"تابان فيديا": دور الذكاء الاصطناعي في تحسين "البيتزا"
غالباً ما يُقال إن الابتكار هو مفتاح نجاح العلامة التجارية. وفي هذا السياق وجد، "تابان فايديا"، الرئيس التنفيذي لمجموعة بي جي بي للاستثمارات (الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن)، طريقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لعمل البيتزا المثالية لسلسلة مطاعم بابا جونز - المملوكة والمدارة من قبل المجموعة - في المنطقة.
ما المطلوب لصنع شريحة بيتزا جيدة؟ يعتمد الأمر على نسب المكونات، المزيج الصحيح من الدقيق والماء لجعل العجين طرياً ومقرمشاً في نفس الوقت؛ وكمية اللحم (أو الخضار) والجبن التي يتم وضعها على كل قضمة؛ ودرجة الحرارة المناسبة للتأكد من طهيها بشكل صحيح.
يوضح فايديا: "لدينا كاميرا مثبتة فوق طاولة القطع مباشرة، حيث يتم وضع البيتزا في صناديق ثم تقطيعها إلى شرائح. نلتقط الصورة النهائية للبيتزا قبل وضعها في الصناديق. ويتم تحميل هذه الصورة إلى برنامج الذكاء الاصطناعي الذي يسجل نقاطاً لكل بيتزا. لدينا طريقة متخصصة لتصنيف كيفية صنع البيتزا، وكيف يجب أن تبدو، وكيف يجب أن تبدو كل بيتزا ... إذا لم يتم صنع البيتزا بشكل صحيح، يتم وضع علامة عليها على الفور. ثم يعمل مدير المطعم على تصحيحها والتأكد من تدريب عضو الطاقم الذي صنع البيتزا حتى لا يحدث [الخطأ] مرة أخرى،"
كل قضمة مهمة
يقول لصحيفة سيتي تايمز في مقابلة: "يجب أن تكون كل قضمة مكتملة، بمعنى أنه إذا كان من المفترض أن تحتوي البيتزا على خمس مكونات مختلفة، فيجب أن يتذوق العميل تلك المكونات في كل قضمة".
أثناء الحديث مع فايديا، اكتشفنا حبه للاختصارات، فهو يقول: إن كل ذلك هو جزء من وعد (ع.ع).وهو ويريد من جميع موظفيه (ت.ن.و) ويشير اختصار (ع.ع) إلى "عودة العميل". ويوضح: أقول لفريقي أنه يجب عليهم الاهتمام بكل العملاء حتى لا يفكر كل عميل إلا في العودة. كما يعني اختصار (ت.ن.و) إلى "تجاوز نداء الواجب". وعندما تطبق "تجاوز نداء الواجب"، ستحصل على "عودة العميل" بشكل طبيعي. وإذا اعتنيت بـ"عودة العميل"، فإن العائد على الاستثمار سوف يعتني بنفسه.
كما يقول ضاحكاً: "وفيما يتعلق بالتوظيف، فنحن نقوم بتوظيف "بي اتش دي" (حاملي الدكتوراه) فقط، وأنا أعرّف هؤلاء بأنهم أشخاص لديهم شغف ورغبة ودافع".
ويوضح فايديا أن الشركة هي واحدة من أكبر ثلاث شركات في السوق إلى جانب دومينوز وبيتزا هت. ويضيف: "الحقيقة هي أننا الثلاثة معاً نمثل أكثر من 300 مطعم في الإمارات العربية المتحدة. لذا، فالأمر ليس سهلاً، ولكن طالما أننا ننفذ خططنا بشكل صحيح، فسنضمن سلامة مجالنا".
عمل في مجال المطاعم لمدة 38 عاماً تقريباً؛ لكن أول لقاء له مع هذه الصناعة لم يكن من باب الشغف بل من باب الضرورة. فعندما كان يدرس في الكلية في أحمد آباد بالهند للحصول على درجة البكالوريوس في الرياضيات، قرر أن يعمل في مجال خدمة الزبائن. ويقول: "لقد أدركت بسرعة أن أفضل طريقة للنجاح في هذه الصناعة هي الاهتمام بالعملاء. وكانت نقطة الجذب الأولى لي تجاه هذه الصناعة هي الحصول على المال. وأدركت عندها أنني إذا اعتنيت جيداً بطاولة مليئة بالعملاء، فسوف يتركون لي إكرامية جيدة، وهكذا بدأت حياتي".
ومع استمراره في العمل، بدأ يلاحظ فجوات أخرى في السوق، ومع نموه في الوظيفة ودراسته لإدارة الأعمال، أصبح يستوعب كيف يمكن تطبيق ما تعلمه عملياً. وبعد بضع وظائف، انجذب فايديا إلى الشرق الأوسط، وعندما اشترت شركة ليفانت كابيتال حقوق الامتياز لعلامة البيتزا الأمريكية بابا جونز في المنطقة، استثمر في المشروع وانتقل من مكان عمله في البحرين إلى الإمارات العربية المتحدة لتنمية استثماراته.
ومن الواضح أن الدروس التي تعلمها على مر السنين أتت بثمارها، بحيث أن سلسلة مطاعم "باباجونز" انتقلت من 45 فرعاً إلى 140 بعد انضمامه إلى الفريق، وما زالت مستمرة في النمو.
وأحد الأسباب الرئيسية لهذا النمو هو التزامه بالابتكار. ففي هذا العام فقط، قدمت الشركة منتجين جديدين لعملائها. "لقد قدمنا بيتزا تسمى "Crispy Parm Pizza". ابتكرنا بيتزا رقيقة ومقرمشة ووضعنا الجبن في أسفل القشرة، حيث تحصل على بيتزا مع جبن عادي في الأعلى، وموزاريلا والمكونات الأخرى مع طبقة من جبن البارميزان البني الذهبي المقرمش في الأسفل. وكان الطعم مذهلاً؛ وقد تلقت تقييماً ممتازاً من عملائنا.
و أضاف الرئيس التنفيذي بفخر: "أطلقنا بيتزا شاورما الدجاج قبل عدة أسابيع؛ حيث قمنا بإضافة توابل الشاورما، كما قدمنا المخللات كإضافة. وكان الابتكار الأساسي هو أننا قدمنا رشة من صلصة الثوم فوقها. ومنذ اليوم الأول، كانت المبيعات هي ضعف ما توقعناه".
قيادة الفريق
إذا كان الفريق هو حجر الأساس في نجاح أي مؤسسة، فإن قائده هو القوة الدافعة. وفي مواكبة لمتطلبات السوق والاحتياجات الداخلية لموظفيه، تعلم فايديا شيئاً أو اثنين عن الإدارة.
ويقول: "أعظم شيء تعلمته هو أن القائد لابد أن يكون مستمعاً جيداً. وإذا لم يفعل ذلك، فإنه يرتكب خطأً فادحاً في حق نفسه، وفي حق المؤسسة، وفي حق الفريق بأكمله.
"يجب أن تتأكد من أن الأشخاص من حولك أذكياء، ثم عليك الاستماع لهم، وعندما تفعل ذلك، فأنت تعمل على تحسين الموارد المتاحة تحت إمرتك ومن ثم تتحسن قدراتك على اتخاذ القرار، بالإضافة إلى أن القرارات التي تتخذها ستتحسن بشكل كبير".
إن الأمر برمته يتعلق بتلك النسب الصغيرة المزعجة - إذا حصلت على القياسات الصحيحة تماماً، سواء كان الأمر يتعلق بشريحة بيتزا أو نمو عمل تجاري، فسيكون لديك وصفة مضمونة للنجاح.