خبرات إيجابية وسلبية لمستخدمي التطبيقات
خبرات إيجابية وسلبية لمستخدمي التطبيقات

خداع وأمل: تجارب سكان دبي في "العلاقات" الإلكترونية

تدني عدد الصادقين في العالم الافتراضي بشأن شكلهم ووضعهم المالي ونواياهم الحقيقية
تاريخ النشر

قد تعتقد أن المواعدة في مدينة مزدحمة مثل دبي - موطن الملايين من الأشخاص من كل بقاع العالم - أمراً سهلاً وأنك ستتمتع بلحظة مثالية و لقاء لطيف، ومع وجود تطبيقات المواعدة التي تتيح لك ذلك ببساطة لتخطي الإحراج الناتج عن محاولة الدردشة مع شخص غريب، ما الذي يمكن أن يحدث؟ الكثير! كما يقول السكان.

علق أحد الوافدين مازحاً: "إن المواعدة صعبة للغاية في الوقت الحاضر، ويجب أن توصف بأنها رياضة عنيفة". وتحدثت صحيفة "الخليج تايمز" إلى شريحة واسعة من السكان الباحثين عن الحب وسط تحديات لعبة المواعدة الحديثة - وكانت الردود تعكس خبرات إيجابية ومروعة بالقدر نفسه.

مصداقية متدنية

كانت المواعدة في دبي صعبة بالنسبة ل (مات) البالغ من العمر 35 عاماً بسبب "المخادعين" - وهو مصطلح يستخدم لوصف أولئك الذين يتظاهرون بأنهم أشخاص مختلفون عن الواقع على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الظهور بمظهر أكثر قبولاً وجاذبية. ووفقاً للمصمم الإيطالي، فإنه يشعر بخيبة أمل عندما تبدو النساء في ملفاتهن الشخصية أفضل من شكلهن في الواقع. وقال: "خرجت في مواعيد قليلة مع نساء لا يشبهن صورهن على الإطلاق، ربما كانت بعض تلك الصور قديمة ولم يكلفوا أنفسهم عناء تحديثها، شعرت أنه تم خداعي بتلك الصور".

من جانبها، قالت الكاتبة الهندية "إم دي"، البالغة من العمر 23 عاماً، إنها تشعر بالتسلية عندما يكذب الرجال بشأن طولهم وأعمارهم على تطبيقات المواعدة، "أعتقد أنه لأمر غريب - عندما نلتقي في نهاية المطاف، سأستطيع أن أميز أن هذا الشخص طوله ليس ستة أقدام، بالإضافة إلى ذلك، لماذا قد يكذب أي شخص بشأن شيء أساسي كهذا؟ أن تبدو صادقاً أهم من أن تكون طويل القامة".

وتعيش مدربة الجمباز البريطانية "سارة ديل" البالغة من العمر 46 عاماً في دبي منذ ستة أشهر وقد ظلت تواعد لحوالي أربعة أشهر.وقالت: "إن الخداع الذي تعرضت له ليس جسدياً، بل عاطفياً، القليل جداً من الناس صادقون بشأن ما يبحثون عنه، فهم يقولون في ملفهم الشخصي على سبيل المثال أنهم يبحثون عن علاقة طويلة الأمد، لكنهم في الواقع يريدون علاقة عابرة فقط، لا بأس إذا كان هذا ما يريدونه، ولكن لماذا يكذبون بهذا الشأن؟".

سارة ديل
سارة ديل

خدعة طويلة الأمد

بالطبع هناك المحتالون الفعليون - أولئك الذين تمت صياغة مصطلح "المخادعين" عليهم في الأصل والذين يقومون بإنشاء ملفات تعريف مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لخداع الآخرين للحصول المال.

بالنسبة لـ "اس بروكتر" ، هذا هو السبب في أن تجربته في المواعدة في دبي على مدى العامين الماضيين كانت قد "باءت بالفشل أكثر من النجاح". وقال البريطاني العامل في مجال التكنولوجيا البالغ من العمر 42 عاماً: "يهيمن المحتالون على التطبيقات، لذا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للعثور على شخص "حقيقي".

إس بروكتور
إس بروكتور

"محمد أ.س"، مدير مبيعات أردني، مر بنفس التجربة المؤسفة مع الاحتيال عبر الملفات الشخصية، قال الشاب البالغ من العمر 26 عاماً: "تبين أن معظم النساء اللاتي حاولن التواصل معي كانوا محتالات، الآن، لم أعد أستخدم التطبيقات، سأترك الأمر للقدر، إذا كان مقدراً لي ذلك، فسيحدث، وإذا لم يحدث ذلك، فسأعيش وحدي وأربي بعض القطط".

