صغار المستثمرين يستعدون بحماس للاكتتاب في "اللولو"
يقوم بعض صغار المستثمرين الأفراد في الإمارات ببيع محافظهم الحالية لجمع الأموال للاكتتاب في الطرح العام الأولي لشركة لولو للتجزئة والذي سيفتح يوم الاثنين.
ويقول مطلعون على الصناعة إن الطرح العام الأولي لشركة لولو للتجزئة سيكون أحد أكثر مبيعات الأسهم المرغوبة، على غرار بعض الاكتتابات العامة الأولية في دبي وأبو ظبي، والتي تم تجاوز الاكتتاب فيها بأكثر من 100 مرة.
تعتزم شركة لولو للتجزئة التي يقع مقرها الرئيسي في أبوظبي بيع 25% من حصتها من خلال طرح عام أولي في الفترة من 28 أكتوبر إلى 5 نوفمبر وإدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وقال أحمد عسيري، استراتيجي الأبحاث في "بيبرستون": "مع اقتراب طرح لولو للتجزئة الأولي المتوقع، تشير التقارير إلى أن بعض المستثمرين الأفراد يعيدون موازنة محافظهم الاستثمارية لتوليد سيولة الاكتتاب. وعلى الرغم من أن أحجام التداول الأخيرة تشير إلى إعادة التموضع، فإن البيانات لا تؤكد بشكل قاطع بيع المحافظ الاستثمارية على نطاق واسع"
وقال "جورج بافيل"، المدير العام لشركة "كابكس.كوم" الشرق الأوسط: "قد يبيع المستثمرون الأفراد استثماراتهم الحالية في محافظهم لجمع الأموال للاكتتاب في الطرح العام الأولي لشركة لولو. وقد تدعم التوقعات العالية بتحقيق عوائد قوية لهذا الاتجاه، نظراً للسجل الناجح للاكتتابات العامة الأولية الأخيرة في الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف: "من المتوقع أن يكون هناك مستوى اكتتاب كبير يفوق العرض، حيث ينبع الحماس من موقف مجموعة اللولو القوي في السوق والمكاسب الكبيرة المحتملة من الإدراج، على غرار الاكتتابات العامة الأولية السابقة في الإمارات العربية المتحدة والتي شهدت مشاركة كبيرة من مستثمري التجزئة".
التأثير على البورصات المحلية
بلغ حجم التداول في سوق دبي المالي يوم الأربعاء، 60 مليون سهم، وهو أقل من المتوسط الشهري البالغ 80 مليون سهم، كما تراجع السوق بشكل عام بنسبة 0.45%.
وقال أحمد عسيري: "هذا يشير إلى أن السيولة مقيدة إلى حد ما، ولكن قوى السوق الواسعة، بما في ذلك حالة التذبذب بشأن السياسة النقدية العالمية، تؤثر أيضاً على معنويات المستثمرين".
وأضاف أن هناك تكهنات متداولة بأن الإعلان عن الطرح العام الأولي لمجموعة اللولو ساهم في انخفاض بورصات الإمارات.
وقال عسيري "في حين أنه من المعقول الاعتقاد بأن بعض المستثمرين يبيعون الأسهم لجمع الأموال اللازمة للطرح العام الأولي، فقد لا يكون هذا هو السبب الوحيد وراء ضعف السوق في الآونة الأخيرة. فقد واجه مؤشرا أبوظبي ودبي المالي رياحاً معاكسة هذا الأسبوع. وتتماشى هذه التحركات مع الاتجاهات العالمية التي تعكس الحذر وسط توقعات بتشديد توقعات النمو العالمي"، مضيفاً أن سلوك السوق المحلية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالديناميكيات الدولية، وأن الخلفية الاقتصادية الكلية الحالية تخلق جواً من الحذر.
وقال بافيل إن البورصات المحلية تأثرت بالمعنويات السلبية الأوسع نطاقاً التي تؤثر على الأسواق الإقليمية بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وانخفاض أسعار النفط، وليس مجرد عمليات بيع لجمع الأموال قبل الطرح العام الأولي لشركة لولو للتجزئة.
وقال بافيل "قد يبيع بعض المستثمرين الأسهم لجمع الأموال اللازمة للاكتتاب العام الأولي في لولو، وقد يكون هذا عاملاً إضافياً يدفع السوق إلى التراجع. وتعكس تحركات السوق بشكل أكبر حالة الذبذبة الإقليمية الحالية وتأثيرها على ثقة المستثمرين في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي".
الأداء بعد الطرح العام الأولي
وتتمتع شركة لولو للتجزئة بمكانة قوية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تدير أكثر من 240 متجراً في المنطقة. وتخطط لزيادتها إلى 270 متجراً بحلول نهاية عام 2025. ويتوقع المحللون أن تحقق حصتها أداءً جيداً في فترة ما بعد الطرح أيضاً.
وقال أحمد عسيري إن الأداء المخيب للآمال لشركة سبينيس بعد الطرح العام الأولي أثار المخاوف بشأن شهية المستثمرين للاكتتابات العامة الأولية للأفراد.
"ومع ذلك، تتميز مجموعة لولو للتجزئة بتواجدها الأكبر، حيث تضم أكثر من 240 متجراً للبيع بالتجزئة وحصة سوقية تبلغ 13.5% في دول مجلس التعاون الخليجي. ومن شأن هذا الحجم والحضور أن يضع مجموعة لولو في وضع أكثر ملاءمة بين المستثمرين الذين يسعون إلى التعرض لقطاع التجزئة، على الرغم من التحديات التي تواجهها سبينيس".
وحذر من أن الاكتتابات العامة الأولية تنطوي على مخاطر متأصلة، وخاصة في بيئة البيع بالتجزئة الديناميكية والحساسة لأنماط الإنفاق الاستهلاكي.
وقال "جورج بافيل" إن الوضع القوي الذي تتمتع به لولو في السوق والأداء المالي القوي مع إيرادات تبلغ 7.28 مليار دولار وخطط التوسع الاستراتيجية، وخاصة في المملكة العربية السعودية، يمكن أن يمنح السهم ميزة كبيرة ويساعد في دفع الأداء.
وأضاف "بالإضافة إلى ذلك، تشير سياسة توزيع الأرباح الجذابة التي تنتهجها لولو والإقبال المتوقع على الاكتتاب العام الأولي إلى إمكانات قوية. ويمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى بناء آفاق واعدة لأسهم لولو للتجزئة، على الرغم من التحديات التي تواجهها نظيراتها، التي تتمتع بحضور أصغر في السوق".