رحيل أحمد
رحيل أحمد

بنك رأس الخيمة الوطني يواجه التحديات الاقتصادية العالمية بنجاح

اقتصاد الإمارات المتنوع يدعم صمود البنك في مواجهة التباطؤ العالمي
تاريخ النشر

أكد مسؤول مصرفي كبير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل إظهار قدرتها على الصمود، بدعم من اقتصادها المتنوع والقوي.

وقال رحيل أحمد في مقابلة مع "خليج تايمز"، على الرغم من أن النمو العالمي قد يتباطأ وتستمر التوترات الجيوسياسية، فإن دولة الإمارات في وضع قوي للتعامل مع هذه التحديات، كما صرح رحيل أحمد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك رأس الخيمة. وقال: "من المحتمل أن يضع التباطؤ في الاقتصاد العالمي ضغوطاً هبوطية على أسعار النفط، ما سيؤثر على قطاع النفط. ولكن مع وجود أسعار فائدة منخفضة في المستقبل، فإن الاقتصاد غير النفطي - الذي يمثل حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات - سيستفيد. كما أن التنوع الاستراتيجي للإمارات في قطاعات مثل السياحة والعقارات واللوجستيات والضيافة والتصنيع سيساعد على التعامل مع هذه الفترة بشكل فعال".

وفي سبتمبر 2024، حقق بنك رأس الخيمة الوطني إنجازاً بارزاً من خلال تنفيذ أول تحويل للعملة الرقمية للبنك المركزي عبر إم بريدج (mBridge). وقال أحمد: "بينما نواصل التقدم، سنستمر في التعاون مع المنظمين والشركاء لدعم اعتماد العملات الرقمية، بما في ذلك الرمز القائم على الدرهم."

وقبيل صدور التقرير السنوي الكامل للبنك لعام 2024، يظل أحمد متفائلاً بشأن آفاق البنك. وقال أحمد: "لقد تجاوزنا العديد من مؤشرات الأداء الرئيسية لدينا، وحققنا إنجازات تتجاوز بكثير أهدافنا الأصلية. ومع استمرارنا في تنويع ميزانيتنا العمومية، والحد من التعرض للمخاطر، وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة، يظل البنك يتمتع برأس مال قوي ويستمر في تحقيق عوائد رائعة للمساهمين. وكان أحد أكبر إنجازاتنا هو تعزيز إمكانية الوصول لعملائنا. ففي الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 وحده، سجل عملاؤنا الدخول إلى منصاتنا الرقمية 37 مليون مرة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13 في المائة على أساس سنوي. وفي الخدمات المصرفية الشخصية، تم إكمال 98 في المائة من المعاملات المالية رقمياً. بالإضافة إلى ذلك، منذ تقديم حلول التسجيل الرقمية تم فتح 83 في المائة من حسابات الخدمات المصرفية الشخصية رقمياً، وتم إنشاء 49 في المائة من البطاقات المصرفية الجديدة من خلال هذه المنصة".

تقوم المجموعة بتقسيم مستويات مخاطر الائتمان التي تتعرض لها من خلال وضع حدود لكمية المخاطر المقبولة ليس فقط فيما يتعلق بالمقترضين، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالقطاعات الجغرافية والصناعية.

وقال أحمد: "إن حوالي ثلث قروض وسلفيات بنك رأس الخيمة الوطني تأتي من قطاع الخدمات المصرفية للأفراد والاستهلاك. وتماشياً مع التنويع الاستراتيجي، نواصل توسيع محفظتنا في مجال الخدمات المصرفية للشركات التي تلبي احتياجات الشركات والمؤسسات المالية الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، يأتي حوالي ثلث المحفظة من قطاعات النقل والتخزين والاتصالات والتجارة والخدمات، في حين يشمل الرصيد المؤسسات المالية والتصنيع والضيافة وقطاعات وشرائح أخرى. وبالنظر إلى المستقبل، فإننا حريصون على تنمية عروضنا في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، حيث نعتقد أننا قادرون على إحداث تأثير كبير".

وفي العام الماضي، نجح بنك رأس الخيمة الوطني في إتمام إصدارين للسندات. وكان الإصدار الأول عبارة عن سندات يورو متوسطة الأجل تقليدية، تلاه إصدار من الفئة الثانية.

وقال أحمد: "تماشياً مع خطتنا الاستراتيجية، أصدرنا في يوليو 2024 سنداً اجتماعياً غير مضمون بقيمة 600 مليون دولار أمريكي لمدة خمس سنوات بموجب برنامج سندات اليورو متوسطة الأجل لبنك رأس الخيمة الوطني بقيمة 2 مليار دولار أمريكي. وقد مثل هذا عودتنا إلى أسواق رأس المال للديون العامة لأول مرة منذ عام 2019، والجدير بالذكر أنه كان أول سند اجتماعي عام على الإطلاق تصدره مؤسسة مالية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد تم الاكتتاب على السند بأكثر من ثلاثة أضعاف، حيث تجاوز دفتر الطلبات الذروة 1.8 مليار دولار أمريكي. بعد ذلك، أكملنا بنجاح إصداراً افتتاحياً بقيمة 250 مليون دولار أمريكي من الفئة الثانية، والذي حظي أيضاً باستقبال جيد للغاية، حيث تم الاكتتاب عليه بأكثر من أربعة أضعاف".

ويعمل بنك رأس الخيمة الوطني بشكل كبير على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته. وقال أحمد: "يتيح لنا الذكاء الاصطناعي توقع احتياجات العملاء، مما يمكننا من تخصيص المنتجات والخدمات بدقة. كما يعمل على تحسين عملية اتخاذ القرار وأتمتة المهام اليدوية، الأمر الذي لا يؤدي إلى تسريع العمليات فحسب، بل يتيح أيضاً لمصرفيينا التركيز بشكل أكبر على التفاعلات المفيدة مع العملاء".

ويعمل البنك على تطوير منتجات جديدة هذا العام. فقد تم صرف 2.06 مليار درهم من القروض الجديدة من خلال منتج قرض السكن هوم إن ون حتى تاريخ سبتمبر 2024. وقال أحمد: "بالإضافة إلى ذلك، كان منتج التمويل الأصغر الذي تم إطلاقه في يناير 2024 نجاحاً كبيراً، حيث استفاد منه أكثر من 100,000 عميل حتى الآن.".

وأطلق بنك رأس الخيمة الوطني مؤخراً تطبيق "آني"، منصة الدفع الفوري التي قدمها البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تطور تطبيق "سكبلي 2.0" إلى ما هو أبعد من دوره الأولي كتطبيق للدفع المدرسي. وقال أحمد: "الآن، أصبح تطبيق "سكبلي 2.0" منصة دفع عائلية شاملة تجعل الحياة أسهل كثيراً للآباء والأمهات في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، حيث يوفر طريقة سلسة لإدارة كل شيء من الرسوم المدرسية إلى الأنشطة اللامنهجية".

وفي مجال الخدمات المصرفية للأعمال، يخطط البنك لإطلاق منتجات جديدة في مجال التجارة الإلكترونية والدفع وخدمات التجار لعملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة على مدى الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة، والاستفادة من الاتجاهات الناشئة ومتطلبات العملاء المتغيرة.

وفي حين يواصل بنك رأس الخيمة الوطني توسيع عروضه الرقمية، ستظل مجموعة مختارة من الفروع موجودة في المواقع الرئيسية. وقال أحمد: "في نهاية المطاف، نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين راحة الخدمات المصرفية الرقمية والمساعدة الشخصية التي يقدرها العملاء طوال رحلتهم المصرفية".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com