الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الشركات الإماراتية ويرسم مستقبلها
في حوار خاص، يناقش رائد الأعمال "ياتين ك. ثاكور"، مؤسس شركة "آيجاراث"، تأثير الذكاء الاصطناعي على الشركات.
ففي خضم التحولات الاقتصادية الراهنة، تُعيد البيانات تشكيل آليات عمل الشركات، بدءاً من فهم السلوك البشري وأنماط الاستخدام، وصولاً إلى تخصيص التصميمات، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على إحداث تغيير شامل. ودولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مقدمتها دبي، تُرسّخ دائماً ريادتها في تبني هذه التقنيات الحديثة، حيث أسست الحكومة مركزاً متخصصاً للذكاء الاصطناعي تحت مظلة مؤسسة دبي للمستقبل، وأطلق حرم دبي للذكاء الاصطناعي في قلب مركز دبي المالي العالمي. ولا تقتصر هذه المبادرات على استقطاب الابتكارات فحسب، بل تدعمها أيضاً من خلال تسهيل وصول المُبادرين إلى أحدث التقنيات. وفي هذا الإطار، يستعرض رائد الأعمال "ياتين ك. ثاكور"، مؤسس شركة "آيجاراث" (Asiarath)، البصمة الواضحة للذكاء الاصطناعي على الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويناقش مستقبل هذه التقنية الثورية.
كيف يُمكن للشركات في الإمارات أن تُهيئ نفسها للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النموّ والابتكار؟
تُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة دبي، رائدة في مجال دمج وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وقد أطلقت حكومة دبي مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز فهم الذكاء الاصطناعي ودعم الشركات العاملة في هذا المجال، منها: مركز دبي للذكاء الاصطناعي التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، وحرم دبي للذكاء الاصطناعي في مركز دبي المالي العالمي، ومؤتمر دبي للذكاء الاصطناعي، وتحدي الهندسة السريع، وخلوة الذكاء الاصطناعي، ومهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3 الذي نظمه مركز دبي المالي العالمي في سبتمبر الماضي.
ما هي أبرز الفرص المتاحة أمام الشركات التي تُوظّف الذكاء الاصطناعي في سوق الإمارات العربية المتحدة؟
الحوكمة الذكية: أصبحت روبوتات الذكاء الاصطناعي ومعالجات العمليات التلقائية عنصراً أساسياً في معظم الخدمات الحكومية، حيث تُساهم في تسريع وتيرة معالجة البيانات وإنجاز المعاملات.
المدن الذكية والبنية التحتية: يُساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تخطيط وتطوير المدن في الإمارات.
تحسين سلسلة التوريد: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المخزون والتنبؤ بالطلب وتحسين الخدمات اللوجستية في سلاسل التوريد في الإمارات.
الصيانة التنبؤية: يُساعد الذكاء الاصطناعي في إدارة وتحسين توزيع الطاقة واستهلاكها، والتنبؤ بأعطال المعدات في محطات الطاقة لمنع حدوثها.
أتمتة التصنيع: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة عمليات التصنيع ومراقبة الجودة والصيانة التنبؤية في قطاع التصنيع.
أنظمة المراقبة : تُستخدم أنظمة المراقبة المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن في الإمارات.
كيف تُصنّف الإمارات مقارنةً بالأسواق الأخرى في مجال تبني الذكاء الاصطناعي؟
تُظهر دولة الإمارات العربية المتحدة التزاماً قوياً بتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، وذلك من خلال استراتيجيتها الوطنية الطموحة وخطواتها العملية في هذا المجال، والتي تشمل إنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي في عام 2017 لتعزيز وتنسيق جهود الدولة، بالإضافة إلى افتتاح مراكز مخصصة للتميز والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل مركز دبي للذكاء الاصطناعي وحرم دبي للذكاء الاصطناعي في مركز دبي المالي العالمي. ومؤخراً، عَيّنت الحكومة 22 مسؤولاً رئيسياً للذكاء الاصطناعي في مختلف الإدارات لتعزيز دمج هذه التقنية في مختلف القطاعات.
ما هي الاستراتيجيات التي يجب على الشركات الإماراتية اعتمادها لضمان بقائها في صدارة المنافسة؟
في ظلّ التسارع المذهل الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح التعلم المستمر ضرورة ملحّة للمؤسسين وقادة الشركات لضمان ريادة شركاتهم في هذا العصر الرقمي. ولتحقيق هذه الغاية، يُنصح بالتحاق المؤسسين وفرق الإدارة العليا ببرامج متخصصة لتطوير مهاراتهم في أدوات الذكاء الاصطناعي.
ما هي القضايا الأخلاقية التي يجب على الشركات مراعاتها عند تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
يُعدّ الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية تعتمد على البيانات بجميع أشكالها، ولكن من الضروري التأكّد من استخدام البيانات ذات الصلة فقط، مع حماية خصوصية المستخدم وضمان وجود تدابير أمنية قوية لحماية المعلومات الحساسة.
كيف تُهيئ شركتك للتكيف مع التوجهات والتحديات المستقبلية؟
نحن نسعى إلى تعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دعم الشركات الناشئة وتوفير مختلف أوجه الدعم لها، بما في ذلك التسريع والاستثمارات والتوجيه والموارد. ومن خلال "منصة إطلاق"، وهي مبادرة مشتركة بين مؤسسة دبي للمستقبل و"آيجاراث"، نُسهّل على الشركات الوصول إلى السوق وتأسيس أعمالها، مع التركيز على دعم مبادرات الذكاء الاصطناعي.