الذكاء الاصطناعي يغير وجه الرعاية الصحية في الإمارات: فرص وتحديات

يقول الخبراء في مؤتمر (فيوتشر هيلث كير سوميت) "Future Healthcare Summit" إن التكنولوجيا تغير الطريقة التي يعالج بها الأطباء المرضى. فبفضل التكنولوجيا الجديدة والذكاء الاصطناعي، يتم إدارة الأمراض بشكل أكثر فعالية، ويمكن للأطباء التركيز بشكل أكبر على المرضى، مما يعزز من شمولية الرعاية.

قال "بريان دي فرانشيسكا"، الرئيس التنفيذي لشركة الشرق للرعاية الصحية: "يقضي الأطباء الآن الكثير من الوقت خلف الكمبيوتر لتسجيل كل ما يقوله المريض وتوثيق الأعراض. وستتضمن التكنولوجيا الجديدة 12 ميكروفوناً في العيادة لتسجيل كل ما يقوله الطبيب والمريض ونسخه فوراً. وهذا يخفف الكثير من العبء عن الطبيب ويساعده على التركيز أكثر على المريض".

وكان يتحدث في قمة مستقبل الرعاية الصحية، التي نظمتها صحيفة الخليج تايمز يوم الأربعاء في فندق "جي دبليو ماريوت" في دبي مارينا. وناقش المنتدى، الذي يعد منصة لمهنيي الرعاية الصحية، كيفية مواجهة التحديات المستقبلية التي تواجه الصناعة واستغلال الفرص القادمة.

تم الترويج للذكاء الاصطناعي باعتباره التكنولوجيا التي من شأنها أن تغير وجه الرعاية الصحية بعدة طرق.

تاريخ المريض

وقال "كريستيان شوماخر"، رئيس مجلس إدارة مجموعة مستشفيات الإمارات، إن الذكاء الاصطناعي سيساعد الأطباء على فهم تاريخ المريض بشكل أفضل.

قال: "أعتقد أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيكون لهما دور كبير في توثيق تاريخ المريض. ستساعدنا الأجهزة القابلة للارتداء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التنبؤ بالأمراض قبل حدوثها، وأحياناً حتى سنوات قبل تحولها إلى أمراض تهدد الحياة. لذلك، سيتعين علينا أن نكون مسؤولين عن صحة ورفاهية مرضانا، بدلاً من الاكتفاء بعلاجهم عندما تحدث مشكلة صحية.

وقال إن التحدي سيكون في كيفية الاستفادة من كمية البيانات المتاحة. وأضاف: "التحدي هو أننا الآن نمتلك الكثير من البيانات ولكننا نواجه نقصاً في الرؤى. الأمر كله يعتمد على كيفية استخدامنا لهذه البيانات. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إخبارنا بأن معدل ضربات قلبك كان مرتفعاً جداً خلال الأسبوعين الماضيين، لذا عليك التفكير في أخذ استراحة. نحن بحاجة إلى الاستفادة من هذه البيانات لتغيير سلوكياتنا وتكييفها بشكل فعلي، وستلعب الأجهزة القابلة للارتداء دوراً كبيراً في ذلك".

المخاطر

ومع ذلك، حذر بعض الخبراء من المخاطر التي قد تشكلها التقنيات الجديدة. وقال الدكتور "رياض خان"، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة هوسماك الشرق الأوسط: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز معرفة الأطباء. على سبيل المثال، إذا جاء مريض يعاني من أعراض معينة، يمكن للذكاء الاصطناعي مقارنتها بحالات مشابهة من نفس الفئة العمرية حول العالم لتقديم تشخيص دقيق لما قد يكون خطأ. على سبيل المثال، إذا طلب الطبيب إجراء فحص بالأشعة المقطعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوصي بتجربة التصوير بالرنين المغناطيسي بدلاً من ذلك".

وقال إنه طالما كانت التكنولوجيا تعمل على تعزيز المعرفة البشرية، فهذا أمر جيد. ومع ذلك، إذا حاول شخص ما استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى الفوضى. وأضاف: "إذا حل الذكاء الاصطناعي محل الطبيب ومنعه من طلب فحص الأشعة المقطعية، ودفعه بدلاً من ذلك إلى إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، فسنواجه مشكلة". وتابع: "الأمر متروك لصناع القرار في مؤسسات الرعاية الصحية لعدم محاولة خفض التكاليف عن طريق استبدال البشر بالتكنولوجيا".

كما حذر بريان من برامج تعديل الجينات مثل CRISPR التي تسمح بتعديل الجينات. وقال: "في حين أنها قد تمنحنا التكنولوجيا اللازمة للقضاء على الأمراض الوراثية، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى حرب بيولوجية".