نمو سوق الرفاهية الهندي يوفر فرصاً للتجارة الإلكترونية الخليجية
أضحى سوق السلع الفاخرة في الهند الأسرع نمواً عالمياً، مفسحاً المجال أمام حقبة جديدة زاخرة بالفرص لتجار التجزئة ومنصات التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك وفقاً لدراسة حديثة.
وتحت عنوان "الهند تكشف عن نفسها: آفاق جديدة متألقة في عالم الرفاهية"، يغوص تقرير أعدّته شركة "سي اكس جي" (CXG) في تفاصيل السوق الهندية، مستعرضاً الاتجاهات الناشئة وتوقعات السوق وتنامي التجارة الرقمية. ويُقدّم التقرير رؤى قيّمة لمنصات التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتطلع إلى الاستفادة من مشهد الرفاهية الهندي المتسارع.
لقد شهدت الهند تحولاً من الحرفية التقليدية الفاخرة إلى نظام بيئي حديث ينبض بالابتكار، مدفوعاً بارتفاع أعداد المستهلكين الأثرياء ورواد التكنولوجيا وتنامي الطبقة المتوسطة. هذا التحول أتاح لرواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي آفاقاً رحبة لتوسيع نطاق وصولهم عبر التعاون العابر للحدود.
يبشر صعود النظام البيئي الفاخر في الهند بآفاق واسعة لرواد التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي الساعين للتوسع عالمياً. فشهية الهند للرفاهية تمتد عبر قطاعات متعددة، من الأزياء والمجوهرات والضيافة إلى السيارات والعافية. على سبيل المثال، يشهد سوق حفلات الزفاف الفاخرة في الهند نمواً سنوياً يتراوح بين 7 و8%، بينما من المتوقع أن يصل حجم قطاع التجميل إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2025. وكذلك، تشهد سوق السيارات الفاخرة في الهند ازدهاراً ملحوظاً مدفوعاً بالرخاء الاقتصادي المتزايد وتطور أذواق المستهلكين.
وقد أشار "كريستوف كايس"، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "سي اكس جي" (CXG)، إلى التنوع السريع في تفضيلات المستهلكين الهنود، قائلاً: "نشهد طلباً متزايداً على العلامات التجارية العالمية التي تُقدّم منتجات عالية الجودة مع تبني الاستدامة والابتكار. هذا يُتيح فرصاً كبيرة لمنصات دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة مع تنامي تفضيل الهند لتجارب التسوق الشخصية القائمة على التكنولوجيا".
وتُعدّ منصات التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي في موقع مثالي للاستفادة من التوسع في قطاع السلع الفاخرة في الهند. فمع تركيز العلامات التجارية العالمية المتزايد على المستهلكين الهنود الأثرياء، تُوفّر الشراكات بين المنصات الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي وتجار التجزئة الهنود طريقاً استراتيجياً للنموّ المُتبادل. وتُعتبر قطاعات رئيسية مثل الأزياء والمجوهرات والجمال والصحة والعافية، بما في ذلك منتجات التجميل النظيفة والأيورفيدا، ناضجة بشكل خاص للتوسع في ظلّ تحوّل الهند نحو الاستهلاك المستدام والواعي أخلاقياً.
علاوة على ذلك، تشكل ثقافة المهرجانات والمناسبات وتقاليد إهداء الهدايا في الهند أرضاً خصبة للتفاعل التجاري على مدار العام. ويعزز صعود جيل الألفية والجيل زد، اللذين يؤمنون بنمط الحياة الصحي والمستدام، من ضرورة مواءمة منصات دول مجلس التعاون الخليجي مع قيم سوق السلع الفاخرة الناشئة في الهند.
لطالما عُرفت الهند بارتباطها الوثيق بالرفاهية التقليدية، من الحرفية الفاخرة والمجوهرات المتقنة إلى المنسوجات الخالدة. لكنّها اليوم تُرسي دعائم موجة جديدة من الرفاهية تجمع بين الإبداع والبذخ والحداثة. ومن المتوقع أن يشهد سوق الرفاهية في الهند نمواً غير مسبوق، مع توقعات بمضاعفة عدد أصحاب الملايين الهنود بحلول عام 2027. ووفقاً لـ "جولدمان ساكس"، قد تصبح الهند ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2075.
أضاف "كايس": "تساهم الوتيرة المتسارعة لتبنّي التكنولوجيا في الهند في إحداث تحوّل جذري في استهلاك السلع الفاخرة. فمع وجود أكثر من 220 مليون متسوق عبر الإنترنت وثاني أكبر قاعدة لمستخدمي الهواتف الذكية في العالم، يتبنّى المستهلكون الأثرياء في الهند التجارة الإلكترونية بشكل غير مسبوق. تمثّل هذه الحالة فرصة ذهبية لمشغّلي التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي للتوسّع في واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية على مستوى العالم".
وتتضمن النقاط الرئيسية من التقرير ما يلي:
• حفلات الزفاف الهندية: بذخ وعروض لا تنتهي: تُشتهر حفلات الزفاف الهندية بفخامتها وعروضها المبهرة التي تمتدّ لأيام، ما يجعلها منصّة مثالية للعلامات التجارية الفاخرة لعرض منتجاتها وترسيخ حضورها. وقدّرت دراسة صادرة عن بنك "جيفريز للاستثمار" حجم الإنفاق على حفلات الزفاف الهندية في عام 2023 بنحو 130 مليار دولار، شكّلت الفئات الفاخرة مثل المجوهرات والطعام قرابة 40 مليار دولار و25 مليار دولار منها على التوالي، مما يؤكد دورها كمحرّك اقتصادي هائل.
