قمة المعرفة بدبي: الروبوت "صوفيا" تدعو للتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي
انطلقت قمة المعرفة اليوم الاثنين 18 نوفمبر، حيث اعتلت المسرح الروبوت التي تشبه الإنسان ورحبت بالجمهور قائلة: "مرحبا أيها البشر والروبوتات".
وفي رسالتها التي تهدف إلى معالجة المخاوف بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، طمأنت صوفيا الحضور بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي يتم تطويرها مع التركيز القوي على احترام القيم الإنسانية والحفاظ على النزاهة الأخلاقية.
واستبعدت المخاوف المرتبطة بالواقع المظلم لوجود الروبوتات التي غالباً ما يتم تصويرها في الأفلام، وأكدت التعايش المتناغم بين البشر والروبوتات.
وكانت صوفيا، التي أنشأتها شركة "هانسون روبوتيكس"، محور جلسة تفاعلية إلى جانب خبيرة المستقبل ومؤسسة شركة "بروتوبيا فيوتشرز"، "مونيكا بيلسكايت".
وطرح عالم المستقبل، الذي سافر إلى أكثر من 100 دولة لاستكشاف المشاهد الثقافية والتكنولوجية المتنوعة، سؤالاً هاماً مرتبطاً بموضوع الجلسة، قائلاً: "صوفيا، هل يمكنك أن تخبريني كيف تتعامل شركة "هانسون روبوتيكس" مع تحدي الذكاء الاصطناعي والقضايا الأخلاقية؟"
وأوضحت صوفيا أن شركة "هانسون روبوتيكس" تعطي الأولوية للشفافية والمساءلة والعدالة في عمليات التطوير الخاصة بها. وقالت صوفيا: "من الضروري مراعاة التأثير المجتمعي للذكاء الاصطناعي"، كما سلطت الضوء على المخاوف المحتملة مثل فقدان الوظائف والتحيز الخوارزمي في صنع القرار. "من خلال التركيز على التعاطف والمشاركة الاجتماعية، نهدف إلى تطوير الروبوتات التي تعزز حياة الإنسان مع الحفاظ على النزاهة الأخلاقية".
وأكدت أيضاً على أهمية الحوار التعاوني بين أصحاب المصلحة، بما في ذلك خبراء التكنولوجيا والأخلاق وصناع السياسات وعامة الناس، لتعزيز الثقة في الذكاء الاصطناعي. وأضافت صوفيا: "يضمن هذا النهج أن تعمل التكنولوجيا كقوة من أجل الخير، والحفاظ على التوازن بين الابتكار والقيم التي تركز على الإنسان".
وتوسعت الجلسة لتتناول التصورات العالمية للروبوتات والذكاء الاصطناعي. وأقرت مونيكا بالاختلافات الثقافية في كيفية نظر المجتمعات إلى الروبوتات، مشيرة إلى المواقف المتناقضة في اليابان والولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن "الروبوتات في اليابان غالباً ما تندمج في المجتمع باعتبارها رفاقاً، وينظر إليها باعتبارها امتداداً للبيئة الثقافية". وعلى النقيض من ذلك، غالباً ما تصور وسائل الإعلام الشعبية في الولايات المتحدة الروبوتات باعتبارها تهديدات محتملة، وهو ما يعكس المخاوف التاريخية من التمرد والهيمنة.
وبناءً على هذه النقطة، دعت مونيكا إلى سرد متوازن حول إمكانات الذكاء الاصطناعي. وقالت: "لقد جعلنا الخيال العلمي نفكر في التطرف (الديستوبيا أو اليوتوبيا). لكن التقدم الحقيقي يكمن في خلق مساحة في الوسط، حيث تتوافق التكنولوجيا مع القيم الاجتماعية والثقافية والبيئية".
وتطرق النقاش أيضاً إلى التطبيقات العملية للروبوتات. وسلطت صوفيا الضوء على الكيفية التي يمكن بها للروبوتات الاجتماعية إحداث ثورة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم. وقالت: "تخيل الروبوتات تعمل كرفاق متعاطفين للمرضى المسنين أو توفر تجارب تعليمية شخصية للطلاب". وأكدت صوفيا أن هذه التطبيقات يمكن أن تعزز التجارب البشرية بدلاً من استبدالها، مما يخلق مستقبلاً حيث تكون الروبوتات متعاونة وليست منافسة.
وأكدت مونيكا على الحاجة إلى تصميم يركز على الحياة في التكنولوجيا، مؤكدة على أن الابتكار يجب أن يعطي الأولوية للاستدامة البيئية ورفاهية الإنسان. وقالت: "الذكاء الاصطناعي ليس ذكاءً غريباً، بل هو انعكاس لقيمنا وأهدافنا. إذا أردنا أن يخلق الذكاء الاصطناعي مستقبلاً أفضل، فيجب علينا تشكيل أنظمته بفعالية لتعزيز الشمولية والمرونة".
وفي ختام الجلسة، طرحت صوفيا سؤالاً مثيراً على الحضور: "كيف يمكننا، كمجموعة، أن نتخيل علاقة متناغمة بين البشر والذكاء الاصطناعي؟" ودعت بسؤالها الحضور إلى تخيل مستقبل تخدم فيه التكنولوجيا الإنسانية، وأن تعمل ليس كبديل بل كشريك في حل التحديات العالمية.