سلطان بن سليم: مشاريع جريئة رسخت دبي مركزاً عالمياً
أجرى "ميشال ديفون" من صحيفة خليج تايمز حواراً مع سلطان بن سليم، رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، حيث تحدث عن المشاريع الرؤيوية التي شكلت هوية دبي، بما في ذلك نخلة جميرا الشهيرة وموانئ دبي العالمية. في هذا الحوار، استعرض بن سليم ذكرياته عن ثمانينيات القرن العشرين، وهي فترة محورية في تاريخ الخليج، وشرح كيف بدأت دبي في تنفيذ مبادرات طموحة لم تغير وجه المدينة فحسب، بل جعلتها واحدة من أكثر المراكز اتصالاً على مستوى العالم. كما تناول التحديات التي واجهها أثناء بناء نخلة جميرا، أول جزيرة اصطناعية في دبي، وكشف كيف كادت هذه المشاريع الجريئة أن تكلفه حياته.
ويعد سلطان بن سليم رمزاً في دبي، حيث تمتد مشاريعه الآن إلى مختلف أنحاء العالم. فقد ساعد إلى جانب حكام الإمارة في تمهيد الطريق لدبي التي اعتقد الكثيرون ذات يوم أنها مجرد حلم.
ومن ميناء جبل علي وموانئ دبي العالمية إلى نخلة جميرا، كان في قلب التطور الجذري للإمارة من مدينة ساحلية صحراوية إلى مدينة عالمية.
يتذكر في قوله "عندما بدأنا، كان الميناء موجوداً، ولكن لم يكن هناك أي شيء، ولا أي مبانٍ في الصحراء حوله".
وينسب بن سليم الفضل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، ووالده الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. ويقول بن سليم: "إن صاحب السموالشيخ محمد بن راشد يؤمن بدبي أكثر من أي شخص آخر. وهذا مهم للغاية إذا كنت تعتقد أنك قادر على تحقيق أي شيء"، مشيراً إلى أن المدينة تفتخر الآن بوجود شركات مثل طيران الإمارات، التي أصبحت اليوم قوة عالمية.
"في الثمانينيات، كانت فترة حرجة للغاية في دول الخليج، حيث كنا نعمل على إيجاد السبل التي تجعل دبي مكاناً أفضل للتجارة"، يتذكر. "دبي اليوم هي المدينة الأكثر اتصالاً في العالم، حيث يمكنك الوصول إلى أي مكان تريده في العالم، سواء لنقل البضائع أو جلبها من أو إلى السفن باستخدام أي وسيلة نقل."
كان أحد أهم المشاريع التي غيرت وجه دبي واقتصادها هو مشروع جزيرة نخلة جميرا الطموح. ويقول: "أقول دائماً إن ما يحرك دبي هو الضرورة. والضرورة هي أم الإبداع"، وكانت الحاجة إلى المزيد من الشواطئ، حيث استحوذت الموانئ والمرافئ ومحطات الطاقة على ساحل دبي، هي الدافع وراء فكرة الجزيرة الاصطناعية.
وقد كُلِّف باستكشاف كيفية تنفيذ المشروع، فبحث عن المصممين والمهندسين المعماريين والمهندسين وغيرهم من مختلف أنحاء العالم لتنفيذ المشروع. ويقول لنا: "كان الشكل يشبه الشمس في المحاولات الأولى، حيث كان الهدف هو تعظيم ساحل الجزيرة".
لقد بحث عالمياً عن الفريق المناسب لتنفيذ المشروع، لكن الرمال كانت هي التي طرحت أيضاً تحديات جديدة للمفهوم، حيث شهدت الجولة الأولى غرق بن سليم في الرمال، مما أظهر الحاجة الماسة إلى شيء أكثر كثافة.
"سألت بعض المهندسين ، وأخبروني، في الواقع، كنا نعلم أن هذا سيحدث، لأن رمال الصحراء جافة، ومسامية، وناعمة، وبمجرد أن تلامسها المياه تتحول إلى رمال متحركة"، كما أوضح، وهو المشروع الذي يعترف الآن بأنه كان "صعباً للغاية".
لم يستغرق الأمر حتى عام 2001 حتى تبدأ الفكرة التي وُلدت قبل سنوات عديدة في التبلور. ويوضح قائلاً: "أردنا أن نعرف الكثير عن هذا المشروع. أردنا أن نعرف ما الذي سيؤثر على الشاطئ والحياة البحرية والشعاب المرجانية".
واليوم، تواصل دبي التقدم بسرعة، على عكس أي دولة أخرى في العالم. ويقول إن أكبر التغييرات كانت بسبب الوباء. ويضيف: "لقد تغيرت سلسلة التوريد. لقد أدركنا مدى هشاشة سلسلة التوريد"، ويظل الاتصال في صميم تخطيط الإمارة. ويوضح: "الاتصال مهم للغاية، وسترى اليوم أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والعديد من هذه التقنيات، نستخدمها اليوم، أياً كان ما يدعم الاتصال".
وستواصل التكنولوجيا في مدينة دبي الذكية الريادة مع تقدم الإمارة. ويوضح: "نحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات دقيقة للغاية [و] لا يمكننا القيام بذلك إلا بالتكنولوجيا. وسيكون المستقبل عبارة عن أجهزة الكمبيوتر المعتمدة على مبدأ الكم، والتي تتمتع، على سبيل المثال، بقوة هائلة في تقديم النتائج والأرقام التي تحتاجها اليوم، لذلك لدينا الكثير من المعلومات، ونحول المعلومات التي لدينا إلى أدوات لاتخاذ القرار. ولهذا السبب فإن قراراتنا، عندما نتخذها، تكون مرنة لأننا فكرنا فيها جيداً".
التكنولوجيا الجديدة تحمل بالفعل فرصاً وتحديات، حيث يعترف بن سليم بأن هناك مخاطرة مرتبطة بتطورات التكنولوجيا وتأثيرها على الأعمال. وأوضح قائلاً: "المخاطرة تكمن في التغيرات التي قد تطرأ على التكنولوجيا وكيف يمكن أن تؤثر على أعمالنا. وهذه نقطة قلق مشترك بيننا جميعاً، فالتكنولوجيا ستستمر في التغيير والابتكار، وستؤثر علينا بشكل مستمر. لذلك، المهم هو كيف نكون استباقيين ونتوقع هذه التغيرات قبل أن تحدث؟"