدلات النمو، حيث تحتاج البلدان إلى زيادة الإنتاج لتحقيق النمو، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال استهلاكاً أكبر للنفط، مما يؤدي إلى زيادة الطلب."

ومن المتوقع أن يتبنى الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً سياسات تدعم إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة وتشجع على استخراج المزيد من النفط والغاز الطبيعي في الفترة المقبلة، مما سيؤثر إيجاباً على مستويات الإنتاج لكنه سيؤثر سلباً على الأسعار. وقال حاشد: 'إن فوز ترامب أدى إلى تكهنات بأنه قد يلغي تشريعات الطاقة النظيفة الأخيرة التي تم سنها في عهد إدارة بايدن، مما قد يترتب عليه إلغاء مليارات الدولارات من الحوافز لاستخدام الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تراجع وزارة الخزانة الأمريكية السياسات الحالية التي تقدم للشركات إعفاءات ضريبية بقيمة مليارات الدولارات لاستخدام الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر.'"

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com