شاركت "أندينق" موظفة إدارية في شركة خاصة كيف حاول أحد الأشخاص الذين التقت بهم على تطبيق مواعدة أن يطلب منها المال تقريباً على الفور. ضحكت قائلة: "لم يمر ساعة واحدة على المحادثة حتى طلب مني المال". وأضافت الفلبينية البالغة من العمر 26 عاماً: "يجب أن أعترف بأنني شعرت بالإطراء قليلا لأنه يعتقد أن لدي مال".

فقدان اللباقة

أحد أكبر الشكاوى المتعلقة بمحاولة العثور على الحب عبر التطبيقات تدور حول أن الكثير من الأشخاص يكونون عديمي الذوق - أو فظين تماماً. يقول البعض، نسي الجميع أمر المغازلة أو الصبر. في كثير من الأحيان، يتعامل هؤلاء الغرباء بطرق غير لائقة على الإطلاق منذ الرسالة الأولى، حتى قبل أن يقولوا مرحباً.

روت محررة وسائل التواصل الاجتماعي "إن آر"، وهي هندية تبلغ من العمر 26 عاماً وتعيش في دبي، كيف أن شخصاً كانت تقابله ذات مرة لم يكلف نفسه عناء إلقاء التحية. كانت رسالته الأولى تقول: "لننتقل إلى صلب الموضوع : هل نتقابل في بيتي أم بيتك؟" وقالت: "لقد شعرت بخيبة أمل ولكن لم أشعر بالصدمة". "لقد جعلني أرغب في ترك التطبيقات من جديد. لقد تخلصت منه على الفور لأنني لم أرغب في إضاعة وقتي".

يقول السكان إن بعض الأشخاص الذين يختبئون خلف شاشاتهم يعتقدون أن بإمكانهم قول ما يريدون، إنهم يستغلون ميزة عدم الكشف عن هويتهم التي توفرها التطبيقات ويعتقدون أن ذلك يعفيهم من المساءلة.

"ن. أ"، محامٍية تبلغ من العمر 23 عاماً وتعيش في دبي منذ 13 عاماً، بدأت مؤخراً في استكشاف تطبيقات المواعدة في دبي، وتعبيراًِ عن إحباطها، قالت الأمريكية من أصل أفريقي: "إنها تجربة سطحية للغاية، ذات مرة، أثناء محاولتي التعرف على رجل ما، سألته عن عمله وكان رده: "هل تسألين هذا السؤال للمصلحة المادية ؟" لم أستطع معرفة لماذا كان يتصرف بهذه الغرابة، أردت فقط أن أعرف طبيعة عمله".

وفي الجانب الآخر، "إيفان أ"، المهندس الذي يعيش في دبي منذ أربع سنوات، يعاني للعثور على شخص يمكنه التواصل معه عاطفياُ. قال الأوكراني البالغ من العمر 38 عاماً: "إن الأشخاص الذين التقيت بهم يفتقرون إلى الذكاء العاطفي، معظمهم يريدون المتعة فقط ولا يهتمون بالتعمق أبداً".

وقالت "دانابيل جوتيريز"، وهي كاتبة فلبينية تبلغ من العمر 39 عامًا وتعيش في دبي: "مما لا يدعم الأمر أيضاً أن معظم الناس - من ضمن ثقافة المواعدة الحديثة - يسعون فقط للاستفادة من العلاقة دون الرغبة في تحمل المسؤولية والالتزام المصاحبين لها، حيث يرى معظم الناس أن المواعدة أمر وقتي وعابر ويتجلى ذلك في كيفية تعاملهم مع العلاقات - كما لو كنا نقول، نحن نتواعد في الوقت الحالي فقط، هنا فقط ، فقط إلى أن..." وأضافت أنه من الصعب مقابلة شخص يريد الالتزام بأي شيء على المدى الطويل لأن "معظمهم يريدون فقط السير مع التيار".

دانابيل جوتيريز
دانابيل جوتيريز

لوم الخوارزمية

أعادت تطبيقات المواعدة منذ فترة طويلة تعريف كيفية لقاء الأشخاص ووقوعهم في الحب، ولكن هناك أيضاً وعي متزايد بأنها صارت أمراً تجارياً بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتظل وسائل مربحة عبر استغلال يأس كل من يشعر بالوحدة .

قالت "ح. إسماعيل"، مدربة صحة مصرية تبلغ من العمر 30 عاماً إن الخوارزمية تظهر لي ملفات شخصية فقط لأشخاص ليس لدي أي شيء مشترك معهم وقالت : "إنه أمر مزعج للغاية عندما يحدث ذلك. يبدو الأمر كما لو أنها تعرض لي تلك الملفات الشخصية عن قصد لكي أكون مضطرة للدفع مقابل الاشتراك، وعندما دفعت للاشتراك بالفعل، ظهرت لي ملفات شخصية أفضل".

