أمرا ومحمد: رحلة ريادية من سريلانكا إلى الإمارات لتمكين الأطفال
"أمرا إيوب" و"محمد فواز"، زوجان سريلانكيان ديناميكيان يقيمان في دبي، ينطلقان في مهمة لإعداد الجيل القادم للمستقبل. رحلتهما هي رحلة إبداع وريادة أعمال ورؤية مشتركة لتمكين الأطفال بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في عالم سريع التطور. وبفضل شغفهما بالتعليم والتكنولوجيا، حوّلا علاقتهما الشخصية والمهنية إلى قوة دافعة للمبادرات التعليمية التي تهدف إلى تمكين الأطفال من الاستعداد للمستقبل.
تتذكر أمرا، وهي سريلانكية من أصل سعودي تبلغ من العمر 32 عاماً، اللحظة المحورية التي جلبتها إلى الإمارات العربية المتحدة. تقول: "لقد جئت إلى الإمارات خلال إكسبو 2020 لاستكشاف مؤتمرات المبدعين والالتقاء بالمحترفين. لقد لفتت انتباهنا الإجراءات والتفاعلات الإنسانية، والسهولة التي تمكنا بها من التنقل عبر أنظمة الحكومة. أعجبنا بصداقة السلطات، والعملية السلسة لتأسيس الشركة والحصول على التراخيص، وفهم إطار عمل هيئة المعرفة والتنمية البشرية. ساعدتنا رؤية الإمارات العربية المتحدة والبيئة الداعمة على الانتقال إلى هنا".
تتمتع أمرا بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا التعليمية، حيث حصلت على شهادة في العلوم الطبية الحيوية من جامعة نورثمبريا، مما يمنحها ميزة فريدة في الجمع بين العلوم والتعليم. وقد جعلها تركيزها على التربية الرقمية وإنشاء محتوى جذاب رائدة في مجالها. وعلى مر السنين، تعاونت مع منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة والمجلس الثقافي البريطاني، حيث عملت على تمكين الشباب من خلال برامج تنمية المهارات. وبفضل الشهادات التي حصلت عليها في الفصول الدراسية الحديثة وتيسير التعلم الافتراضي، قامت بتدريب 2000 معلم في جميع أنحاء جنوب آسيا والشرق الأوسط، مما يجعلها شخصية رئيسية في مجال التكنولوجيا التعليمية.
بدأت رحلتها نحو ريادة الأعمال بشكل غير متوقع عندما عادت إلى سريلانكا بعد دراستها. تتذكر قائلة: "لقد أجريت مقابلة لوظيفة معلمة عبر الإنترنت بفضل زوجي المستقبلي. في ذلك الوقت، كان محمد رائد أعمال شاباً لديه شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية تُدعى غلوبال توتور . ألهمتني روحه الريادية وشغفه بالتعليم، ومن خلال إرشاداته وشغفي بالتدريس، أصبحت في النهاية أحد مؤسسي مشاريعنا".
بعد ست سنوات من إدارة غلوبال توتور، واجه الزوجان نقطة تحول: فشلت الشركة الناشئة. ومع ذلك، فإن هذه النكسة لم تؤد إلا إلى تعزيز علاقتهما، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. قررا الزواج وبدء مغامرتهما الريادية التالية معاً، بإطلاق كيرف أب ولاحقاً بووت أب، وكلاهما مشاريع تركز على التعليم. تقول أمرا: "لقد تعاملنا مع مشاريعنا وكأنها أطفالنا الصغار، لقد رعيناها لتصبح أعمالاً مستدامة".
العمل التطوعي
بدأت رحلة محمد الريادية بالعمل التطوعي، وتوجيه وتدريب طلاب الجامعات، والمشاركة في برامج الشباب في جميع أنحاء البلاد. أدى تفانيه في التعليم وريادة الأعمال إلى أن يصبح قاضياً عالمياً لجوائز ريادة الأعمال والماراثونات البرمجية في دول مختلفة. على مر السنين، أسس العديد من الشركات الناشئة المعتمدة على التعليم، بما في ذلك غلوبال توتور في سريلانكا، و هير أكاديمي ، وستادي لا في سنغافورة، والآن كيرف أب وبووت أب في الإمارات العربية المتحدة. أكسبته مساهماته في مجال التكنولوجيا التعليمية التقدير، بما في ذلك كونه أحد المتأهلين للنهائيات في جوائز رواد الأعمال الطلاب العالميين في عام 2015، وفاز مؤخراً بجائزة رائد الأعمال التكنولوجي للعام في جوائز الجيل الجديد.
