أكد مسؤولون تنفيذيون في قطاع التكنولوجيا المالية، أمس الأربعاء، أن المغتربين في الإمارات، وبالأخص القادمين من بنغلاديش والهند وباكستان ودول آسيوية أخرى، يفضلون الآن تحويل أموالهم عبر المحافظ الرقمية والحسابات المصرفية. ويعود هذا التوجه إلى دخول شركات التكنولوجيا المالية الجديدة إلى السوق، بالإضافة إلى حرص البنوك على تطوير خدماتها وعروضها لتلبية احتياجات العملاء.
وقال "أنانث سريفاتسا"، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس التحويلات المالية في بنك رأس الخيمة الوطني، أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة المحيطة بها استقطبت أعداداً كبيرة من العمال الأجانب خلال السنوات القليلة الماضية، قادمين من مختلف المناطق، بما في ذلك أفريقيا وآسيا.
وأوضح "سريفاتسا" خلال مؤتمر البنوك والابتكار والتكنولوجيا الذي نظمته صحيفة خليج تايمز، أمس الأربعاء: "إن الإقبال المتزايد على تحويل الأموال عبر المحافظ والحسابات المصرفية يعود إلى الانتشار الواسع لهذه الخدمات في دول مثل الهند وبنغلاديش وباكستان، حيث يمتلك عدد أكبر من الناس الآن محافظ وحسابات مصرفية. وقد شهدنا خلال السنوات الخمس أو الست الماضية تطوراً ملحوظاً في الخدمات التي تقدمها البنوك في مجال التحويلات المالية. فعند إرسال الأموال، يتلقى كل من المرسل والمستلم إشعاراً فورياً يؤكد وصول الحوالة بنجاح".
وتولي العديد من الدول الآسيوية النامية اهتماماً كبيراً بتوفير قنوات رقمية مُيسّرة، بهدف تشجيع مواطنيها في الإمارات ودول أخرى على استخدامها في تحويل الأموال. ويسهم دخول شركات التكنولوجيا المالية في إيجاد قنوات جديدة تسهل على الأفراد إرسال واستقبال الأموال، مما يعزز من كفاءة وسرعة عمليات التحويل.
شهد مؤتمر البنوك والابتكار والتكنولوجيا في دبي حضوراً واسعاً من قِبل نخبة من المتخصصين في القطاع المصرفي والتكنولوجيا والتكنولوجيا المالية.
أشار "سريفاتسا" إلى أن البنك، عند إطلاق خدماته في الفلبين، بدأ بخدمات المحفظة الرقمية.
وشدد على أن الصورة النمطية القديمة التي تصور البنوك بأنها بطيئة ومكلفة قد عفا عليها الزمن الآن، خاصة في الإمارات العربية المتحدة. وأضاف: "لا تزال هناك بعض الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، لكنها في طريقها إلى ذلك".
وأكد "أبيشيك تريباثي"، مدير المنتجات الأول لدى "كريم باي" (Careem Pay)، حرصهم على إشراك العملاء قبل طرح الخدمات على نطاق واسع، لضمان تلبية جميع احتياجاتهم وتغطية كافة الجوانب في العرض.
وأضاف: "ندعو العملاء للمشاركة في تطوير خدماتنا من خلال العمل معنا عن كثب وتجربة النماذج الأولية. وسنقوم بتعديل الخدمة، إذا لزم الأمر، قبل طرحها في الأسواق، حتى نتمكن من فهم احتياجات السوق المحلية بشكل دقيق."
وقال "تريباثي" أن العملاء الذين يحولون الأموال إلى بلدان مختلفة لديهم متطلبات واحتياجات مختلفة أيضاً.
وتابع قائلاً: "عندما أطلقنا خدمة التحويل من الإمارات العربية المتحدة إلى باكستان، لاحظنا اختلافاً واضحاً في سلوك العملاء مقارنة بالمستخدمين الذين يرسلون الأموال إلى الهند والمملكة المتحدة. ومن المثير للاهتمام أنه عند إطلاق الخدمة في المملكة المتحدة، لم نجد البريطانيين فقط هم من يرسلون الأموال داخل المملكة المتحدة، بل لاحظنا أيضاً أن العديد من الهنود والباكستانيين يرسلون الأموال إلى الجامعات هناك. كل هذه العوامل نضعها في اعتبارنا عند تطوير خدماتنا."