"عثمان مختار" فنان متعدد المواهب
"عثمان مختار" فنان متعدد المواهب

النجم عثمان مختار يتحدث عن "جافا" وزيارته للإمارات

يؤدي الممثل دور طبيب أورام في الدراما المحبوبة "جافا"
تاريخ النشر

في عالم الفن، بالنسبة لمعظم الممثلين، لتحقيق النجاح وفي سبيل أن يصبحوا حديث الساعة، يتطلب الأمر منهم سنوات من العمل وعشرات المشاريع وظهوراً مستمراً على الشاشة. ولكن في بعض الأحيان، هناك فنانون يجذبون الجمهور على الفور، حتى عند مشاركتهم في أعمال متفرقة ومحدودة. "عثمان مختار" هو رجل متعدد المواهب نال استحسان النقاد وهو من لديه مثل هذه القوة. وبالرغم من مشاركته في عدد قليل من الأعمال الدرامية والأفلام، إلا أنه يتمتع بجاذبية وشعبية يبدو أنها تنمو مع كل عمل له، وكان قد شوهد في (Hum Kahan Ke Sachay Thay) أمام "ماهيرا خان" في عام 2020.

وحالياً، فهو يظهر على شاشة التلفزيون في فيلم "جافا" للمخرج "دانش نواز" ومع الممثلة "ماورا هوكان". كما ظهر في فيلم (Umro Ayyar- A New Beginning)؛ وللترويج لهذا الفيلم، زار الإمارات العربية المتحدة حيث استقبله الجمهور بالكثير من الحب والتقدير.

وفي البداية، تم وصف شخصية الدور الذي يؤديه بأنه يمثل "علماً أخضر كبيراً" لأنه أصبح داعماً لأندليب (سحر خان) التي تعاني من معاركها الخاصة، ولكن الأمر يأخد منعطفاً آخر عندما يتم الكشف عن أنه كان يعاني ويخفي حقيقة تشخيصه بالعقم.

تطرق مختار للحديث الذي يدور حول شخصيته، وتفكيره في اختيار النصوص وكيف أن الإمارات العربية المتحدة هي مكان محبوب له.

وقال: "أنا أحب الإمارات العربية المتحدة. كانت أختي تعيش هنا وقد زرتها عدة مرات. أود أن أحصل على تأشيرة ذهبية وأبدأ العمل هنا أيضاً. لقد أحبنا الجمهور كثيراً في فيلم (Umro Ayyar)، حيث شاهده جمهور غير الباكستانيون في الإمارات، واندهشوا من أنه عمل تم صنعه في باكستان".

وعندما سئل عن سبب قلة ظهوره على شاشات التلفزيون وفي الأفلام، رغم أنه ممثل مؤثر للغاية؟ ردّ موضحاً كيفية اختياره لنصوصه بعناية، وقال: 'الممثل لا يرضى بكل بما يُعرض عليه، ونادراً ما يحدث أن يسير كل شيء بشكل مثالي."كما أنني أقلل من عملي بسبب ظروف والدتي؛ وأتمنى لو أنني بدأت العمل في الدراما في وقت أبكر.'"

والدة عثمان هي نادرة، وهي ممثلة عملت في الدراما الباكستانية سابقاً؛ وبسبب مرضها، يقيم عثمان في إسلام أباد بينما تتركز معظم صناعة الدراما في كراتشي. يقول: "والدتي طريحة الفراش ومن الصعب جداً بالنسبة لي الذهاب إلى كراتشي للتصوير". تتراوح مدة التصوير في الدراما عادةً من 45 يوماً إلى ثلاثة أشهر (ويمكن أن تستمر لأكثر من ذلك)، ونادراً ما يتم التصوير في إسلام أباد.

ويوضح: "بالنسبة لي، عندما قرأت سيناريو (جافا)، وجدته منطقياً أكثر من بقية السيناريوهات التي كنت أراها سابقاً. إنه يناقش قضيتان، العنف المنزلي والعقم عند الرجال، وهي مسائل أرى أننا لا نتحدث عنها بما فيه الكفاية. نحن لا نتحدث عن العنف المنزلي، وهو أمر رأيته يحدث لشخص قريب مني جداً. نحن لا نتطرق إلى التعقيدات والتفاصيل حول كيفية تأثر الأسرة والشخص المعني (الشخص الذي يتعرض للإساءة) ".

