زيادة النشاط الرقمي في المدارس بوابة قراصنة الإنترنت
هل فكرت يوماً في أن حماس طفلك للعودة إلى المدرسة قد يشكل خطورة على بياناتك؟ في خضم ضجة البدايات الجديدة، وكما تبين الدراسات، غالباً ما يمر تهديد خفي دون أن يلاحظه أحد وهو الخطر المرتبط بأمن بيانات عائلتك.
مع عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية، تشكل الزيادة في النشاط الرقمي تحديات أمنية كبيرة على المدارس والطلاب وأولياء الأمور. ومع اعتماد الفصول الدراسية على الأدوات الرقمية بشكل متزايد، أصبح موسم العودة إلى المدرسة هدفاً رئيسياً لمجرمي الإنترنت.
يقول "كيفن ريد"، الرئيس التنفيذي لشؤون أمن المعلومات في شركة "أكرونيس": "يدرك مجرمو الإنترنت أنه غالباً ما يتشتت انتباه الأسر خلال موسم العودة إلى المدرسة. ومع الفوضى التي تسود الاستعدادات للمدرسة، تقل احتمالية قيام الأسر بفحص رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة، أو تأمين حساباتها بكلمات مرور قوية، أو توخي الحذر بشأن التطبيقات التي يستخدمها أطفالها".
إن هذه الحالة من عدم الانتباه تخلق بيئة مثالية لمجرمي الإنترنت الذين قد يرسلون رسائل بريد إلكتروني احتيالية متخفية في هيئة خطابات شرعية من المدارس أو التطبيقات التعليمية، لخداع الآباء والطلاب لمشاركة معلومات حساسة. يمكن للبرامج الضارة المتخفية في هيئة موارد تعليمية أن تصيب الأجهزة، مما قد يعرض البيانات الشخصية والمالية للخطر.
مشهد التهديد المتزايد
لقد أدى التحول نحو التعلم الرقمي، الذي تسارع بسبب جائحة كوفيد، إلى ظهور نقاط ضعف جديدة. فالمدارس والمؤسسات التعليمية، بما لديها من بيانات واسعة النطاق ودفاعات أمنية سيبرانية ضعيفة في كثير من الأحيان، تشكل أهدافاً متكررة للهجمات السيبرانية. وقد يجلب الطلاب الذين يستخدمون شبكات الواي فاي المدرسية غير الآمنة برامج ضارة إلى منازلهم عن غير قصد، مما قد يؤثر على شبكات الأعمال، خاصة مع ظهور سياسات العمل عن بُعد وإحضار جهازك الخاص.
تقول "ديفيا راجان"، وهي أم لطفل يبلغ من العمر ست سنوات وتقيم في دبي: "يستخدم الأطفال اليوم الأجهزة أكثر من أي وقت مضى. أرى الأطفال يستخدمون أجهزتهم اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في كل شيء، من الواجبات إلى التواصل مع المعلمين. أصبح من الصعب الآن مراقبة التطبيقات التي يستخدمونها أو إدارة الوقت الذي يقضونه على الشاشة".
تطلب العديد من المنصات التعليمية معلومات شخصية مثل رسائل البريد الإلكتروني وكلمات المرور وحتى تفاصيل بطاقات الائتمان. يثق الآباء في أن هذه المنصات آمنة، لكنها ليست كذلك دائماً. يؤدي دمج الأدوات الرقمية مثل أنظمة إدارة التعلم والتخزين السحابي ومنصات التعاون عبر الإنترنت إلى زيادة خطر حدوث خرق للبيانات.
زيادة نقاط الضعف مع عدم كفاية التدابير الأمنية
ومن بين المخاوف المتزايدة الأخرى استخدام شبكات الواي فاي العامة غير الآمنة، وخاصة عندما يتصل الطلاب أو الآباء بمنصات المدارس من المقاهي أو مراكز التسوق أو المكتبات العامة. ويحذر ريد بشأن الأمر قائلاً: "لا يدرك العديد من الآباء مدى ضعف هذه الشبكات. يمكن لمجرمي الإنترنت اعتراض البيانات المرسلة عبر شبكة غير آمنة بسهولة".
