تقنية جديدة تدعم الإستشارات الطبية في دبي

تخيل كيف يمكن أن يتغير عالم الرعاية الصحية إذا امتلك الأطباء مساعداً يعمل بالذكاء الاصطناعي لتوثيق كل تفصيلة من تفاعلاتهم مع المرضى، مما يسمح لهم بالتركيز على تقديم الرعاية دون القلق بشأن تدوين الملاحظات.

في هذا السياق، كشفت هيئة الصحة بدبي عن حل الذكاء الصوتي (AVS) المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي تم تصميمه لتسجيل المحادثات أثناء الاستشارات الطبية، وتحويل شكاوى المرضى إلى مصطلحات طبية دقيقة، وتوليد تقارير شاملة تلقائياً بعد كل زيارة.

تم الإعلان عن هذه التقنية خلال اليوم الثاني من معرض جيتكس لهذا العام في دبي، مع خطط لإطلاقها العام المقبل. وفقاً لما صرحت به الدكتورة ندى الملا، استشارية طب الأسرة، فإن هذا الابتكار سيساهم في تحسين تجربة الأطباء بشكل كبير.

وقالت: "غالباً ما نقضي وقتاً طويلاً في التوثيق، مما قد يؤدي إلى الإرهاق. في العيادات المزدحمة، من الصعب إنهاء التوثيق قبل استقبال المريض التالي. يمكن أن يساعد هذا الحل في تخفيف هذا الضغط."

واحدة من أبرز ميزات هذا الحل هو أنه يميز المعلومات الطبية ذات الصلة ويقوم بتوثيقها هي لا غير، مما يبسط عملية التوثيق، ويعزز الحماية القانونية لمقدمي الرعاية الصحية.

وأضافت الدكتورة الملا: "من الضروري أن يكون لدى كل طبيب سجل موثوق للفحوصات والمناقشات. فإذا رفع مريض دعوى قضائية ضده، فإن التوثيق الدقيق يمكن أن ينقذ حياته".

الإرهاق الطبي

يُعتبر نظام الذكاء الصوتي (AVS) حلاً مُبتكراً لِمُشكلة الإرهاق التي يعاني منها الأطباء، وذلك من خلال أتمتة المهام الإدارية التي تُثقل كاهلهم. وقد أظهرت دراسة حديثة أنّ حوالي 62% من الأطباء يرون أنّ المَهام الإدارية هي السبب الرئيسي لإرهاقهم، حيث يقضي الكثير منهم ساعات إضافية بعد العمل لإكمال التوثيق اللازم.

وأضافت الدكتورة الملا: "نحن بحاجة إلى التركيز على رعاية المرضى، وليس فقط على الأعمال الورقية".

سيحرص الأطباء على مراجعة جميع المعلومات المقدمة بواسطة الذكاء الاصطناعي قبل تقديمها، لضمان الدقة والحفاظ على أعلى معايير الرعاية.

وقالت الدكتورة الملا: "من الضروري أن نحافظ على حكمنا السريري، فهذه الأداة هي بمثابة مساعدة وليست بديلاً عن خبرتنا".

وَ بالإضافة إلى أتمتة عملية التوثيق، يُمكن لِنظام الذكاء الصوتي أيضاً تسهيل طلبات إجراء الاختبارات الطبية. وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة الملا: "عندما أطلب إجراء اختبارات لِمريض، يُمكن لِلنظام تسجيل هذه الطلبات آنياً وبدقّة، مما يضمن عدم إغفال أيّ شيء وحصول مرضانا على الرعاية في الوقت المُناسب".

ولا يقتصر دور المُساعد الذكيّ على تحسين كفاءة التوثيق فحسب، بل يُعزّز أيضاً التفاعل بين الطبيب والمريض. أضافت الدكتورة الملا: "عندما أتمكّن من التركيز فقط على مريضي دون الانشغال بِالمَهام الإدارية، فإنّ ذلك يُحسّن من جودة الرعاية التي أُقدّمها. سيُساعد النظام في سدّ فجوات التوثيق وَ ضمان تسجيل جميع المعلومات الضرورية بدقة."