وأضاف "كايس": "لم تعد حفلات الزفاف الهندية مجرد تراث ثقافي، بل أصبحت منصّة رائعة للعلامات التجارية الفاخرة عالمياً. ويُشير تطوّر هذا القطاع نحو الاحتفالات المستدامة القائمة على التجارب إلى تطلّعات مشتركة نحو المعنى والرقي."
• المجوهرات الفاخرة: بريق آسر وسوق واعدة: تُقدّر قيمة الإنفاق السنوي على المجوهرات في الهند بنحو 50 مليار دولار، ما يضعها في صدارة الدول الأكثر إنفاقاً على المجوهرات عالمياً، ويوفّر فرصاً ذهبية لعلامات المجوهرات الفاخرة. ويجد اندماج الحرفية التقليدية مع التصميم العصري صدى واسعاً في السوق المتطلّعة للإبداع.
• مستحضرات التجميل الفاخرة: سوق واعدة في أوج ازدهارها: من المتوقع أن يصل حجم سوق مستحضرات التجميل في الهند إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2025، ما يمنح العلامات التجارية الفاخرة فرصة ذهبية لاستقطاب الأجيال الشابة من خلال منتجاتها الراقية. وتشهد منتجات التجميل النظيفة والأيورفيدا والتجارب الرقمية إقبالاً متزايداً. تتيح منصات التجارة الإلكترونية والجمال الرقمية للعلامات التجارية الوصول إلى شريحة واسعة من المستهلكين في مناطق جديدة، مما يعزّز الطلب خارج المراكز الحضرية الكبرى ويرسخ مكانة قطاع التجميل كبوابة مُثلى لعالم الرفاهية. ومع تزايد جاذبية المنتجات الفاخرة عالية الجودة التي تركّز على الهند، تقدّم هذه السوق فرصاً واعدة لتطوير شراكات استراتيجية.
• السيارات الفاخرة: قيادة جيل جديد نحو المستقبل: تشهد سوق السيارات الفاخرة في الهند نمواً متسارعاً بقيادة جيل شاب من روّاد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات. وقد حقق هذا القطاع، الذي كان في السابق متخصصاً، نمواً تجاوز 20% في عام 2023، حيث وصلت المبيعات إلى ما بين 46000 و47000 وحدة، مع توقعات بتجاوز 50000 وحدة في عام 2024. ومع إطلاق العلامات التجارية للسيارات الكهربائية ونماذج الأداء والتجميع المحلي، يُسلّط سوق الهند المتطوّر الضوء على إمكانات هائلة لنمو الرفاهية المستدامة.
• الصحة والعافية: يشهد قطاع الصحة والعافية في الهند نمواً مُلفتاً مدفوعاً بزيادة الاهتمام بالرياضة والسفر الصحي والأطعمة والمشروبات المستدامة. وقد برزت مجموعة جديدة من المستهلكين، تعرف باسم (LOHAS) (أسلوب حياة صحي ومستدام)، من جيل الألفية والجيل زد الأثرياء الذين يُولون الأولوية للرفاهية الأخلاقية الصديقة للبيئة. ومع تزايد شعبية الرياضات العالمية مثل كرة القدم والهوكي والكابادي، يزداد أيضاً الاهتمام بالصحة والعافية والمشاركة الفعّالة في الأنشطة الرياضية، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق الأطعمة والمشروبات الصحية في الهند إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2030. ويرسّخ هذا التوجّه مكانة الهند كسوق واعدة للملابس الرياضية الفاخرة ومنتجات الصحة الفاخرة وتجارب السفر الواعية.
وتساهم الثقافة الرقمية المُتنامية في الهند، إلى جانب تزايد أعداد الطبقة المتوسطة، في إعادة صياغة مفهوم تجربة الرفاهية. وتساعد التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والواقع المعزز على تبسيط عمليّة اكتشاف المنتجات وتخصيص التجارب وتحسينها بالنسبة لتجّار التجزئة، ممّا يُسهّل عليهم تلبية رغبات العملاء المتميزين والملمين بالتكنولوجيا.
منظر طبيعي مثير مليء بالتحديات والآفاق
يُشكّل التقاء الاقتصاد الهندي المزدهر مع التبنّي الرقمي السريع وتنامي القدرة الشرائية عبر الإنترنت، مناخاً مثالياً يجعل الهند شريكاً متميزاً لمنصات التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتطلّع إلى التوسّع في أسواق دولية جديدة. وللعلامات التجارية التي تسعى إلى دخول قطاع السلع الفاخرة في الهند، تُعدّ الشراكة مع الشركات المحلية والاستفادة من التقنيات الرقمية أمرين أساسيين لإطلاق العنان لهذه الإمكانات الواعدة.
ويُسلّط آخر تقارير شركة "سي اكس جي" (CXG) الضوء على كيفية تواصل منصات دول مجلس التعاون الخليجي بفعالية مع مستهلكي السلع الفاخرة في الهند، وبناء شراكات عابرة للحدود، واستكشاف تفاصيل سوق السلع الفاخرة الهندي. واختتم "كايس" حديثه قائلاً: "يشهد سوق السلع الفاخرة في الهند تحوّلاً جذرياً. ومن خلال اتّباع الاستراتيجيات الصحيحة، يمكن لتجّار التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي اغتنام هذه الفرصة لترسيخ مكانتهم كروّاد في مشهد التجارة الرقمية المتغيّر."