قد يؤدي التشخيص الذاتي إلى تأخير العلاج وفي حالات نادرة، قد يهدد رؤيتك
قد يؤدي التشخيص الذاتي إلى تأخير العلاج وفي حالات نادرة، قد يهدد رؤيتك

أطباء: ضرورة العلاج الفوري لالتهابات العين لتجنب العمى

إجراء فحوصات العين بشكل منتظم يضمن الكشف المبكر مما يساعد في منع المضاعفات
تاريخ النشر

كادت سيدة مقيمة في الإمارات العربية المتحدة تبلغ من العمر 54 عاماً أن تفقد بصرها مؤخرًا بعد إصابتها بعدوى شديدة في القرنية تفاقمت بعد جراحة العين. وتضمنت الجراحة زرع حلقات داخل القرنية، والتي تُستخدم عادةً لتحسين الرؤية لدى بعض المرضى، حيث قد تبدأ القرنية في الانتفاخ إلى الأمام بعد بعض أنواع جراحات العيون. وعلى الرغم من تلقي الأدوية الموضعية، بما في ذلك المضادات الحيوية، استمرت العدوى وتدهور بصرها. ثم سعت إلى العلاج في مستشفى آخر.

وقال الدكتور "بورخا سلفادور"، استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون في دبي، والذي تولى رعاية المريضة لصحيفة خليج تايمز: "كانت تعاني من الألم؛ وكان هناك احمرار في إحدى عينيها، وبقعة بيضاء كبيرة على القرنية المصابة. وكانت رؤيتها ضعيفة للغاية".

"ولمنع المزيد من فقدان البصر، تمت إزالة الحلقة المصابة جراحيًا، وتم غسل القرنية جيدًا بالمضادات الحيوية"، قال الدكتور سلفادور، مضيفًا: "بعد أسبوعين، تلقت المرأة حقنة إضافية من المضاد الحيوي مباشرة في القرنية. وعلى مدار عدة أسابيع من المراقبة الدقيقة، اختفت العدوى تمامًا، ولم تترك سوى ندبة صغيرة لم تؤثر بشكل كبير على رؤية المريضة.

الدكتور بورخا سلفادور
الدكتور بورخا سلفادور

"كانت الحالة معقدة وخطيرة حيث كانت المريضة على وشك العمى. وبفضل التدخل في الوقت المناسب، بما في ذلك إزالة الحلقة القرنية المصابة واستخدام العلاج بالمضادات الحيوية المكثفة، تمكنا من إنقاذ بصرها"، قال الدكتور سلفادور.

لا تقم بتشخيص نفسك

حذر الدكتور "بريم تانوار"، أخصائي طب العيون في مستشفى إنترناشيونال مودرن دبي، من أنه "إذا كنت تشك في إصابتك بعدوى في العين، فمن الضروري زيارة طبيب العيون على الفور. قد يؤدي التشخيص الذاتي إلى تأخير العلاج، وفي حالات نادرة، قد يهدد رؤيتك".

الدكتور بريم تانوار
الدكتور بريم تانوار

وأشار الدكتور تانوار إلى أن "التأخر في العلاج يسمح للعدوى بالانتشار، مما يؤدي إلى التهاب أكثر شدة، وتلف محتمل للهياكل العميقة للعين، وزيادة خطر فقدان البصر الدائم".

وأضاف أن "العلامات الشائعة لعدوى العين تشمل احمرار العين، وألم أو انزعاج في العين، وإفرازات من العين، ودموع مفرطة أو عيون دامعة، وجفاف في العين، وحساسية للضوء، وتورم الجفون، وانتفاخ حول العينين، وحكة أو تهيج، وعدم وضوح الرؤية".

لا تؤخر العلاج

وأوضحت الدكتورة "مارتا كالاتايود"، استشارية طب العيون في مستشفى باراكير للعيون، أيضًا كيف يمكن أن يؤدي تأخير العلاج إلى نتائج خطيرة.

وأشارت إلى أن "التهاب القرنية الجرثومي غير المعالج على سبيل المثال قد يؤدي إلى تقرحات القرنية، مما يؤدي إلى العمى"، مضيفة: "حتى مع العلاج، يمكن لبعض الالتهابات أن تسبب أضرارًا دائمة، خاصة إذا كانت شديدة أو متأخرة. يمكن أن تؤثر حالات مثل التهاب القرنية والتهاب الملتحمة والتهاب باطن العين على الرؤية إذا لم يتم السيطرة عليها على الفور".

الدكتورة مارتا كالاتايود
الدكتورة مارتا كالاتايود

وأشارت الدكتورة كالاتايود إلى أن الفحوصات الدورية للعين تساعد في الكشف عن المشاكل في وقت مبكر، حتى قبل ظهور الأعراض. وأضافت: "التشخيص المبكر لحالات مثل الجلوكوما أو الضمور البقعي يمكن أن يمنع أو يبطئ تقدم فقدان البصر. كما تساعد فحوصات العين في تحديد الحالات الصحية الأساسية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تؤثر على الرؤية".

وأكدت على أهمية الكشف المبكر عن التهابات العين وعلاجها للوقاية من المضاعفات، بما في ذلك الضرر الشديد وفقدان البصر الدائم. كما حثت الناس على طلب المساعدة الطبية إذا لاحظوا تغيرات مفاجئة في الرؤية.

وبحسب الدكتور كالاتايود، فإن إعتام عدسة العين يتطور عادة بعد سن 50-55 عامًا، في حين يمكن اكتشاف الجلوكوما في أي عمر، مما يسلط الضوء على أهمية إجراء فحوصات العين الدورية. ويعد التنكس البقعي المرتبط بالعمر أحد الأسباب الرئيسية للعمى القانوني لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وغالبًا ما يحدث اعتلال الشبكية السكري لدى المرضى الذين يعانون من ضعف التحكم الأيضي.

ومن بين مشاكل العين الشائعة المرتبطة بالعمر إعتام عدسة العين، والزرق، والتنكس البقعي، واعتلال الشبكية السكري. وأكد كالاتايود أن "هذه الحالات قد تؤدي إلى ضعف البصر أو العمى إذا لم يتم التعامل معها في وقت مبكر"، مؤكدا أن "العلاج في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية لمنع المزيد من تلف العين".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com