الحب الأعمى يقود "شفيق" الى زواج مدى الحياة
لا يعد "شفيق يقطين" بطلاً أو مؤثراً نموذجياً في برامج تلفزيون الواقع. فهو لا يبتسم ابتسامة مغرورة ولا يبدو متعجرفاً؛ بل هو سعيد وممتن لقدرته على الحديث عن رحلته إلى (ومنذ) إصدار برنامج "الحب أعمى، حبيبي" "Love is Blind, Habibi" الذي يبث على نتفليكس.
تعتمد فكرة البرنامج العالمي على مبدأ بسيط: يتاح للفرد التحدث مع أحد أفراد الجنس الآخر كل يوم لفترة معينة دون أن يتمكنوا من رؤية وجوه بعضهم البعض، مما يثبت أن العلاقة تنشأ بناءً على روابط عميقة وذات مغزى بدلاً عن الأمور السطحية. يمكن القيام بذلك من خلال تسجيل الدخول إلى غرفة. ويقدم البرنامج الذي يسمى بالتجربة الاجتماعية الزوجين المشهورين خالد صقر وإلهام علي.
وفي مقابلة مع صحيفة خليج تايمز، أكد شفيق في وصفه للبرنامج بأنه يمثل تجربة حقيقية عفوية وغير مكتوبة للمشاركين بها. وقال ضاحكاً: "أتحدث بصدق عندما أقول، أعتقد أن نتفليكس قامت بعمل جيد، لأن البرنامج كان ناجحاً وصادقاً للغاية. هناك جانب جيد وجانب سيئ لكل ما ستفعله في الحياة وفي العمل، لكن الجانب السيئ لا يؤثر علي كثيراً.".
وفي نهاية البرنامج، كان شفيق ودنيا على وشك اتخاذ خطوة الزواج، لكنهما قررا بدلاً من ذلك البقاء معاً ورؤية إلى أين ستقودهما علاقتهما. يسعدنا أن نقول إن هذا القرار أدى إلى تطور آخر (أعظم) - وهو طلب شفيق من دنيا الزواج. أوضح: "أرى أن جميع من شاركوا في البرنامج فعلوا ذلك بنفس الطريقة، حيث قدموا عرض الزواج من خلف الحائط ثم ذهبوا إلى المسرح. قلت لنفسي أن دنيا تستحق الأفضل، لذلك أردت أن أجعل الأمر مميزاً".
ويشرح رجل الأعمال اللبناني الذي ولد ونشأ في السنغال سبب اختياره المشاركة في برنامج تلفزيون الواقع. ويقول: "سمعت عن البرنامج في بداية شهر يوليو، وكان العرض في أغسطس. وكنت آخر من تم اختياره. ولأكون صادقاً، في البداية، كان هدفنا جميعاً المشاركة في البرنامج للحصول على الشهرة، ثم خسرنا لعبتنا، لأنك لا تتحكم دائماً في الأمور".
وعلى الرغم من أن مفهوم البرنامج غير اعتيادي على الإطلاق، إلا أن شفيق يقول أنه سعيد جداً بالنتيجة. وعلى الرغم من دهشة عائلته من اختياراته التي تم عرضها على التلفزيون، إلا أنهم سرعان ما تقبلوا الفكرة. ويقول: "عندما سمعوا أنه سيعرض باللغة العربية وأن الإنتاج يتم في الإمارات العربية المتحدة، شعروا بالاطمئنان إلى أنه سيكون برنامجاً راقياً ويراعى الاحترام تماماً مثل البلاد. لم يكن هناك قلق بشأن المحتوى أو ما سيتم نشره إلى العالم".
عمل المستقبل
يقول شفيق أنه سعيد تماماً بنتيجة البرنامج، ولذلك هو لا يمانع المشاركة في برامج آخرى مثل البرنامج الذي يحدث ضجة في المدينة: "Dubai Bling". يقول: "لدي به عدد من الأصدقاء، مثل إبراهيم الصمادي، وهو رجل مخلص جداً، ومثل دانيا محمد الرائعة وزوجها. إنهم مخلصون للغاية. فلم لا؟" كما أضاف أنه ربما قد يرغب أيضاً في تجربة حظه بالمشاركة في برنامج "Survivor" حيث يتم ترك المشاركين في مكان بعيد ويجب عليهم القيام بمهام صعبة للفوز بجائزة مالية.
شفيق هو رجل أعمال وعارض أزياء، قرر التراجع عن أعماله في مجال الاستيراد التي كان يديرها إلى جانب شقيقه وعمه، للتركيز على أعمال فردية مثل الشراكات مع العلامات التجارية الكبرى، وعرض الأزياء، وإدارة حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينشر بانتظام تحديثات عن حياته.
على عكس العديد من النجوم الذين ينهارون تحت وطأة قاعدة المعجبين المراقبين لهم، يتسم شفيق بالهدوء. ويقول: "عندما تدعي بأنك شخص آخر، فمن المؤكد أنك ستتعرض للضغوط، لأنه يجب عليك التظاهر دائماً"، ويتحدث عن قوة التصرف على طبيعته. "مهما فعلت، سواء كنت في صالة الألعاب الرياضية أم في أي مكان آخر، أظهر للناس شخصيتي الحقيقية".
إن شفيق مهتم بالأعمال الخيرية، وهو الأمر الذي غرس فيه منذ صغره. "عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، أخذتني أمي وخالتي إلى مستشفى في أفريقيا، حيث يعالجون الأطفال المصابين بالسرطان. وعندما كانوا يتلقون العلاج الكيميائي، كانت أجسادهم متورمة للغاية. لقد صعقت لرؤية ذلك.
"كنت أذهب كل يوم جمعة لتقديم وجبة الإفطار للأطفال المرضى في المستشفى. ولكنني كنت صغيراً في السن، كنت أبلغ من العمر 16 عاماً. وفي وقت لاحق، بدأت أقوم بالأمر كله بنفسي، ولكن ليس في المستشفى، لأنني لم أكن أرغب في رؤية هذا المرض.
ويقول: "عندما جئت إلى دبي، بدأت في القيام بذلك في عام 2021، وتعرضت للأحكام على ما بدأته في عام 2021". يقول ذلك متحدثاً عن مساعيه الخيرية و مستهجناً إثارتها لملاحظات سلبية. "لكنني أشعر بالسلام عندما أرى ابتسامة على وجه بعض الناس، ولأن الحياة قصيرة، فمن الأفضل بالنسبة لي أن أفعل ما أريده".
كان أحد الأشياء التي أراد القيام بها بشدة هو جعل عرض الزواج على دنيا مميزاً. عمل مع مديره لمفاجأتها بعرض زواج على الشاطئ مع غروب الشمس وبالقرب من الأمواج. وبالطبع وافقت دنيا.
لكنهما لم يحددا موعد الزفاف بعد. ويضيف: "أعتقد أن لدينا الكثير من الأشياء التي يجب أن ننجزها معاً أولاً، لأن الزفاف ليس مزحة. كما أننا لا نؤمن بالطلاق. إذا تزوجنا، فسوف نتزوج مدى الحياة. سآخذ وقتي في الأمر. لديها عملها، ولدي أمور أعمل عليها، ونحن ننتظر الوقت المناسب".
لا يمثل شفيق نجم برنامج تلفزيون واقع تقليدي، بل هو شخص يعرف ما يريد وسيعمل على تحقيقه.