يتفق معها "آدم"، مدير الموارد البشرية في شركة خاصة. وقال الهندي البالغ من العمر 32 عاماً أنه كان يستخدم تطبيقات المواعدة لكنه لم يعد يستخدمها الآن. : "تدفعك تلك التطبيقات نحو الاشتراك والدفع لتتلقى أقل قدر من النتائج، ولكني الآن أقابل أشخاصاً في المناسبات الاجتماعية، وقد يتم التوافق هناك أحياناً".

توقعات رائعة

لاحظ السكان أيضاً أنه ، بعد كل ما قيل، لا تزال هناك مسألة التوافق - والتوقعات التي تتغير مع تقدم العمر وفصول الحياة.

"هاشم أ". يبحث عن "شخص يخطط للمستقبل ويعرف ما يريد". قال الطالب الإماراتي البالغ من العمر 20 عاماً : "لقد توقفت عن المواعدة في الوقت الحالي لأنها قد تكون مكلفة أحياناً، إن بعض من واعدتهن أردن الذهاب إلى أماكن غالية جداً بالنسبة للطلاب".

وتبحث المغتربة الصينية "بي وين" عن شخص يمكنها بناء أسرة معه. وقالت المساعدة التنفيذية البالغة من العمر 35 عاماً: "إنني الآن في مرحلة من الحياة حيث أتمنى أن أتخطى مرحلة المواعدة وأتوجه مباشرة إلى الزواج. أنا مستعدة للاستقرار، لذلك أنا أواعد بنية الزواج، إنه لأمر محزن للغاية أن معظم الرجال في عمري ليسوا مستعدين بعد".

وقالت إحدى الوافدات التايوانية البالغة من العمر 48 عاماً (التي رغبت في عدم الكشف عن هويتها) إنها تبحث عن علاقة غير رسمية لأنها مطلقة حديثاً: "أريد المواعدة والاستمتاع بصحبة شخص ما دون ضغوط والتزام في علاقة، لكنني لا أتلقى الكثير من الإعجاب أو التطابق على التطبيقات. ولأنني أكبر سناً، فإن خيارات المواعدة محدودة بالنسبة لي ، ويبدو أيضاً أن معظم الرجال يفضلون مواعدة النساء الأصغر سناً بكثير من النساء في سنهن.

بقعة ضوء

في حين أن المشهد يبدو كئيباً بعض الشئ، إلا أنه ليس حزيناً و مظلماً تماماً. تحدث بعض الأزواج في دبي عن كيفية لقائهم عبر تطبيقات المواعدة حيث قاموا ببناء علاقات سعيدة وطويلة الأجل مع بعضهم البعض.

فقد التقى "سيف ولورا" عبر تطبيق مواعدة منذ سبع سنوات، وكان سيف، وهو ممثل كوميدي يبلغ من العمر 34 عاماً، مقيماً في العين عندما التقى بزوجته الحالية، وهي مغنية أرجنتينية، وبما أنها كانت تقيم في دبي، كان ينتقل الى دبي مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لرؤيتها، وقال المقيم الأمريكي إن المواعدة في دبي لم تكن صعبة بالنسبة له لأنه فاز بالجائزة الكبرى من المحاولة الأولى : "لقد كانت رفيقتي الأولى والوحيدة في دبي".

لورا رودشينكو وسيف راسموسون
لورا رودشينكو وسيف راسموسون

والتقى الزوجان الأمريكيان، "ليا ولوك" عبر تطبيق للمواعدة منذ 10 سنوات تماماً كما في فيلم حرب النجوم. كانت ليا تعمل وكيلة مبيعات عبر الهاتف لشركة عقارية في دبي عندما التقت ب لوك الذي كان لا يزال في الولايات المتحدة في ذلك الوقت. ويبلغ عمر الزوجين 36 عاماً، وهما متزوجان منذ سبع سنوات، ويعيشان الآن في الولايات المتحدة مع قطتيهما.

لوك هـ وليا هـ.
لوك هـ وليا هـ.

"جيسم"، مديرة عمليات فلبينية تبلغ من العمر 31 عاماً، التقت بزوجها من خلال التطبيقات أيضاً، لقد ظلا معاً لمدة تسع سنوات حتى الآن، متزوجان منذ أربع سنوات، ويعيشان في دبي مع قططهما الثلاث وكلب واحد. ومع ذلك، قالت جيسم أنه قبل مقابلة لوك، وهو مغترب بريطاني يبلغ من العمر 31 عامًا ويعمل في مجال النشر، إن العملية كانت صعبة للغاية. "تبين أن جميع الأشخاص الآخرين الذين تواصلت معهم عبر التطبيقات كانوا مريبين. كنت حريصة على دفع فواتيري لوحدي في كل مرة، حتى لا يكون لهم حجة ضدي."

لوك س. وجيسم س.
لوك س. وجيسم س.

(*تم حجب بعض الأسماء بناءً على طلبهم لحماية هويتهم.)

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com