المؤشر الذكي :عادل للإيجارات وتشجيع على تجديد العقارات

سيحتاج مالكو المباني القديمة في دبي إلى تجديد عقاراتهم لتتناسب مع المباني الفاخرة، ورفع تصنيفها لزيادة الإيجارات، وفقاً لما ذكرته السلطات التي أعلنت تفاصيل مؤشر الإيجار الذكي الجديد يوم الخميس.

وأطلقت دائرة الأراضي والأملاك في دبي مؤشر الإيجار الذكي الجديد الذي يقدم "القيمة العادلة لتقييمات الإيجار" ويعزز الثقة بين الملاك والمستأجرين والمستثمرين.

يربط المؤشر الجديد تصنيفات المباني بزيادة الإيجارات في دبي، ويشمل كافة المناطق السكنية في المدينة، سواء كانت مناطق تملك حر أو غير حر.

وقال ماجد المري، المدير التنفيذي لقطاع التسجيل العقاري في دائرة الأراضي والأملاك في دبي: "ربطنا المؤشر بنظام تصنيف المباني، وشجعنا الملّاك على تحديث مبانيهم لأن ذلك سيحسن نوعية الحياة ويزيد من قيمة الإيجار للملاك".

وأضاف المري: "نتوقع أن يتوجه بعض الملاك الراغبين في زيادة إيجاراتهم إلينا لتقييم عقاراتهم، ويمكن للملاك الاستثمار في تجديد المباني كاستثمار جيد، حيث يمكنهم زيادة الإيجارات في المقابل".

وأشار إلى أن "التصنيف يتضمن أكثر من 60 معياراً، ومن أهم المعايير المستخدمة في المؤشر هو تصنيف المبنى، فإذا أراد المالك زيادة الإيجار، يجب عليه تحسين تصنيف المبنى".

وسيغطي المؤشر الذكي القطاع السكني في المرحلة الأولى، على أن يتم إضافة القطاع التجاري في وقت لاحق.

يتم تصنيف المباني السكنية في دبي من نجمة واحدة إلى خمس نجوم، ويتم تعديل قيم الإيجار بناءً على هذا التصنيف.

الإيجار العادل

وقال المري إن مؤشر الإيجار الذكي سيعطي "سعراً عادلاً للإيجار ويجعله في متناول الجميع".

وأضاف أنه بموجب المؤشر الجديد، يمكن لملّاك العقارات تعديل الإيجارات بما يتماشى مع اللوائح الخاصة بالإيجارات في دبي. وقال: "لدينا مستثمرون، ,ملاك عقارات، ومستأجرون. ونحن نسعى لتحقيق التوازن في أسعار الإيجارات. نريد أن يستفيد الجميع من هذا المؤشر، سواء المستأجرون أو الملاك أو السوق بشكل عام. نحاول خلق توازن بين الأطراف الثلاثة. نريد أن يكون الجميع راضٍ. إذا لم يحصل المستثمرون على عائد جيد، فلن يستمروا في الاستثمار. كما نريد أن يعيش الناس في دبي بشكل مريح. سيتحول الكثير من الناس إلى ملاك أيضاً. لذلك، نحن نعمل على خلق توازن بين جميع الأطراف".

معايير

وقال مدير إدارة شؤون الإيجارات في دائرة الأراضي والأملاك خالد الشيباني أن المؤشر يعتمد على عدة معايير.

وقال خلال إطلاق المؤشر: "يأخذ المؤشر في اعتباره متوسط الإيجارات في المناطق المختلفة، والمباني نفسها، والعقود القديمة والجديدة، بالإضافة إلى التصنيف. كل هذه العوامل ستكون لها أهمية في تحديد الإيجار. ويتطلب الأمر نهجاً عادلاً".

وأضاف أن المؤشر في وقت سابق أخذ في الاعتبار متوسط عقود الإيجار المسجلة في جميع أنحاء المنطقة بالكامل.

وأضاف قائلاً: "إذا كانت المنطقة فخمة والمبنى قديم، فإن المؤشر الجديد يأخذ في اعتباره متوسط الإيجار للمبنى سواء كان قديماً أو جديداً، بالإضافة إلى المنطقة ككل. وهذا سيكون أكثر عدالة للمستأجرين لأنه يأخذ في الحسبان خصائص كل مبنى على حدة".

وأضاف الشيباني أن التحدي الرئيسي هو الزيادة العشوائية، وأن هذا المؤشر من شأنه أن يحقق إيجاراً أكثر عدالة ودقة، لأن ذلك تم تحديده على المبنى نفسه.

وأضاف "نحن لا نشجع الزيادات، بل نركز على رفع جودة الحياة ومستويات المعيشة في دبي، حيث يشعر الناس والملّاك بالسعادة".

جذب المزيد من الاستثمارات

وأضاف المري أن المؤشر السابق كان يتم تحديثه مرة واحدة سنوياً، بينما يمكن تحديث المؤشر الجديد في غضون دقائق ليشمل كافة مناطق دبي.

وأضاف أن المزايا الجديدة للمؤشر ستساهم في تقليل النزاعات بين المالكين والمستأجرين بنسبة تتجاوز 20%.

وقال ماجد المري إن المؤشر سيساهم في تعزيز الشفافية وبناء الثقة، كما يعزز التوازن ويُنشئ نظاماً مستداماً يخدم جميع الأطراف في القطاع، بما يتماشى مع استراتيجية دبي الرقمية.

وأضاف المري: "دبي تعد رمزاً عالمياً للريادة والابتكار، حيث تضع الإنسان في المقام الأول. وإطلاق مؤشر الإيجار الذكي يمثل نقلة نوعية في تنظيم قطاع العقارات في دبي، من خلال توفير منظومة متكاملة تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعزز مكانة دبي كوجهة استثمارية عالمية".

وفي عام 2024، وصل عدد عقود الإيجار المسجلة إلى أكثر من 900 ألف عقد، بزيادة قدرها 8% مقارنة بـ 836 ألف عقد في عام 2023.