زهيرة مارتي : دبي غيرت نظرتي للمال والثروة
"زهيرة مارتي"، مواطنة جنوب أفريقية مقيمة في دبي منذ 14 عاماً، تعمل كمنتجة ومقدمة برامج سفر. وتعتبر "زهيرة"، البالغة من العمر 36 عاماً، المال "معلماً".
إذا كان عليك أن تكتبي رسالة إلى المال، ماذا ستقولين؟
لقد عانيت معك لفترة طويلة. ولطالما شعرت بعدم اليقين، والخوف، والإحباط لأنني لم أكن أحسن التعامل معك، ولم أكن أقدرك دائماً. لكن اليوم، أقف على أعتاب فصل جديد في علاقتنا. أُدرك الآن أنك لست مجرد وسيلة للشراء، بل أنت طاقة تحرك الحياة، وأداة أسعى من خلالها لتحقيق أحلامي. أعدك بأن أحسن التعامل معك في حياتي، وأن أديرك بحكمة وعقلانية. سأتعلم كيف أوفرك وأستثمرك، وسأحرص على أن تساهم في بناء حياة هانئة مستقرة، مليئة بالخير والوفرة. أنا مستعدة لخوض غمار رحلة جديدة معك.
كيف تصفين علاقتك بالمال؟
كانت علاقتي بالمال علاقة مضطربة، يسودها التوتر وعدم اليقين. ولطالما رافقتني مشاعر الندرة وفقدان السيطرة، وكأن المال شيء بعيد المنال، أو لغز يصعب حله. هذا الشعور ولّد لدي قلقاً مستمراً حول الادخار والإنفاق، لكنني اليوم أُبحر في رحلة تغيير لهذه القصة.
كيف تشكلت هذه العلاقة؟
لقد كنت دائماً أعطي الأولوية للشغف والعيش في اللحظة الحالية على التخطيط المالي الطويل الأجل. وبصفتي شخصاً حالماً، كنت أفضل الغوص في أعماق ما يلهمني ويثير حماسي، دون أن أكترث كثيراً للجانب المادي أو إدارة المال.
ما هي الدروس الجيدة أو السيئة التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
نشأت في أسرة متوسطة الحال، لم تعرف البذخ يوماً. لكن والدتي كانت تحرص دائماً على توفير أفضل ما في وسعها، ولم نشعر يوماً بالحرمان. ومنها تعلمت، وإن كان ذلك مُتأخراً- أن التخطيط للمستقبل ضرورة لا تقل أهمية عن تلبية احتياجات الحاضر. وها أنا ذا، أدرك أهمية إدارة الموارد والتخطيط لـ"الأيام العصيبة"، وأؤمن بأن الأوان لم يفت بعد.
من تتحدثين معه بشأن الأمور المالية؟
لقد حظيت بشبكة واسعة من الأصدقاء والعائلة الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في الأمور المالية. هل أصغي إليهم؟ ليس دائماً.
من هو الشخص الذي علمك أكثر عن الإدارة المالية؟
لقد علمني والداي الكثير، ليس فقط ما يجب فعله، بل وأيضاً ما لا يجب فعله. ومع تقدمي في السن وانتباهي لهذا الجانب من حياتي، أصبحت أستمع إلى المزيد من النصائح.
ما هي أعمق تجربة مررت بها حتى الآن فيما يتعلق بالمال، وماذا علمتك منذ ذلك الحين؟
لم يكن لديّ أي أموال في البنك. عندما انتقلت إلى دبي، وصلت ومعي صندوق تقاعدي نقدي، ومدخرات بضعة أشهر من الراتب وحقيبتان. بدأت مشروعاً تجارياً من دون أي أموال تقريباً، واستمر هذا الأمر لعدّة سنوات. كنت دائماً أعارض البحث عن الاستثمار (كنت أكره فكرة أن أكون مدينة للناس بالمال)، لذا فإن جميع المشاريع التجارية التي قمت بها كانت عبارة عن سلسلة من الدروس حول التدفق النقدي، والميزانية، وإدارة الخوف المحبطة من تلبية النفقات. أنا ممتنة للمساعدة التي تلقيتها على طول الطريق، لكن هذا الشعور لا يفارقني أبداً.
كيف تعتقدين أن العيش في الإمارات قد غير علاقتك وتصورك للمال أو الثروة؟
لقد أعاد العيش في الإمارات تشكيل تصوري للمال والثروة بطرق ملهمة وتحديات في نفس الوقت. من الناحية الإيجابية، تعمل هذه المنطقة على تغذية الإبداع وتعزيز الاعتقاد بأن أي شيء ممكن، مما يجعل الفجوة بين الأحلام والواقع تبدو أصغر. إنها مكان يمكن أن تزدهر فيه الأفكار الكبيرة، ويبدو النجاح في متناول اليد. من ناحية أخرى، يمكن لثقافة الإفراط في بعض الأحيان أن تخلق عقلية "مجاراة الآخرين". ومع ذلك، مع مرور الوقت، وجدت توازني.
ما الذي تقدّرين إنفاق المال عليه؟
السفر.
هل تخططين لماليتك على المدى الطويل، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟
لقد بدأت للتو. وأنا أعمل مع مدرب أعمال لمساعدتي على تحسين هذا الجانب من حياتي.
ما هو هدفك أو حلمك على المدى الطويل المرتبط بوضعك المالي؟
هدفي ليس مجرد رقم بل هو شعور. الشعور بالراحة والحرية.
كم تدخرين شهرياً؟
حتى الآن، لم أدخر شيئاً، ولكنني عازمة على تغيير هذا الوضع.