يقول محمد: "لقد لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً فعالاً في نجاح مشاريعنا في مجال التكنولوجيا التعليمية. لقد مكنتنا المنظومة الداعمة، والوصول إلى المواهب العالمية، والمبادرات الحكومية التي تركز على الابتكار وريادة الأعمال من التوسع. لقد سمحت لنا السياسات الاستراتيجية والتمويل هنا بإحراز خطوات كبيرة، وساعدتنا سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة العالمية في تكوين شراكات وتعاونات رئيسية. كان هدفنا دائماً إعداد المعلمين والطلاب لمهن مستقبلية، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة المكان المثالي للقيام بذلك".
تركز أحدث مشاريعهم، "بووت أب"، على تنمية مهارات الأطفال وإعدادهم للمستقبل من خلال نهج "فيزيائي-رقمي"، الذي يمزج بين تجارب التعلم المادية والرقمية. تقدم بووت أب للأطفال فرصة المشاركة في مجموعات تعلم يمكن تصميمها بأنفسهم، بالإضافة إلى دروس في سرد القصص ومحاكاة رقمية تفاعلية، مما يوفر تجربة تعليمية شاملة. من خلال منصة ليرننغ لاب المتاحة عبر الهواتف المحمولة والويب، يمكن للطلاب الانخراط في مجموعة متنوعة من تجارب التعلم من منازلهم أو مدارسهم. كما تنظم بووت أب ورش عمل حضورية، وأنشطة ما بعد المدرسة، ومعسكرات صيفية وشتوية، مما يضمن استمرار التعلم بما يتجاوز حدود العالم الرقمي. تمتد خدمات بووت أب عبر دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يتم شحن منتجاتها إلى مختلف أنحاء العالم.
في منتصف عام 2022، أسس الزوجان شركة كيريف أب تحت إشراف سلطة دبي للتطوير، مستفيدين من خدمات اي اكس اس . تقول أمرا: "أساهم في جوهر الشركة الناشئة - الإبداع والتعليم - بينما محمد هو المحرك الذي يبقيها مستمرة. كانت خبرته في تطوير الأعمال، والتمويل، والقيادة حاسمة لنجاحنا". وتضيف: "قادنا موقفه المجازف وجهوده للتوسع عالمياً إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث واصلنا النمو".
أمرا، أول فرد في عائلتها يلتحق بالتعليم العالي، تنسب الفضل إلى جدها ووالديها في دعمها المستمر. "كنت أحلم أن أصبح عالمة في مجال الطب الحيوي وهو الأمر الذي شجعوني عليه. حتى عندما كنت أواصل دراستي الأكاديمية، كنت أعلم دائماً أنني أريد أن أبدأ عملي الخاص يوماً ما، لكنني لم أكن متأكدة من المجال الذي سأختاره. قادني شغفي بالتدريس في النهاية إلى قطاع التعليم".
إدارة الأعمال كعائلة تأتي مع تحديات فريدة. تقول أمرا: "إنها نعمة ونقمة في الوقت نفسه. هناك شعور بالإنجاز، لكن الرحلة قد تكون عاطفية مليئة بالتقلبات. ما يجعل الأمر يستحق العناء هو وجود هدف واضح وحل مشكلة ذات مغزى. بالنسبة لنا، يتعلق الأمر بإحداث فرق من خلال تطوير مهارات الأطفال، ومساعدتهم على الاستعداد للمستقبل. هذا هو التأثير الذي نرغب في تركه على العالم".
أمرا ومحمد ليسا شريكين في الحياة فقط، بل هما أيضاً شريكان في مهمتهما لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للجيل القادم. تسلط رحلتهما الضوء على قوة الجمع بين الشغف الشخصي والرؤية المهنية المشتركة، مما يثبت أنه من خلال التصميم والعمل الجاد، وبدعم من بيئة داعمة مثل الإمارات العربية المتحدة، يمكن تحويل الأحلام إلى حقيقة.