يكشف تقرير صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية أن 44% من الأطفال يستخدمون الإنترنت لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس ساعات يومياً، وأن 8% منهم يستخدمونه "دائماً". وهذا المستوى المرتفع من الاتصال يجعلهم عرضة بشكل خاص للتهديدات الإلكترونية. ويستخدم العديد من الطلاب الأجهزة الشخصية لأغراض تعليمية، وهو ما قد يعرض شبكات المدارس لمخاطر متزايدة إذا لم يتم تأمين هذه الأجهزة بشكل صحيح.
قد يسيئ منشئو برامج الفدية استخدام المعلومات الشخصية للأطفال - بما في ذلك البيانات الطبية الحساسة التي قد تكون لها عواقب وخيمة إذا تم الكشف عنها علناً - بعد عدم تلبية مطالب الفدية. ولا يقتصر التهديد على الطلاب الأكبر سناً؛ بل يمكن اختراق أجهزة الأطفال الصغار أيضاً. على سبيل المثال، تم اكتشاف برامج ضارة على جهاز لوحي مخصص للأطفال الصغار، مما دفع وول مارت إلى إزالة المنتج من متجرها عبر الإنترنت بسبب مخاوف أمنية.
لماذا تعد المدارس هدفاً رئيسياً للهجمات الإلكترونية؟
في خضم الحماسة التي تصاحب التفاعلات الاجتماعية، فإن قيام الطلاب بإنشاء حسابات جديدة ومشاركة التفاصيل الشخصية وتنزيل التطبيقات يخلق فرصاً ذهبية لمجرمي الإنترنت. إن سلوك الأطفال المتهور على الإنترنت، وخاصة أثناء ممارسة الألعاب، ومعرفتهم المحدودة بسلامة الإنترنت، يجعلهم عرضة للخطر بشكل خاص.
وعلاوة على ذلك، فإن عمليات البحث البريئة قد تتحول إلى فخاخ. على سبيل المثال، وجدت شركة "سكيورتي هيرو" "Security Hero" أن ثلثي مصطلحات البحث الشائعة في الثقافة ذات الشعبية قد تؤدي إلى مواقع مصابة ببرامج ضارة. ومن المثير للقلق أن ما يقرب من 80% من نتائج البحث عن "تايلور سويفت" كانت ملوثة بشكل محتمل.
التخفيف من هذه المخاطر
لحماية عائلتك من التهديدات الإلكترونية، من الضروري اتباع تدابير أمنية شاملة. فيما يلي بعض الخطوات العملية التي أوصى بها خبراء "أكرونيس":
● مراقبة الأنشطة عبر الإنترنت واستخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN): تابع أنشطة أطفالك عبر الإنترنت وقم بتثبيت "شبكة خاصة افتراضية" على أجهزتهم لتشفير حركة الإنترنت وحماية البيانات.
● إنشاء شبكات منفصلة: قم بإنشاء شبكة لاسلكية منفصلة لأطفالك لمنع انتشار البرامج الضارة إلى أنظمة العمل/الأنظمة الشخصية الهامة.
● قم بتثقيف أطفالك: قم بتعليم أطفالك حول الأمن السيبراني ومخاطر مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت والتعرف على محاولات التصيد الاحتيالي.
● استخدم كلمات مرور قوية والمصادقة الثنائية: قم بحماية جميع الحسابات باستخدام كلمات مرور قوية وفريدة وقم بتمكين المصادقة الثنائية حيثما أمكن ذلك.
● تثبيت أدوات الرقابة الأبوية: استخدم برنامج الرقابة الأبوية لمراقبة استخدام التطبيق وحظر المحتوى الضار.
● كن حذراً عند استخدام شبكات الواي فاي العامة: تجنب استخدام شبكات الواي فاي العامة للأنشطة الحساسة. اختر بيانات الهاتف المحمول أو الشبكات الآمنة كلما أمكن ذلك.
● عمل نسخ احتياطي للبيانات واستعادتها: قم بعمل نسخ احتياطية منتظمة للبيانات المهمة واحتفظ بخيارات الاسترداد جاهزة في حالة حدوث خرق أو فقدان للبيانات.
● استخدام أدوات قوية لمكافحة البرامج الضارة: استخدم برامج مكافحة البرامج الضارة الحديثة للكشف عن التهديدات والتغلب عليها.
مع بدء العام الدراسي، سيساعدك الحذر مع تنفيذ هذه التدابير على حماية بيانات عائلتك. وكما تقول ديفيا: "لم يعد الأمر يتعلق فقط بالحفاظ على سلامة أطفالنا في الخارج؛ بل يتعلق أيضاً بالحفاظ على سلامتهم على الإنترنت".