دبي: البحث عن خيارات صديقة للميزانية مع ارتفاع الإيجارات

مع ارتفاع أسعار الإيجارات في دبي إلى مستويات قياسية، أصبح المزيد من المستأجرين يهتمون بالأسعار ويبحثون عن خيارات صديقة للميزانية.

ويقول مستشارو العقارات إن أصحاب العقارات في المناطق ذات الأسعار المعقولة مثل دبي الجنوب وتاون سكوير والإمارات الشمالية يشهدون اهتماماً متزايداً من المستأجرين.

ولا ينشأ هذا الطلب المتزايد من انتقال السكان الجدد إلى دبي بحثاً عن فرص أفضل فحسب، بل أيضاً من انتقال المستأجرين الحاليين إلى عقارات أكثر بأسعار معقولة استجابة لارتفاع الإيجارات.

"واصلت المجتمعات ذات الأسعار المعقولة قيادة نمو الإيجارات من حيث القيمة النسبية. ويؤكد هذا الاتجاه على الطلب على خيارات الإسكان "الميسورة التكلفة"، حيث تشكل اعتبارات السعر عاملاً مهماً للعديد من المستأجرين. ونتيجة لذلك، في حين شهد أصحاب العقارات في هذه المناطق زيادة في الاهتمام والإشغال وأسعار الإيجار، ظل المستأجرون المحتملون حساسين للغاية للسعر. ونتيجة لذلك، قد يصبح جذب المستأجرين والاحتفاظ بهم في مواقع أكثر فخامة أمرًا صعبًا"، وفقًا لشركة إدارة العقارات أستيكو.

وقال "جيمس جوغين"، المدير التنفيذي للاستشارات والتقييم في أستيكو، إن العديد من المستأجرين على المدى الطويل يواجهون ارتفاعات كبيرة في الإيجار في منازلهم الحالية، وخاصة بعد تحديث حاسبة الإيجار ريرا في مارس 2024.

وأوضح جوغين أن "الدافع لإيجاد خيارات سكنية أكثر بأسعار معقولة أدى إلى زيادة نشاط الإيجار وارتفاع الإيجارات في الشرائح المنخفضة والمتوسطة. وقد استفاد من هذا الاتجاه المجتمعات ذات الأسعار المعقولة في دبي، مثل دبي ساوث، وداماك هيلز 2، وتاون سكوير، فضلاً عن الإمارات الشمالية، التي تقدم إيجارات أقل وتجذب المستأجرين من خلال العرض المتزايد من المشاريع عالية الجودة والبنية التحتية المحسنة وإمكانية الوصول المحسّنة".

مطابقة العرض والطلب

وشهد سوق العقارات في دبي نمواً استثنائياً خلال العامين الماضيين، مع وجود اختلال كبير بين الطلب والعرض عبر المجتمعات السكنية في دبي.

وقال" لويس أولسوب"، رئيس مجلس إدارة مجموعة أولسوب آند أولسوب: "لقد أدى هذا بطبيعة الحال إلى زيادة متوسط أسعار الإيجار في السوق، وخاصة في المناطق الشعبية مثل نخلة جميرا، ودبي مارينا، وجميرا بيتش ريزيدنس. ومع ذلك، تعمل السوق على مواكبة هذا الطلب".

وأضاف ألسوب: "شهدنا في الشهر الماضي ارتفاعًا في العقارات المتاحة للإيجار، حيث ارتفعت القوائم الجديدة بنسبة 65% على أساس سنوي و33% على أساس شهري. ويشكل هذا التدفق علامة إيجابية على تحرك السوق نحو توازن متزايد بين العرض والطلب".

ملاك العقارات المرنين

من أجل التعامل مع ارتفاع أسعار الإيجارات، فإن أحد أكبر الاتجاهات هو ظهور خطط الدفع المرنة. حيث يعرض أصحاب العقارات بشكل متزايد خيارات لدفع الإيجار على أربعة شيكات أو أكثر، مما يساعد المستأجرين على توزيع تكاليفهم وإدارة ميزانياتهم.

ولتوفير قدر أكبر من المرونة، يقدم أصحاب العقارات خطط دفع الإيجار بشيكات أكثر، حيث ارتفعت بنسبة 13.6% عن الشهر السابق. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة Allsopp & Allsopp: "يسمح هذا بزيادة القدرة على تحمل التكاليف على الرغم من ارتفاع تكاليف الإيجار. كما يوفر هذا الارتفاع في الوحدات المتاحة للمستأجرين المزيد من الخيارات ويمكّنهم من البحث عن قيمة أفضل من حيث الموقع والحجم ووسائل الراحة".

"حتى الآن في شهر نوفمبر، كانت خيارات الدفع الأكثر شعبية هي خيارات الشيكات التي تزيد عن 4. وهذا يوضح كيف يعمل الملاك والمستأجرون معًا لإيجاد حلول تناسب احتياجات الجميع. علاوة على ذلك، هناك ببساطة المزيد من الأماكن للإيجار الآن. وهذا يعني أن المستأجرين لديهم المزيد من الخيارات للعثور على مكان يناسب احتياجاتهم. نحن نرى المستأجرين يستكشفون أحياء مختلفة، وخاصة تلك التي تقع بعيدًا قليلاً عن وسط المدينة، حيث يمكنهم غالبًا العثور على مساحات أكبر ووسائل راحة أفضل مقابل أموالهم."

هل قطاع الرفاهية معزول؟

وأضاف لويس ألسوب أن المناطق الراقية في دبي، بما في ذلك المجتمعات الشاطئية والمواقع الرئيسية مثل وسط مدينة دبي، ومركز دبي المالي العالمي، وخليج الأعمال، تواصل جذب الطلب القوي، مما يعكس التفضيل المتزايد لأسلوب الحياة والراحة والمرافق ذات المستوى العالمي التي توفرها هذه المناطق.

و"أشارت أحدث رؤيتنا للسوق إلى ارتفاع بنسبة 19% في حجم معاملات التأجير، مما يشير إلى مستوى قوي من النشاط. وقد يشير هذا إلى أنه على الرغم من ارتفاع الإيجارات، فإن المستأجرين الذين يعطون الأولوية للمزايا الفريدة المتاحة في المناطق الراقية على استعداد لدفع علاوة."

وأضاف جيمس جوغين من أستيكو أن سوق الإيجار الفاخر يظل معزولاً نسبياً عن قيود القدرة على تحمل التكاليف، ولكن المستأجرين في المواقع المتوسطة والعليا أكثر حساسية للسعر.

وأضاف أن "الملاحظات تشير إلى أن العقارات التي يزيد سعرها عن أسعار السوق السائدة تميل إلى أن تشهد فترات شغور أطول وتتطلب في كثير من الأحيان تعديلات في الأسعار لجذب المستأجرين. وهذا يشير إلى وجود سقف سعري واضح في هذه القطاعات".

وفي حين يظل سوق الإيجار الفاخر معزولاً نسبياً عن قيود القدرة على تحمل التكاليف، قال جوغين إن العقارات المتوسطة والعليا تواجه حساسية متزايدة للأسعار.