تلقت شخصية "نومير" قدراً كبيراً من الانتقادات عندما لم يتحدث عن حالته مع أحد، مما أدى إلى عواقب وخيمة. تحول "نومير" من شخص يمثل علماً أخضر إلى علم أحمر كبير. يوضح عثمان: "غالباً ما نصنف الشخصيات على أنها أبيض أو أسود، ولكن "نومير" رمادي بوضوح". "عندما قيل أن نومير يمثل علماً أخضر، كنت متعجباً لأنني كنت أعلم أن الأمر سينعكس تماماً! لكن هذا يحدث لي أيضاً - عندما تكون هناك شخصية أحبها وتفعل شيئاً لا أتفق معه - فهذا يزعجني. اعتادت زونيرا (زوجته) أن تمزح - هل يقدمون مراجعات جيدة؟ انتظر 10 حلقات أخرى! أرى أنه نظراً لأننا لا نصادف شخصيات رمادية أو شخصيات مثل نومير الذي هو شخص جيد ولكنه يعاني من هذه المشكلة، فنحن ببساطة نقسم الناس إما إلى أعلام سوداء أو بيضاء أو حمراء أو خضراء. ليس من الشائع أن تصور الْمال الشخصيات الرمادية. "عندما كنت صغيراً، أتذكر مشاهدة مسلسلات جيدة للغاية أيضاً وكان لدينا جميع الأنواع، من الكوميديا وحتى الرعب. أتذكر (Ainak Wala Jin) و (Ulta Seedha) و (Haqeeqat) . نحن بحاجة إلى تقديم المزيد من التنوع على الشاشة."

ولكن لماذا لم يخبر نومير زوجته أو أي شخص آخر بهذا الأمر؟ يوضح الممثل: "هناك ما يجعلك تقول: "هذا هو أعمق سر في حياتي". لم يكن بوسعه أن يتحدث إلى والدته أو أخته؛ حاول أن يشرح الأمر، لكن المحادثة تحولت إلى مزحة. لم يكن لديه أب يستطيع أن يبوح له بما في نفسه. إنه طبيب أورام يبلغ من العمر 38 أو 39 عاماً - وحتى عندما تكون طبيباً، فإن الناس لا يرون الأشياء دائماً من منظور علمي عندما يحدث لك شيء. في عالم مثالي، كان ينبغي له أن يخبر أندليب وكان ينبغي أن تتفهم أندليب الأمر. هذا ما نحاول أن نقوله لمن يمرون بمثل هذه التجربة، يجب أن ننشئ مجتمعاً حيث يتاح التحدث عن الأمر وحتى يقول هؤلاء "حسناً، أنا مستعد للتحدث عن ذلك!"

وفي سبيل بناء شخصية نومير، هل تعلم عثمان عن هذه الحالة، وهل تحدث إلى أي شخص يعاني منها ؟ يتذكر عثمان: "في الماضي، كان لدينا عامل يعمل في منزلنا، كان بمثابة أخ لي، وعندما تزوج، اكتشف أنه مصاب بهذه الحالة. وكان من المستحيل تقريباً أن يتحدث عن الأمر. لقد رأيت مدى صعوبة الأمر بالنسبة له، كانت زوجته تتصل به باستمرار وكنت ألاحظ إحباطه. لا أحد لديه نموذج محدد لكيفية التعامل مع شيء كهذا. عندما يعاني شخص ما من القلق وعندما يتأثر بالأصوات العالية، فقد يقول، "دعني وشأني!" لكن الشخص العادي سيتساءل لماذا قد يتصرف هذا الشخص بهذه الطريقة. يستمر نومير في القول إنه لا يريد الزواج ولكن من الصعب عليه أن يتحدث عن هذا الأمر".

في البداية أحب الجمهور نومير لأنه كان الداعم الوحيد لفتاة صغيرة كانت تعاني من أجل أن يفهمها الناس. فهو يساعد أندليب على اكتساب احترامه وتقديره لذاته. ويبدو عثمان غير منزعج لذلك. ويقول باحتجاج: "أعتقد أن هذه تصرفات طبيعية تبدر من الرجال، عند قول إنها أصغر من أن تتزوج أو أن عليه مساعدة هذه الفتاة". ولكن هذا ليس صحيحاً، لأن أبطال التلفزيون غالباً ما يكونون شخصيات سامة ومتحكمة. ويضيف: "لذلك، يتعين علينا أن نتساءل عما نعرضه على التلفزيون".

وحول مشاريعه المستقبلية، قال عثمان إنه يود أن يؤدي دور شخصية كوميدية. وقال: "لقد كان من المخطط أن أشارك في مسلسلين لشهر رمضان ولكنني لم أتمكن من العمل عليهم - أتساءل ما إذا كان ذلك من نصيبي. ولكنني أرغب أن أجسد شخصية كوميدية. بل وأود أن أجسد شخصية شريرة تماماً، لم تسنح لي الفرصة بعد. كما أرغب أن أودي دور شخصية سلبية تضيف لهامش التمثيل الخاص بي".

وفيما يتعلق بالأفلام، يعتقد عثمان أن باكستان تحتاج إلى شاشات عرض موحد. ويقول: "لا تستطيع الأسرة العادية شراء تذكرة بقيمة 1500 روبية مع إضافة الطعام والمشروبات. إن الجماهير هي التي تجعل منك شخصاً ناجحاً أو فاشلاً، وإذا لم يتمكنوا من الوصول إلى المحتوى الذي تقدمه فلن تتمكن من النجاح".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com