ارتفاع مبيعات العقارات السكنية في دبي وأبوظبي يعزز نمو السوق

أظهر تقرير صدر اليوم الأربعاء أن سوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة استطاع التغلب على التحديات العالمية في الربع الثالث من عام 2024، حيث حافظ على زخم قوي ونشاط ملحوظ في مختلف القطاعات.

وبحسب أحدث تقرير صادر عن شركة "جيه إل إل" حول ديناميكيات السوق في الإمارات العربية المتحدة، فقد أدى الارتفاع في أحجام المعاملات في العقارات على الخريطة، التي سجلت نمواً بنسبة 50.3% على أساس سنوي في الربع الثالث، إلى تحديد وتيرة النمو في سوق العقارات السكنية في دبي، حيث ارتفعت معاملات البيع بنسبة 35.6% حتى الآن. كما شهد سوق العقارات السكنية في أبوظبي زيادة بنسبة 44.3% في مبيعات السوق الثانوية في الربع الثالث، مع ارتفاع أسعار الشقق والفيلات بنسبة 8.5% و8.1% على التوالي مقارنة بالعام الماضي.

تؤكد أحجام المعاملات المرتفعة والمسار التصاعدي على مرونة السوق، بدعم من الأساسيات الاقتصادية القوية.

المبيعات على المخطط تشكل المشهد السكني

وفي دبي، تم تسليم 7400 وحدة سكنية في الربع الثالث، ومن المقرر تسليم 13500 وحدة سكنية أخرى في الربع الرابع. وتعكس الزيادات في إيجارات الشقق (19.1%) والفيلات (12.5%) الطلب القوي على السكن عالي الجودة في الأحياء ذات الخدمات الجيدة. ومع استمرار الطلب القوي في تجاوز العرض، ارتفعت عمليات تجديد الإيجار بنسبة 14.1%، لتمثل حصة 62.0% من تسجيلات الإيجار. ومن المتوقع أن يؤدي العرض الجديد إلى استقرار أسعار الإيجار في الربع الرابع، مما يدفع المطورين إلى تحسين المواقع القائمة وإطلاق مشاريع تطوير رئيسية جديدة في مواقع ثانوية.

في أبوظبي، ارتفعت إيجارات الشقق بنسبة 9.3% والفلل بنسبة 3.9%. ومع ذلك، شهدت مبيعات العقارات على الخريطة انخفاضاً بنسبة 67.2%، مما أثر على إجمالي المعاملات التي انخفضت بنسبة 40.8% على أساس سنوي. من المتوقع أن يؤدي الاتجاه المتزايد نحو العقارات عالية الجودة إلى زيادة الطلب على العقارات الفاخرة في الربع الرابع، مما سيتفوق على السوق بشكل عام. كما دخلت السوق إمدادات جديدة محدودة في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يصل عدد الوحدات الجديدة إلى 3500 وحدة في الربع الرابع.

ارتفاع أعداد السياحة يدفع نمو قطاع الضيافة

يشهد سوق الضيافة في أبوظبي أداءً قوياً، مدعوماً بزيادة أعداد الزوار، حيث استقبلت فنادق العاصمة 2.4 مليون ضيف من يناير إلى مايو 2024، خاصة في وجهات رئيسية مثل جزيرتي ياس والسعديات. وشهد شهر سبتمبر حتى الآن نمواً ملحوظاً، حيث ارتفع معدل الإشغال بنسبة 7.1%، وزاد متوسط السعر اليومي بنسبة 12.2% ليصل إلى 527 درهماً إماراتياً، كما ارتفعت إيرادات الغرفة المتاحة بنسبة 23.6%. ومن المتوقع أن تواصل المبادرات الحكومية، مثل استراتيجية أبوظبي للسياحة 2030، إلى جانب الأحداث القادمة، تعزيز هذا النمو في الربع الرابع.

يواصل سوق الضيافة في دبي مساره نحو النمو، حيث شهد شهر سبتمبر حتى الآن زيادة بنسبة 2.7% على أساس سنوي في إيرادات الغرف المتاحة، مدفوعاً بارتفاع أعداد السياح. وعلى الرغم من المشاريع الكبرى مثل مرسى العرب وجزر دبي التي تعِد بإعادة تعريف الفخامة، تعمل الفنادق القائمة على تعديل الأسعار للحفاظ على معدلات الإشغال وسط حساسية الأسعار. وهذا يعزز المنافسة عبر جميع القطاعات، مما يدفع المشغلين إلى تحسين تجارب الضيوف والعروض المقدمة. ورغم التحديات العالمية، يظل القطاع ديناميكياً ومستعداً للاستمرار في النمو.

طلب قوي على المساحات التجارية ذات الجودة

أدى الطلب المستمر على الأصول الرئيسية والصف الأول في سوق المستأجرين في أبوظبي إلى زيادة بنسبة 10.8% على أساس سنوي في متوسط الإيجارات خلال الربع الثالث من عام 2024. كما ارتفعت تسجيلات الإيجار بنسبة 44.4%، مدفوعة بزيادة بنسبة 65.9% في التسجيلات الجديدة وارتفاع بنسبة 7.7% في التجديدات. ومن المتوقع أن تعزز الشواغر المحدودة (4.1%) والطلب المتزايد من الشركات القائمة والجديدة في السوق النمو في الربع الرابع، خاصة مع إضافة 70,100 متر مربع من مساحات المكاتب إلى إجمالي المخزون.

