فيتامين K2: الحل الواعد لتقلصات الساق الليلية المؤلمة
هل استيقظت يوماً في منتصف الليل مع ألم حادّ مفاجئ، ينتشر عبر عضلة الساق، مما يجعلك تتقلب وتتحرك، غير قادر على العثور على وضع مريح؟
يمكن أن تكون تقلّصات الساق الليلية غير المرغوب فيها مفاجئة ومزعجة، وغالباً ما تمنعك من الاستمتاع بنومٍ هادئ ليلاً، ويمكن أن يصبح الألم شديداً أيضاً، مما يجعل من الصعب الاسترخاء، ويسبب انزعاجاً مستمراً لفترة طويلة بعد أن يخفّ التقلّص.
على الرغم من شيوع تقلّصات الساق الليلية، التي تؤثّر في أكثر من 60% من السكان البالغين، وفقاُ لعيادة كليفلاند، إلا أنّ علاجها يظلّ صعباً لأسباب كامنة غير معروفة، ونتيجة لذلك، هناك عددٌ قليل جداً من الأدوية والعلاجات الآمنة والفعالة المتاحة.
ومع ذلك، ألقت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (الجمعية الطبية الأمريكية للطب الباطني) JAMA Internal Medicine الضوءَ على علاج فعّال: فيتامين K2. وقد أظهر هذا الفيتامين الأقلّ شهرةُ نتائجَ واعدة في تقليل تكرار هذه النوبات المؤلمة وشدّتها ومدّتها لدى كبار السن، وبإجراء تجربة شملت 199 مشاركاً على مدى ثمانية أسابيع، كشفت النتائج أن تناول مكملات فيتامين K2 اليومية خفّف بشكلٍ كبير من أعراض تقلّصات الساق الليلية.
ولكن ما الذي يسبب هذه التشنجات المزعجة على وجه التحديد؟
تحدثنا مع خبيرين للتعرف على الأسباب الجذرية لتشنجات الساق الليلية، وكيف يمكن لفيتامين K2 أن يكون حلاً فعالاً.
فهم تقلّصات الساق الليلية
تحدث تشنجات الساق هذه بشكل شائع عند كبار السن، وغالباً ما تحدث أثناء النوم، وتتميّز بتقلّصات عضلية مفاجئة لا إرادية، وعادةُ ما تؤثر في عضلات الساق، ولكنها قد تحدث أيضاً في الفخذين أو القدمين.
بالنسبة للعديد من الأشخاص، تصبح هذه النوبات حقيقة محبطة، مما يجعلهم يبحثون عن حلول لتخفيف الألم. تقول الدكتورة هينا كوتي، أخصائية طب نمط الحياة: "يمكن أن تؤدي تقلصات الساق إلى اضطراب النوم وتؤدي إلى زيادة الانزعاج، وخاصة لدى كبار السن".
وتضيف قائلةً: "إنّ دراسات مثل هذه تؤكّد على العلاقة المعقّدة بين امتصاص العناصر الغذائية والصحة العامة، ولاسيما دور فيتامين K2 في وظيفة العضلات، وتقليل تقلصات الساق"، مؤكدةً على العلاقة المعقدة بين امتصاص العناصر الغذائية والصحة العامة، ورغم أن فيتامين K2 قد يكون عاملاً رئيسياً في تخفيف تقلصات الساق، فمن الضروري مراعاة صحة الجهاز الهضمي بشكلٍ عام، كما تقول الدكتورة كوتي. "إنّ فعاليّةَ مثل هذه المكمّلات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحّة الأمعاء، حيث إنّ الجهاز الهضمي الذي يعمل بشكلٍ جيد أمر بالغ الأهمية لامتصاص العناصر الغذائية بشكل مثالي".
وتضيف: "بدون الاهتمام بصحة الأمعاء، قد لا تحقّق حتى التدخلات الواعدة مثل فيتامين K2 إمكاناتها الكاملة، وتضيف: "قد يؤدّي ضعف وظيفة الأمعاء إلى إعاقة امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، مما يحدّ من فعالية أيِّ مكملات غذائية".
دور فيتامين K2
غالباً ما يتفوق فيتامين K2 على نظيره فيتامين K1 الموجود في الخضروات الورقية، ومع ذلك، يلعب فيتامين K2 دوراً حاسماً في استقلاب الكالسيوم، مما يضمن الاستفادة الفعّالة من الكالسيوم في الجسم، ويسلّط الدكتور محمود عادل - وهو طبيب عام مقيم في الإمارات العربية المتحدة- الضوءَ على أهميته، بقوله: "الفيتامينات عبارة عن مركبات عضوية حيوية لوظائف الجسم المختلفة، من دعم المناعة إلى إصلاح الخلايا".
وبما أن أجسامنا لا تنتج معظم الفيتامينات، فلا بدّ من الحصول عليها من خلال النظام الغذائي أو المكمّلات الغذائية، كما يقول الدكتور عادل: "فيتامين K2، وهو عضو أقل شهرةً في عائلة فيتامين K، ينشط أوستيوكالسين، وهو بروتين ضروري لربط الكالسيوم بالعظام، مما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام".
إضافةً على ذلك، يعمل فيتامين K2 على توجيه الكالسيوم بعيداً عن الأنسجة الرخوة والشرايين، وهو أمر بالغ الأهمية لصحّة القلب والأوعية الدموية، ويضيف: "من خلال منع ترسّب الكالسيوم في الشرايين، يقلّل فيتامين K2 من خطر تصلّب الشرايين وأمراض القلب، مما يجعله عنصراً غذائياً أساسياً لكبار السن أو المعرّضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام".
دمج فيتامين K2 في نظامك الغذائي
كيف يمكنك دمج فيتامين ك2 في نظامك الغذائي؟
يمكن العثور على هذا العنصر الغذائي الحيوي في العديد من الأطعمة، بما في ذلك فول الصويا المخمّر، والجبن الصلب، واللحوم، والبيض، وبالنسبة لأولئك الذين يكافحون للحصول على ما يكفي من فيتامين ك2 من خلال النظام الغذائي وحده، تتوفّر المكملات الغذائية في شكل أقراص أو عن طريق الحقن الوريدي لامتصاصٍ أسرع.
ويضيف الدكتور عادل أيضاً: "يعدّ فيتامين K2 مفيداً بشكلّ خاصّ لكبار السن أو أولئك الذين يتناولون مكمّلات الكالسيوم؛ لأنه يساعد في منع المضاعفات المرتبطة بالكالسيوم، استشر دائماً مقدّم الرعاية الصحية للحصول على نصائح مخصّصة بشأن مكمّلات فيتامين K2".
وكما تكشف أحدث الدراسات، فإنّ فيتامين K2 يمثّل طريقاً واعداً لأولئك الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي، ومع ذلك، من الضروري أن نتذكّر أهميّة اتباع نهج شامل للصّحة.
وتقول الدكتورة كوتي: "يُذكّرُنا هذا البحث بأنّ النظرة الشاملة للتغذية أمرٌ ضروري، حيث تعمل صحة الأمعاء والمكملات المستهدفة جنباً إلى جنب لتحقيق أفضل النتائج".
إنّ الاهتمام بصحة الأمعاء، وإدخال الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، والنظر في المكملات الغذائية عند الضرورة؛ كُلّ ذلك يمكن أن يعملَ معاً لتحسين الصحّة العامة.