قدّم رجل الأعمال البارز "آلان بجاني"، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة ماجد الفطيم، خلاصة خبرته ورؤيته في ندوة رفيعة المستوى عُقدت في الشارقة. وتناولت الندوة، التي نظمتها شركة الشارقة لإدارة الأصول (الذراع الاستثمارية لحكومة الشارقة)، محاور القيادة والاستدامة والابتكار التكنولوجي.
وخلال كلمته أمام نخبة من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين، شدد بجاني على أهمية القيادة الحازمة في ظلّ التقلبات الإقليمية والعالمية.
وقال: "لطالما أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة قدرة القيادة القوية على خلق الاستقرار في وجه التحديات الإقليمية. وفي ظلّ تعقيدات بيئة الأعمال اليوم، لا يكفي أن يتعامل القادة مع حالة عدم اليقين، بل يجب عليهم تحويلها إلى فرص من خلال التفكير الاستراتيجي والإدارة المالية الرشيدة."
واستناداً إلى خبرته الواسعة في قيادة واحدة من أكبر الشركات القابضة في الشرق الأوسط، ناقش بجاني التطورات المتلاحقة في مجال الاستدامة المؤسسية.
وأضاف: "نشهد تحولاً جذرياً في مفهوم الاستدامة لدى الشركات. فلم يعد الأمر يقتصر على الامتثال البيئي، بل امتدّ ليشمل تلبية توقعات المستهلكين الذين أصبحوا يهتمون بشكل كبير بالمسؤولية البيئية للشركات."
وأكدّ أن تبنّي الممارسات المستدامة يتطلب استثمارات كبيرة، لكنه أصبح ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النجاح التجاري على المدى الطويل. وقال: "الشركات التي تُدرك أن الاستدامة ليست مجرد إجراءات للامتثال، بل هي محرك أساسي للأعمال، ستكون أكثر قدرة على الازدهار في اقتصاد المستقبل."
كما تناول بجاني، رجل الأعمال اللبناني والذي قاد دفة مجموعة ماجد الفطيم في ثلاثة عشر دولة على مدار سبعة أعوام (2015-2022)، التحولات التي طرأت على ديناميكيات مكان العمل في ضوء التغيرات العالمية الأخيرة. وقال: "لقد أصبحت المعايير التقليدية للإنتاجية قيد إعادة النظر، فلم يعد النجاح في بيئة الأعمال اليوم يقاس بعدد ساعات العمل، بل بمدى التأثير و الكفاءة في تحقيق الأهداف."
وفي معرض حديثه عن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، سلّط بجاني الضوء على الفرص و التحديات.
وقال: "نحن نمر بمرحلة فاصلة يتم فيها تشكيل الذكاء الاصطناعي ليس فقط من قِبل الحكومات أو شركات التكنولوجيا العملاقة، بل من قِبل المستخدمين في جميع أنحاء العالم. ويُعدّ فهم هذه الديناميكية أمراً بالغ الأهمية لقادة الأعمال في سياق مستقبل التكنولوجيا في عالم التجارة."
وحضر الندوة، التي نظمتها شركة الشارقة لإدارة الأصول في إطار سعيها لتعزيز التنمية الاقتصادية وتبادل المعرفة، ثلةٌ من أصحاب المصلحة الرئيسيين من شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.