الشارقة: زيادة الإنتاجية مع اعتماد أسبوع العمل من 4 أيام

بفضل أسبوع العمل المكون من أربعة أيام المطبق في الشارقة، يمكن ملاحظة انخفاض المشاكل السلوكية وتحسن الحضور المدرسي وزيادة الحافز لدى الطلاب.

وبالنسبة للمعلمين، ساعد الأمر في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة، مما يمنحهم الوقت للاستمتاع بالأنشطة اليومية مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.

وفي المنتدى الإقليمي الأول للبيانات والتنمية المجتمعية الذي أقيم في الشارقة يوم الأربعاء، تم تسليط الضوء على هذه الفوائد لعطلة نهاية الأسبوع الممتدة لثلاثة أيام.

وخلال جلسة بعنوان "أسبوع عمل مكون من 4 أيام - البيانات تحسم جدل الإنتاجية"، سلطت الشارقة الضوء على الحوار حول الإنتاجية ورفاهية الموظفين.

وأشار منظمو المنتدى إلى أن الشارقة سجلت معدل رضا وظيفي بلغ 90% منذ اعتماد أسبوع العمل المكون من 4 أيام في يناير 2022. وأضافوا أن الشركات العالمية التي تجرب ذلك شهدت زيادة متوسطة في الإنتاجية بنسبة 20%.

ولإعطاء منظور آخر للنقاش حول زيادة أو تقليل أيام العمل، شاركت الدكتورة محدثة يحيى الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، نتائج استطلاع من العام الماضي.

وأشارت إلى أنه "عندما أجرينا المسح، كانت النتائج إيجابية. فقد أفادت المدارس بتحسن في مشاركة الطلاب، وانخفاض نسبة الغياب، وارتفاع التحصيل الدراسي. كما لاحظ الآباء انخفاضاً في المشاكل السلوكية".

"وجد الاستطلاع أن حضور الطلاب كان أعلى بنسبة 95 في المائة؛ بينما أكد 92 في المائة من الآباء على تحسن الحافز لدى أطفالهم؛ وقال 91 في المائة من المعلمين إن التوازن بين العمل والحياة قد تحسن. وأفاد 87 في المائة من المعلمين أن أسبوع العمل الأقصر منحهم الوقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية."

وأُجري الاستطلاع في فبراير 2023 وتضمن 40 ألف ولي أمر وموظف. وأشارت الهاشمي إلى أن "الشارقة تضم نحو 200 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة، منها 150 مدرسة خاصة تدرس 10 مناهج مختلفة".

وأكدت الهاشمي أن "الآباء والمعلمين على حد سواء شعروا بمستوى أعلى من الرضا والسعادة والرفاهية العامة مع اعتماد جدول زمني أكثر مرونة. ولاحظ الآباء تحسناً في تجربة أطفالهم التعليمية، في حين أفاد المعلمون بقدرتهم على إدارة أعباء العمل بشكل أفضل".

زيادة في الإنتاجية

وفي المنتدى نفسه، أشارت "شارلوت لوكهارت" مؤسسة منظمة "أسبوع العمل من 4 أيام حول العالم" (4-Day Week Global)، إلى أهمية مناقشة أسبوع العمل المختصر. وقالت: "لقد شهدت الشركات التي طبقت أسبوع عمل من أربعة أيام ــ عادة حوالي 32 ساعة ــ زيادة متوسطة في الإنتاجية بنسبة 20%".

وأضافت أن "البيانات التي تم جمعها من التجارب في أكثر من 20 دولة تدعم هذه النتائج باستمرار، و تدل على أنه لا يتم الحفاظ على الإنتاجية فحسب، بل تتحسن أيضاً رفاهية الموظفين ورضاهم الوظيفي"، مشددة على أنه "يوجد علاقة مباشرة بين سعادة الموظفين وإنتاجيتهم وبيئة عمل متعاونة أكثر".

المستشارة المستقلة لشؤون الموظفين ومسؤولة شؤون الموظفين "آن ماري ليستر"، تقول أن "الأساس المنطقي وراء أسبوع العمل المكون من أربعة أيام يتأصل من الكفاءة التشغيلية".

وأوضحت: "بمرور الوقت، تصبح العديد من المهام اليومية روتينية، ولكن لا تساهم جميعها بشكل هادف في تحقيق أهداف المؤسسة. ومن خلال تحديد الأنشطة غير الأساسية والتخلص منها، يمكن للمؤسسات تحسين الإنتاجية دون زيادة أعباء العمل. ولا يعمل هذا النهج على توفير الوقت للموظفين فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى بذل جهود مركزة بشكل أفضل".

وأوضحت أن "نجاح الكفاءة التشغيلية يكمن في اتباع نهج قائم من القاعدة إلى القمة، حيث يتعين على أولئك الأقرب إلى عمليات العمل أن يساهموا بأفكارهم". وذلك يختلف عن النهج التقليدي القائم من القمة إلى القاعدة "الذي يتجاهل في كثير من الأحيان الفروق الدقيقة للمهام اليومية".

واتفق المشاركون في الجلسة على أنه "عندما تعطي الشركات الأولوية لرفاهية موظفيها من خلال مبادرات مثل اعتماد أسبوع عمل مكون من أربعة أيام، فإنها تخلق فائدة للفرد والمؤسسة على حد سواء".