إهمال العلاج يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها
إهمال العلاج يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها

الإمارات: "العين الكسولة"وأهمية الفحوصات الدورية للأطفال

تُعرف هذه الحالة طبياً باسم الغمش حيث لا تستطيع العين الرؤية بشكل سليم حتى مع استخدام النظارات التصحيحية
تاريخ النشر

ينصح الأطباء في الإمارات الآباء بإجراء فحوصات دورية للعين لأطفالهم، خاصة في السنوات الأولى من حياتهم. ويلعب هذا دوراً حاسماً في تحديد وعلاج حالة "العين الكسولة" قبل أن تتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها.

وتُعرف هذه الحالة طبياً باسم الغمش، حيث لا تستطيع العين الرؤية بشكل سليم حتى مع استخدام النظارات التصحيحية، وفقاً للأطباء.

في مختبر "روكرز" للرؤية بجامعة نيويورك أبوظبي، يدرس الباحثون كيفية معالجة الدماغ للإدراك البصري، وخاصة الحركة والعمق.

ويقوم عملهم على تعزيز فهم وظائف المخ والمعالجة الحسية، ويساهم في علاج الحالات البصرية مثل ضعف البصر.

ووفقاً للموقع الرسمي لجامعة نيويورك أبوظبي: "يساعد البحث في الكشف عن وظيفة وبنية النظام البصري في الدماغ، ويوفر لنا نموذجًا لفهم المعالجة الحسية بشكل عام، ويساهم في علاج ضعف الإدراك مثل الغمش (العين الكسولة)".

في هذه الأثناء، أكد متخصصون في الرعاية الصحية في الدولة أن حالة "العين الكسولة" تؤثر عادة على عين واحدة (أحادية الجانب)، ولكنها قد تؤثر في بعض الأحيان على كلتا العينين (ثنائية) في الحالات الأكثر شدة.

وقال الدكتور وسام شرف الدين، استشاري طب العيون في نوفوميد: "تشير التقديرات إلى أن الغمش يؤثر على حوالي 2-3 في المائة من الأطفال في جميع أنحاء العالم. وفي الإمارات، من المرجح أن يكون هذا الرقم مماثلاً، حيث أن الحالة شائعة على مستوى العالم. لذلك، من الأهمية بمكان أن يأخذ الآباء أطفالهم لإجراء فحوصات العين بانتظام، خاصة إذا لاحظوا أيًا من هذه الأعراض. يمكن أن يؤدي الاكتشاف المبكر إلى تحسين النتائج بشكل كبير".

الدكتور وسام شرف الدين
الدكتور وسام شرف الدين

وأضاف: "إن علاج ضعف البصر يكون أكثر فعالية إذا تم اكتشافه مبكراً، ويفضل قبل سن السابعة. ويصبح العلاج أكثر صعوبة مع تقدم الطفل في العمر، ولكن حتى الأطفال الأكبر سنًا يمكنهم الاستفادة من العلاج في بعض الحالات".

التعرف على متلازمة العين الكسولة

وأكد الأطباء أن الوالدين يمكنهم التعرف على متلازمة العين الكسولة من خلال ملاحظة العديد من العلامات الرئيسية بما في ذلك الحول المتكرر أو تفضيل عين واحدة بشكل مستمر، مما قد يشير إلى وجود مشكلة في الرؤية.

وقد تشمل العلامات أيضاً الصداع المستمر وإجهاد العين، وخاصة بعد أداء المهام التي تتطلب جهدًا بصريًا، مثل القراءة لفترات طويلة.

وقال الدكتور محمد وصفي، استشاري طب العيون في مستشفى جامعة ثومبي: "بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون تدلي الجفن سببًا لمشاكل بصرية في العين. قد يعاني الأطفال المصابون بالكسل البصري أيضًا من صعوبة في إدراك العمق، أو صعوبة في الحكم على المسافات أو التقاط الكرة. يمكن أيضًا أن يرتبط سوء محاذاة العينين، أو الحول، (عندما لا تتماشى العينين بشكل صحيح مما يتسبب في دوران إحدى العينين في اتجاه مختلف عن الأخرى) بهذه الحالة".

 الدكتور محمد وصفي
الدكتور محمد وصفي

من المهم أن ندرك أن ضعف الرؤية في إحدى العينين قد لا يكون واضحًا دائماً للآباء، مما يؤكد الحاجة إلى إجراء فحوصات العين بشكل منتظم.

وأضاف وصفي: "عادة ما يحدث هذا بسبب أمراض العين الكامنة التي تظهر منذ الولادة أو تلك التي تتطور أثناء الطفولة المبكرة. ولا يرتبط هذا المرض بعوامل بيئية أو نمط حياة. وغالبًا ما تمر هذه الحالة دون أن يلاحظها الآباء لأن الأطفال الصغار قد يجدون صعوبة في التعبير عن ضعف الرؤية في إحدى العينين، خاصة إذا كانت العين الأخرى تعمل بشكل طبيعي. وهذا يعني أنه قد يتم تجاهل المشكلة حتى تصبح أكثر وضوحًا".

وأشارت الدكتورة ألينا موغناني ديزا، أخصائية طب العيون في "باراكير" بالإمارات ، إلى أن "العين الكسولة" قد تكون أيضًا مؤشرًا على مشاكل صحية أخرى بالإضافة إلى ضعف البصر.

الدكتورة ألينا موغناني ديزا
الدكتورة ألينا موغناني ديزا

وقالت: "العين الكسولة، وهي حالة تؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، تم وصفها سابقًا بأنها مشكلة مرتبطة بالرؤية، لكن الأدلة تكشف عن وجود صلة أعمق بين الحالة ومجموعة واسعة من الأمراض والحالات المزمنة".

وأضافت أن "الاضطرابات العصبية، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد، وأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، لها ارتباط بهذه الحالة. وقد تساهم الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري في تطور "العين الكسولة" من خلال الالتهاب الجهازي".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com