"أماندا هيرون": إدارة المال وشراء عقار في سن 19
"أماندا هيرون"، مديرة مدرسة "جيمس فاوندرز" في دبي، والبالغة من العمر 42 عاماً، تتمتّع بعلاقة قوية مع المال تستند إلى "الحكمة والامتنان". وترى أنّ المال يُمثّل "الاستقلالية".
وبعد خبرة 13 عاماً من العمل في الإمارات، تؤكد "أماندا" على أهمية مساهمة المعلمين في تثقيف الجيل الجديد حول المهارات المالية لمساعدتهم على إدارة أموالهم بفعالية.
كيف تصفين علاقتك بالمال؟
علاقتي بالمال قائمة على الحكمة والامتنان، وهي ناتجة عن التجارب والدروس التي مررتُ بها على مرّ السنين. لقد نشأتُ في بيئة مُتواضعة ومستوى رفاهية محدود، وتعلّمتُ منذ الصغر أنّ المال ليس مجرد وسيلة للإنفاق، بل هو أداة لاتخاذ قرارات استراتيجية تُؤثّر بشكل مباشر على المُستقبل."
كيف تشكلت هذه العلاقة؟
لعب والداي دوراً أساسياً في بناء علاقتي مع المال. لقد غرسا فيّ قيمة العمل والادخار، وأكّدا دائماً على أهمية الجهد الذي يتطلّبه الأمر للحصول على ما نُريد. هذه المبادئ، بالإضافة إلى تجاربي في سن المراهقة عندما كنتُ أعمل لاقتناء بعض الكماليات، عمّقت احترامي للمال.
في سنوات مراهقتي، أدركت أنه إذا كنت أرغب في الحصول على بعض الكماليات، فيجب عليّ أن أعمل من أجلها. وبحلول الوقت الذي التحقت فيه بالجامعة، أصبح العمل لمدة 30 ساعة في الأسبوع بالإضافة إلى دراستي هو الأساس، الأمر الذي عزز إدراكي لقيمة المال ودوره في تحقيق الاستقلالية والأمان.
ما هي الدروس التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
علّمتني أُمّي أهمية الاقتصاد وتقسيم الميزانية بعناية. كانت تُولي الأولوية دائماً للاحتياجات قبل الرغبات، وهذا درسٌ استفدتُ منه كثيراً. ورغم أنّني أصبحت أحياناً أبالغ في الحذر عند اتخاذ قراراتي المالية، إلا أنّ هذا النهج ساعدني في العيش وفق إمكانياتي.
مع من تتحدثين بشأن الأمور المالية وهل تعتبرين هذا الموضوع من المحرمات؟
أعتقدُ أنّ مُناقشة الأمور المالية أمرٌ مُهمّ، خاصّةً في المجال التعليمي لتوجيه الشباب نحو الوعي المالي. ومع ذلك، أُفضّل الخصوصية فيما يتعلّق بأموري المالية الشخصية، ولا أُناقشها إلا مع أفراد العائلة المُقرّبين، ويعود هذا إلى القيم التي ترعرعتُ عليها.
من الذي علمك أكثر عن الإدارة المالية؟
كان والداي أوّل من علّماني مبادئ الإدارة المالية. ومع ذلك، فإنّ التجارب العملية والأخطاء التي ارتكبتُها في أعمالي المُبكّرة ووظائفي بدوامٍ جزئيّ كانت دروساً قيّمة ساهمت في تعميق فهمي للمال.
ما هي التجربة الأكثر تأثيراً التي مررت بها مع المال، وماذا علمتكِ؟
كان شراء أول عقار لي في سن التاسعة عشرة بمثابة تجربة تعليمية مهمة. فتعلّمتُ من خلالها الكثير عن الاستقلال الماليّ وأهمية التخطيط الماليّ الجيد. ففي سن مبكرة، كان التعامل مع تعقيدات سوق العقارات أمراً صعباً ومفيداً في الوقت نفسه. وكان عليّ أن أتعلم عن الرهن العقاري وأسعار الفائدة والمخاطر. وقد تطلبت هذه العملية مستوى من الثقافة المالية والانضباط لم أكن أدركه تماماً من قبل. وقد علمتني التجربة أهمية أن أكون على اطلاع جيد وأن أتخذ قرارات مدروسة.
كيف أثر العيش في الإمارات على علاقتك بالمال و إدراكك له؟
لقد أثّر العيش في الإمارات بشكلٍ كبير على فهمي للمال. فالتنوّع الثقافي والمالي في الدولة منحني رؤيةً أوسع حول كيفية إدارة الأموال وطرق التعامل مع الثروة. تُعدّ الإمارات بيئةً فريدةً تُقدّم منظوراً شاملاً حول المال وإدارته.
ما النصيحة التي تقدمينها لنفسك الأصغر سناً بشأن المال؟
أن أبدأ بالاستثمار في سنّ مُبكّرة، وألاّ أخاف من المخاطر المحسوبة.