موسم العطلات يرقع الأسعار
موسم العطلات يرقع الأسعار

الطلب المتزايد يرفع أسعار تذاكر الطيران في الإمارات

يؤدي ارتفاع أعداد المسافرين إلى زيادة الطلب على الرحلات الجوية مما يتيح لشركات الطيران والفنادق زيادة أسعارها
تاريخ النشر

مع اقتراب موسم السفر في نهاية العام، ينشغل المقيمون والمغتربون في دول مجلس التعاون الخليجي بالتخطيط لقضاء العطلات أو العودة إلى أوطانهم. ومع ذلك، أصبحت أسعار تذاكر الطيران إلى بعض الوجهات الأكثر شعبية بالنسبة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي أعلى هذا العام.

ومن المرجح أن تكون أسعار التذاكر أعلى بنسبة 10.81% في المتوسط مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفي الوقت نفسه، فإن أسعار تذاكر الطيران إلى الكويت هي الاستثناء الوحيد، حيث انخفضت بنسبة 7.33% عن الشتاء الماضي.

وقال مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في "ويجو"، إن ارتفاع الأسعار هو نتيجة لتوقعات بارتفاع أسعار الوجهات العشر الأولى للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح مأمون أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى عدة عوامل، منها ارتفاع الطلب على السفر، والضغوط التضخمية، وارتفاع تكاليف الوقود. وقد قامت شركات الطيران بتعديل الأسعار لموازنة الطلب المتزايد مع ارتفاع النفقات التشغيلية.

وقال مأمون إن البيانات تكشف أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي حريصون على زيارة وجهات شهيرة مثل لندن وباريس ودبي، "ما يعكس التعافي المستمر والنمو في قطاع السفر العالمي، حتى مع ارتفاع تكلفة السفر الجوي".

وبحسب تطبيق ويجو للسفر والتسوق الإلكتروني، تعد القاهرة المدينة الأكثر شعبية بين المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي. وتأتي جدة وإسطنبول وكوتشين وبانكوك ولاهور ولندن ودبي والكويت في المراكز العشرة الأولى من حيث أكثر المدن بحثًا، وفقًا لبيانات البحث الخاصة بـ ويجو حتى الآن. ويُنصح المسافرون إلى هذه الوجهات بحجز التذاكر في أقرب وقت ممكن لتجنب المزيد من ارتفاع الأسعار.

ويشعر المقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يستعدون لرحلاتهم للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، بالفعل بتداعيات هذا الارتفاع في الأسعار.

قال "أنطونيو ديسيبولو"، الذي حجز تذاكره إلى مانيلا: "تميل أسعار تذاكر الطيران إلى الارتفاع بشكل ملحوظ خلال شهر ديسمبر بسبب الطلب خلال موسم الذروة. هذه المرة، لاحظت أن الأسعار مرتفعة قليلاً مقارنة برحلتي الأخيرة. ولكن لم يكن هناك ما يمكنني فعله حيث كنت أرغب في أن أكون مع عائلتي خلال موسم الأعياد".

قام الفلبيني البالغ من العمر 45 عامًا بحجز تذاكره مسبقًا تحسبًا لارتفاع الأسعار. "إن الحجز قبل موعد السفر بفترة أطول يؤدي عادةً إلى ارتفاع الأسعار، والتي قد تختلف من شركة طيران إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك، من المهم مقارنة الأسعار بين شركات الطيران، حيث يمكن أن تختلف بشكل كبير."

صُدمت المغتربة المصرية حسين محمود عندما رأت أن أسعار تذاكر الطيران إلى القاهرة تضاعفت تقريبًا. في آخر مرة سافرت فيها إلى وطنها، كلفت رحلة ذهاب وعودة في يوليو 1830 درهمًا إماراتيًا. "لكن الآن، عندما استفسرت من نفس شركة الطيران، وجدت أن سعر التذكرة في اتجاه واحد هو 1155 درهمًا إماراتيًا".

وحول سبب ارتفاع الأسعار، قال "جيفري سالاتان"، الرئيس التنفيذي لشركة "جيف ترافيل": "ترتفع الأسعار عادة خلال فصل الشتاء بسبب زيادة الطلب، بسبب عدة عوامل. ومن الأسباب الرئيسية لذلك العطلة المدرسية الشتوية، التي تتزامن مع الأعياد الكبرى مثل عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وغالباً ما تعتبر هذه الفترة مثالية لقضاء العطلات العائلية أو زيارة الأحباء، مما يجعلها وقتاً شائعاً للسفر الجماعي.

"إن ارتفاع أعداد المسافرين خلال هذا الموسم يؤدي إلى زيادة الطلب على الرحلات الجوية والإقامة وباقات العطلات، مما يسمح لشركات الطيران والفنادق ووكالات السفر برفع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، ومع قلة التوافر بسبب ارتفاع الحجوزات، ترتفع الأسعار بشكل طبيعي حيث يتنافس الناس على أفضل الخيارات. هذه العوامل تجعل الشتاء أحد أكثر الأوقات ازدحامًا وتكلفة للسفر."

رؤى السفر في الشتاء

وتشير بيانات ويجو إلى أن قدرًا كبيرًا من الاهتمام بالوجهات السياحية الرئيسية ينبع من أعداد المغتربين المصريين والهنود الكبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي. ومن المتوقع أن يستغل المغتربون من مصر والهند عطلة نهاية العام لزيارة بلدانهم الأصلية.

وتسلط أبحاث ويجو الضوء على الاهتمام المتزايد بين المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي بأوروبا كوجهة رئيسية لقضاء العطلات في نهاية العام. وفي حين تظل لندن وجهة مفضلة على الدوام، وذلك بفضل سهولة الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين يمكنهم الحصول على تصريح سفر إلكتروني (ETA)، تكتسب مدن أوروبية أخرى شعبية بسبب تجاربها الفريدة وسهولة الوصول إليها.

تعد موسكو، بمناظرها الطبيعية الشتوية الساحرة وتراثها الثقافي الغني، خيارًا جذابًا للمسافرين الذين يبحثون عن أجواء شتوية ساحرة. وفي الوقت نفسه، برزت مدن مثل باكو وتبليسي كخيارات جذابة، حيث توفر مزيجًا من وسائل الراحة الحديثة والتاريخ الغني، وكل ذلك على مسافة قصيرة من دول مجلس التعاون الخليجي. تستغرق الرحلات الجوية المباشرة إلى هذه الوجهات عادةً أقل من 4 ساعات، مما يجعلها مثالية للهروب السريع والخالي من المتاعب.

بالإضافة إلى ذلك، تواصل المدن العالمية مثل ميلانو وباريس جذب المسافرين الباحثين عن تجربة تسوق عالمية المستوى، وتناول الطعام الفاخر، والاحتفالات الاحتفالية. وتوفر سحر هذه المدن خلال موسم الشتاء، من أسواق العطلات إلى الفعاليات الثقافية، للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي ملاذًا راقيًا واحتفاليًا.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com