إن التوفر المحدود لمساحات المكاتب من الدرجة الأولى في دبي يساهم في رفع الإيجارات، خصوصاً داخل منطقة الأعمال المركزية حيث انخفضت معدلات الشواغر إلى 5.2%. ومع هذا النقص في المساحات المتاحة، يعيد المستأجرون تقييم خطط التوسع ويضطرون إلى تجديد عقود الإيجار. كما ارتفعت إيجارات المكاتب الرئيسية بنسبة 8.3%، وإيجارات الدرجة الأولى بنسبة 14.7%، وإيجارات الدرجة الثانية بنسبة 15.3% على أساس سنوي. وارتفعت عمليات التجديد بنسبة 7.8% مقارنة بنسبة 2.3% فقط لعقود الإيجار الجديدة. يبدو أن سوق دبي التجاري منقسم، حيث تظهر الشركات المحلية والإقليمية استعداداً أكبر لدفع إيجارات أعلى مقارنةً بالشركات الدولية التي تتعامل بحذر.

المأكولات والمشروبات والتجارب المبتكرة تقود توسع تجارة التجزئة

بفضل السياحة والنمو السكاني، شهد قطاع التجزئة في دبي أداءً قوياً في الربع الثالث، مما ساعد في استمرار نمو مساحات التجزئة الرئيسية والفئة الأولى في الربع الرابع أيضاً. وقد أدى الطلب المرتفع على مساحات التجزئة في الربع الثالث إلى زيادة بنسبة 14.9% على أساس سنوي في إيجارات مراكز التسوق الكبرى. ويساهم الطلب على المواقع الرئيسية في تعزيز تجديدات الإيجارات، بينما تدفع المنافسة المتزايدة في قطاع الأغذية والمشروبات أصحاب العقارات إلى تفضيل العلامات التجارية العالمية ذات الخبرة. وفي الربع الرابع، ستلبي تجارب التجزئة المبتكرة احتياجات المستهلكين المتطورة.

تميز سوق التجزئة في أبوظبي في الربع الثالث بالطلب القوي والمخزون المحدود من السلع عالية الجودة، حيث استمر قطاع الأغذية والمشروبات في الهيمنة، مع تزايد عدد العلامات التجارية العالمية التي تسعى إلى المواقع الرئيسية في العاصمة. وشهد هذا السوق المفضل لدى أصحاب العقارات زيادة في الإيجارات بنسبة 3.8% على أساس سنوي، حيث تصدرت مراكز التسوق المجتمعية هذه الزيادة بنسبة 9.0%. كما ارتفعت تسجيلات الإيجار بنسبة 10.1% على أساس سنوي، مع زيادة كبيرة في التسجيلات الجديدة بنسبة 38.2%. ومن المتوقع أن يصل إجمالي المساحة القابلة للتأجير في الربع المقبل إلى نحو 20.100 متر مربع.

الأصول ذات الدرجة المؤسسية تدفع السوق الصناعية

شهد سوق التأجير الصناعي واللوجستي في دبي نشاطاً قوياً في الربع الثالث، حيث ارتفعت تسجيلات الإيجار بنسبة 7.9% على أساس سنوي، وارتفعت الإيجارات بنسبة 12.9% حتى سبتمبر/أيلول. وعلى الرغم من سرعة استيعاب التطورات الجديدة، يظل المطورون حذرين فيما يتعلق بالمشاريع المضاربة. ومن المتوقع أن تظل الأصول ذات الدرجة المؤسسية هي الرائدة في السوق في الفترة المقبلة.

يشهد سوق الصناعة والخدمات اللوجستية في أبوظبي طلباً قوياً، لا سيما على الأصول عالية الجودة في المواقع الراسخة مثل منطقة خليفة الصناعية التي تتمتع بمعدل إشغال يبلغ 92%. وفي الربع الثالث، ارتفعت تسجيلات الإيجار بنسبة 32.9%، وزادت إيجارات المستودعات بنسبة 8.6% على أساس سنوي لتصل إلى 380 درهماً للمتر المربع. ويتم تنفيذ مشاريع جديدة لمعالجة محدودية التوافر. وتجتذب المبادرات الحكومية مثل استراتيجية أبوظبي الصناعية المزيد من الاستثمارات وتدفع بالنمو، حيث تواصل الأصول ذات الدرجة المؤسسية قيادة السوق.

قال تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في جيه إل إل: "يُظهر سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة مرونة ملحوظة، ويحقق نمواً قوياً في جميع القطاعات على الرغم من التوقعات العالمية الصعبة. تظل ثقة المستثمرين قوية في كل من دبي وأبوظبي، ومن المتوقع أن يستمر هذا المسار التصاعدي، مدفوعاً بالمبادرات الحكومية الاستراتيجية والتطوير المستمر لوجهات عالمية المستوى. نحن نشهد اتجاهاً واضحاً نحو الجودة، مع فرض الأصول الرئيسية أسعاراً متميزة. في الربع الرابع من عام 2024 وما بعده، نتوقع نمواً مستداماً مع فرص لأصحاب المصلحة المحليين والدوليين."