المنطقة الحرة بأم القيوين: قفزة نوعية في جذب المستثمرين

كانت أم القيوين تعتبر ذات يوم منطقة هادئة بين الإمارات، ولكنها قطعت مؤخراً خطوات سريعة لتحويل نفسها إلى وجهة صديقة للمستثمرين.

تُعد منطقة التجارة الحرة في أم القيوين واحدة من المحركات الرئيسية التي تقود هذا التحول. وتعمل المنطقة حالياً على تطوير 350 ألف قدم مربع من المستودعات بمساحات متنوعة، بالإضافة إلى 65 ألف قدم مربع من المساحات التجارية. تمثل هذه الإضافة قفزة كبيرة، خاصة للشركات التي تعتمد على الحلول اللوجستية والتخزين. ستُزود كل مستودع جديد بإمدادات كافية من الكهرباء، مما يضمن للشركات في مختلف الصناعات القدرة على تشغيل عملياتها المعقدة دون انقطاع."

وقال "جونسون إم جورج"، المدير العام لمنطقة التجارة الحرة بأم القيوين، في مقابلة مع صحيفة خليج تايمز: 'تتمثل إحدى المزايا البارزة التي توفرها منطقة التجارة الحرة بأم القيوين في إعفاءات ضريبة الشركات، كونها منطقة حرة مخصصة، مما يمنح الشركات تخفيضات مالية كبيرة ويسهل إعادة استثمار الأرباح في النمو. هذه المزايا جذابة بشكل خاص في المناخ الاقتصادي العالمي الحالي. بالإضافة إلى ذلك، نقدم امتيازات خاصة في ميناء أم القيوين البحري، وهي ميزة لوجستية ليست متاحة في جميع المناطق الحرة، مما يوفر للشركات وصولاً أفضل وتوفيراً في التكاليف على وارداتها وصادراتها. علاوة على ذلك، توفر منطقة التجارة الحرة بأم القيوين بطاقة تأسيس مدى الحياة دون تكلفة إضافية، وهو ما يمثل توفيراً ملحوظاً للشركات التي كانت ستضطر خلاف ذلك إلى تجديد ودفع ثمن هذه الخدمات بانتظام.'"

وتقدم المنطقة الحرة باقات أعمال مخصصة وبأسعار معقولة تلبي احتياجات مختلف الصناعات، مما يسمح لنا بتلبية المتطلبات المحددة للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وقال جورج: 'الجانب الرئيسي الآخر هو توافر المرافق الحقيقية، بما في ذلك الأراضي والمستودعات والمساحات المكتبية المخصصة للإيجار بأسعار تنافسية للغاية، مما يجعلها مثالية للشركات التي تتطلع إلى توسيع نطاق عملياتها بكفاءة.' تشمل الخدمات ذات القيمة المضافة الأخرى المساعدة في تسجيل ضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة، والتدقيق، ومساعدة التأشيرات، والخدمات القانونية، والوصايا، وتسجيل العلامات التجارية. وأوضح جورج أن هذه الخدمات مصممة لتبسيط الإجراءات للشركات وضمان الامتثال للوائح الإمارات العربية المتحدة."

تخدم المنطقة الحرة مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، ومواد البناء والتشييد، والمنسوجات، والصناعة الطبية، والمواد الكيميائية، والسيارات، والمنتجات المتعلقة بالنفط، والتكنولوجيا، والكهرباء، والإلكترونيات."

تستفيد الشركات أيضاً من الامتيازات الخاصة في ميناء أم القيوين البحري، مما يمنحها ميزة لوجستية حيوية يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في الصناعات التي تعتمد على إدارة سلسلة التوريد السريعة. قال جورج: 'هذا، بالإضافة إلى الأراضي الصناعية التي نقدمها مع كامل الخدمات، والمستودعات، والمكاتب، وحتى خيارات المكاتب الافتراضية، يعني أننا نلبي الاحتياجات المادية والافتراضية للشركات، مما يتيح لها التوسع بسهولة.'"

وأكد جورج أن موقع المشروع بجوار طريق محمد بن زايد (اي 311) يمثل نقطة تحول كبيرة. وقال: 'إنه أحد الطرق السريعة الرئيسية التي تربط بين جميع الإمارات، مما يوفر وصولاً سلساً ليس فقط داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن أيضاً إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي الأوسع. بالنسبة لقطاعات مثل البناء والمنسوجات والأغذية والمشروبات، فإن هذا الاتصال لا يُقدّر بثمن، حيث تسهم في تسهيل عمليات التسليم التي تحتاج فترة توريد محددة والصادرات الدولية بشكل كبير.'"

ومع تزايد عدد الشركات التي تؤسس أعمالها في منطقة التجارة الحرة بأم القيوين، يتم تطوير مرافق جديدة للعمالة وسكن الموظفين لدعم احتياجات القوى العاملة. وقال جورج: 'بفضل بنيتنا التحتية القوية، بما في ذلك شبكة الطرق الواسعة، وإمدادات المياه الموثوقة، وخدمات الكهرباء المتواصلة، نحن بصدد إنشاء نظام بيئي يمكّن الشركات من الازدهار. تلبي هذه التطورات مجموعة واسعة من الصناعات - من الخدمات اللوجستية إلى التصنيع والتجزئة - مما يضمن حصولها على الموارد والمرافق والاتصال الذي تحتاجه لتحقيق النجاح. إن توسيع بنيتنا التحتية يعزز قدرتنا على تلبية احتياجات الشركات المتنوعة وجذب مستثمرين جدد، مما يعزز في الوقت نفسه مكانة منطقة التجارة الحرة بأم القيوين كمركز لوجستي رائد في المنطقة.'"

بفضل خبرته الواسعة في قوانين الشركات والتجارة، يستفيد جورج من تجربته في منطقة التجارة الحرة بأم القيوين لخلق بيئة تشجع على ازدهار المستثمرين والشركات. وأضاف: 'يركز نهجي على وضع إرشادات واضحة وفعّالة لتبسيط عملية تأسيس الأعمال، وضمان قدرة الشركات على بدء العمليات بسرعة وسلاسة، والامتثال الكامل لجميع المتطلبات التنظيمية. ومن خلال متابعة اللوائح المتطورة، أضمن أن يظل إطار العمل لدينا مرناً وسريع الاستجابة، مما يسمح للشركات بالعمل بثقة واغتنام الفرص.'"

ويظل جورج متفائلاً بشأن آفاق منطقة التجارة الحرة في أم القيوين. وأوضح قائلاً: "مع تزايد الطلب على المرافق التجارية داخل منطقة التجارة الحرة، نحن على استعداد لتوسيع بنيتنا التحتية بشكل مستمر. سنعمل على تطوير المساحات المكتبية الحديثة، وتعزيز المرافق الصناعية بتقنيات عالية، وتوفير تحسينات في الخدمات لتكون سلسة وفعّالة. كما نسعى إلى بناء تحالفات أعمق مع رجال الأعمال الرئيسيين والشركاء المصرفيين، وتقديم الدعم والموارد اللازمة لتمكين عملائنا."