أطباء: تجنب العلاج الذاتي للحساسية الموسمية في الإمارات
يرحب سكان دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً ببداية أشهر الشتاء الباردة، ولكن هناك من يعانون من أمراض موسمية مثل الحساسية والالتهابات.
ومن بين هؤلاء ندى، وهي مواطنة تبلغ من العمر 34 عاماً وتقيم في دبي وتمارس الرياضة بانتظام. وهي تستمتع بالركض في الهواء الطلق وممارسة الرياضات الخارجية في فناء منزلها. ومع ذلك، فإنها تكافح خلال فصل الشتاء للحفاظ على روتين التمارين الرياضية لأن الهواء البارد يهيج أنفها، مما يؤدي إلى سيلان الأنف والعطاس المستمر بعد التمرين. وبعد استشارة الطبيب، علمت أنها تعاني من الحساسية ووصف لها مضاد الهيستامين.
تعاني ندى من التهاب الأنف التحسسي، وهو التهاب يصيب الممرات الأنفية. ويؤدي هذا الالتهاب إلى تهيج وزيادة إنتاج المخاط. وغالبًا ما تشمل الأعراض سيلان الأنف والعطاس واحتقان الأنف. وقد ينشأ التهاب الأنف من أسباب مختلفة، بما في ذلك الحساسية أو العدوى أو المهيجات.
وفي حالة أخرى، تم تشخيص إصابة محمد، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 35 عامًا ويعاني من حساسية الأنف المزمنة، بالتهاب الأنف التحسسي المزمن. واكتشف إصابته بحساسية من عث الغبار المنزلي بعد فحص شامل واختبار وخز الجلد. وشعر محمد بتحسن بعد استخدام استراتيجيات تجنب المواد المسببة للحساسية واستخدام الكورتيكوستيرويدات الأنفية. بالإضافة إلى ذلك، خضع للعلاج المناعي عن طريق الفم، مما أدى إلى تحسن كبير في جودة نومه ووظيفته بشكل عام.
وقال الدكتور "أوني كريشنان"، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى إنترناشيونال مودرن في دبي، إن هناك بعض الأفراد يعانون من العطاس وسيلان الأنف، بسبب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.
وأضاف أن "هذه الأعراض العرضية قد لا تتطلب عناية طبية إلا إذا أصبحت مزمنة"، مشيرا إلى أن "التهاب الأنف غير المعالج يشكل مخاطر، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن المزمنة، وسوء نوعية النوم بسبب انسداد الأنف، وانخفاض التركيز والإنتاجية بسبب الأعراض المستمرة".
تشمل الأعراض غالبًا العطس المتكرر، واحتقان الأنف أو سيلانه، والتنقيط الأنفي الخلفي، وحكة في العين، وتهيج الحلق، والصداع بسبب ضغط الجيوب الأنفية.
الحساسية الناتجة عن تغير الطقس
وأوضح الدكتور "ديميتري كريستوف" استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى السعودي الألماني بدبي، أن التهاب الأنف الحركي الوعائي، وهو نوع من الحساسية التي تسببها الأحوال الجوية، يرتبط بتغيرات درجة الحرارة أو الرطوبة.
هناك أيضًا التهاب الأنف التحسسي، والذي يحدث بسبب مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح أو الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة. يحدث التهاب الأنف غير التحسسي بسبب مهيجات مثل الدخان أو التلوث. يرتبط التهاب الأنف المعدي عادةً بالعدوى الفيروسية مثل نزلات البرد الشائعة.
وقال إن "أسباب التهاب الأنف تختلف باختلاف النوع، وتشمل عمومًا المواد المسببة للحساسية والمواد المهيجة والفيروسات وتغيرات الطقس"، مشيرًا إلى أنه "يجب اتخاذ الاحتياطات عند ممارسة الرياضة في الهواء الطلق خلال فصل الشتاء. يجب على الأفراد ارتداء طبقات من الملابس لتنظيم درجة حرارة الجسم؛ وتغطية الأنف والفم بغطاء لتدفئة الهواء المستنشق؛ والتدفئة بشكل صحيح قبل ممارسة الرياضة في البرد؛ والبقاء رطبًا، حيث يمكن أن يؤدي هواء الشتاء إلى الجفاف".
علاج التهاب الأنف
وقال الدكتور "أفزال فاتاي بوراث"، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى زليخة في دبي، إن علاج التهاب الأنف يختلف باختلاف النوع. وأضاف: "قد يتطلب التهاب الأنف التحسسي مضادات الهيستامين طويلة الأمد، في حين يجب استخدام مزيلات الاحتقان باعتدال لمنع الاحتقان المرتد. تعتبر بخاخات الكورتيكوستيرويد فعالة لكل من التهاب الأنف التحسسي وبعض التهابات الأنف غير التحسسية، مع توفر خيارات للإدارة طويلة الأمد. كما أن تجنب المحفزات المعروفة واستخدام بخاخات الأنف المالحة يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الالتهابات الثانوية وإزالة إفرازات الأنف. بالنسبة للعدوى البكتيرية مثل التهاب الجيوب الأنفية، قد تكون المضادات الحيوية ضرورية".
وأكد الدكتور بوراث أن "التشخيص يتضمن عادة تاريخًا طبيًا شاملاً وفحصًا بدنيًا، وقد يُستكمل بأدوات تشخيصية مثل اختبارات الأنفلونزا، واختبارات الحساسية (اختبارات المصل والوخز الجلدي)، ودراسات التصوير مثل التصوير المقطعي المحوسب، وخاصة في الحالات المزمنة أو المتكررة التي تشير إلى مضاعفات مثل انحراف الحاجز الأنفي أو الزوائد الأنفية".
كما أشار الدكتور بوراث إلى أهمية التمييز بين التهاب الأنف والإنفلونزا، حيث أوضح: "بينما يؤثر التهاب الأنف في المقام الأول على الممرات الأنفية، فإن الإنفلونزا تؤثر على الجسم بالكامل وتظهر عادة بأعراض مثل الحمى والتعب".
وحذر من أن العلاج الذاتي باستخدام بخاخات الأنف قد لا يعالج أعراض الأنفلونزا بشكل كافٍ. كما حذر من الاستخدام المطول لبخاخات إزالة الاحتقان التي قد تؤدي إلى احتقان ارتدادي، مما يؤدي إلى التهاب الأنف الدوائي، وهي حالة يصعب علاجها.
وأكد أن الإفراط في استخدام بخاخات الأنف دون تشخيص مناسب قد يؤدي إلى تفاقم احتقان الأنف بسبب التأثيرات الارتدادية، وأن استشارة أخصائي الرعاية الصحية أمر بالغ الأهمية للحصول على علاج دقيق.