غالباً ما تكون رحلة سن اليأس محفوفة بالمفاهيم الخاطئة والقلق والافتقار إلى الدعم الشامل، ومع ذلك، يمكن أن تكون فترة تحولية هامة للعديد من النساء إذا تم التعامل معها بالمعرفة والتوجيه المناسبين. وهنا يأتي دور دليل العافية الشامل.
"جايو لويس" أحد المحترفات في هذا المجال، والتي كانت مسيرتها لتصبح مدربة معتمدة متخصصة في انقطاع الطمث تقدماً طبيعياً مرتبطاً بالتطور الشخصي والمهني.
وقالت لويس، المدربة المعتمدة والمدافعة عن صحة النساء خلال سن اليأس : "في البداية، كنت أعمل كمدربة صحية متخصصة في التغذية والعلاج الطبيعي، وقابلت عميلات يواجهن أعراض ما قبل انقطاع الطمث. على الرغم من أن هذه التجارب شائعة، إلا أن العديد من النساء شعرن بالانفصال عن رحلتهن خلال هذه المرحلة من الحياة وواجهن صعوبة في فهم الأسباب وراء هذه التغييرات".
حينها قررت لويس تعزيز مهاراتها لتصبح مدربة متخصصة في انقطاع الطمث. ألهمها هذا القرار لاستكشاف المجال بشكل أعمق وتقديم مساعدة مخصصة للنساء في سن اليأس.
وأضافت: "لقد لعبت خبرتي السابقة كمدربة صحة وتغذية وعلاج طبيعي دوراً حاسماً في هذا التحول، حيث ركزت على النظر في جوانب مختلفة من نمط حياة الفرد وبيئته وصحته العامة بدلاً من مجرد معالجة الأعراض".
تدمج لويس استراتيجيات متنوعة تلبي الجوانب الجسدية والعاطفية والنفسية لتجارب انقطاع الطمث. كما تركز على التغييرات الغذائية وممارسة الرياضة وإدارة الإجهاد والعلاجات الطبيعية. يساعد هذا النهج الشامل النساء على التعامل مع انقطاع الطمث ببساطة وحيوية، حيث يعتبرنها فترة للنمو بدلاً من كونها مجموعة من العقبات التي يجب التغلب عليها.
وأضافت: "يظل هدفي الرئيسي ثابتاً: تمكين النساء من فهم أجسادهن واتخاذ قرارات مدروسة بشأن صحتهن وتقبل انقطاع الطمث كمرحلة طبيعية ومفيدة في حياتهن".
خرافات انقطاع الطمث
يعتقد الكثير من الناس أن انقطاع الطمث يتعلق فقط بالشعور بنوبات الحرارة، متجاهلين الأعراض الأخرى مثل تقلبات المزاج واضطرابات النوم والتغيرات المعرفية. ويمكن لهذا الرؤية المحدودة أن تردع النساء عن طلب الرعاية التي يحتجن إليها. وهناك اعتقاد آخر بأن انقطاع الطمث يؤدي إلى الشيخوخة وتدهور الصحة. على الرغم من أنه يدل على التغيير، إلا أن انقطاع الطمث يمكن أن يكون فترة تجديد مع التعديلات الصحيحة على نمط الحياة. يرى البعض أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) هو العلاج الوحيد، متجاهلين العلاجات غير الهرمونية وتعديلات نمط الحياة التي يمكن أن تعالج الأعراض بشكل فعال.
دحض الأسطورة
تقوم لويس بانتظام بإعداد وتعديل الوصفات لتشمل المكونات التي تفيد النساء في سن اليأس على وجه التحديد. وتشمل هذه الأطعمة كل ما هو غني بالإستروجين النباتي والكالسيوم وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعد ضرورية لإدارة أعراض انقطاع الطمث وتعزيز الصحة العامة.
قالت لويس: "أقدم مجموعة كبيرة من النصائح والحيل الغذائية من خلال قناتي على اليوتيوب، مع التركيز على أن التغذية يمكن أن تكون لذيذة ومفيدة في نفس الوقت. وأشرح بالتفصيل كيف تكون بعض المكونات مفيدة، وكيف يمكنها تخفيف أعراض معينة، وطرق دمجها في الوجبات اليومية. وهذا يساعد المشاهدات على فهم القيمة الغذائية لاختياراتهن الغذائية".
يمكن أن تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي المرحلة الأولى من انقطاع الطمث، لمدة تصل إلى 10 سنوات قبل انقطاع الطمث الفعلي. هذه هي المرحلة التي تظهر فيها معظم الأعراض. يتم تعريف انقطاع الطمث نفسه بأنه مرور عام كامل دون نزول الدورة الشهرية.
وأضافت لويس: "ولإدارة الأعراض بشكل فعال والاستفادة من هذا التحول الطبيعي، أنصح النساء بالبدء في إجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة من سن 38 عاماً تقريباً. ويمكن أن يساعد هذا النهج الاستباقي في التخفيف من الآثار السلبية وضمان رحلة أكثر سلاسة خلال انقطاع الطمث".
انتقلت لويس إلى دبي في عام 2011، وقد جذبتها الفرص المتنوعة وفرصة بدء فصل جديد في حياتها. وكان للحب دور مهم في اتخاذها لهذا القرار، حيث كان زوجها مقيماً في دبي.
واختتمت لويس حديثها قائلة: "لقد عرفنا بعضنا البعض منذ أيام الجامعة، وقد ساعدني ارتباطنا العميق في اتخاذ قرار الانتقال بسهولة أكبر. لقد كان وجوده في دبي والآفاق الواعدة هنا مثالياً، مما دفعني إلى الشروع في هذه الرحلة المثيرة".