لنستغل قوة الإنترنت والذكاء الاصطناعي لنسج خيوط التواصل
لنستغل قوة الإنترنت والذكاء الاصطناعي لنسج خيوط التواصل

تفاؤل بالجيل زد: الإنترنت والذكاء الاصطناعي أداة للتغيير

وعي الناس يتسع يوماً بعد يوم ولم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق المرّة عن العالم
تاريخ النشر

لنستغل قوة الإنترنت والذكاء الاصطناعي لنسج خيوط التواصل!

لقد لمحت بصيص أمل!

لقد قررت أن أكون متفائلاً بشأن الجيل زد ومكانته في العالم، وبشأن الشباب بشكل عام. هذا التحول الإيجابي الذي لمسته خلال الأسابيع الماضية يُشعرني بالتفاؤل. هناك رغبة متنامية للمشاركة، وإرادة قوية للوقوف في صف الحق.

بعد مرور أشهر على كتابة هذا المقال، أجد نفسي أعيد التفكير في فكرة أننا نعيش واقعنا الخاص، ونرى العالم من خلال نظرتنا الفريدة. إنّ الإدراك المتزايد لهذا الواقع الشخصي، وتباينه مع واقع الآخرين، لم يعد يشكل خطراً على أبناء الثقافات المتنوعة فحسب، بل يمتد ليطال كل من يمتلك شاشة واتصالاً بالإنترنت. ومما يزيد الطين بلة، أنّ أدوات التغيير قد سُلبت منّا، حيث تتحكم قلة مهيمنة على معظم مصادر القوة والثروة والنفوذ.

صحيح أن تقبّل هذه الحقيقة أمر عسير، حتى مع تزايد الوعي بها في عام 2024. إلا أن فئة واسعة لا تزال غارقة في دوامة اللامبالاة، غير مدركة لصراع القوى العالمية الضاري للسيطرة على مناطق شاسعة من العالم النامي، والاستحواذ على موارده وصناعاته الحيوية لمواجهة تحديات كبرى مثل تغير المناخ وتطور الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن الحاجة المتزايدة للطاقة لتخزين الكم الهائل من البيانات التي تُجمع بمعدلات مرعبة. وفي خضم كل هذا، نجد أنفسنا مرغمين على مشاهدة مأساة إنسانية مروعة تتكشف في فلسطين.

إذن، من أين لي بهذا التفاؤل وسط كل هذا؟ أستطيع الآن أن أعلن ما هو بديهي لكنه مغيّب، وهو أن وعي الناس يتسع يوماً بعد يوم. ولم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق المرّة عن العالم، تلك التي كانت تُوارى تحت ستار من التعتيم أو تُخفى خلف بحوث زائفة. ولكن للأسف، لا يكفي مجرد المعرفة والوعي، فهما يشكلان عبئاً ثقيلاً على أجيال المستقبل. أما أنا، فلا أعاني من هذا العبء، فلو كنت أعلم، لما ترددت في قول كلمة الحق.

علينا أن نستمد القوة من هذه الحرية، ونستلهم الأمل من يقيننا بأنّ الأوقات العصيبة لا تدوم. فالقوى تنهض لتتحدى الواقع، وتقوى الأجنحة كلما ضعف المركز. وبصفتي صحفياً في بداية مشوار مهني واعد بالتأكيد، وفي وقت تتراجع فيه ثقة الجمهور في الصحافة إلى أدنى مستوياتها على مر القرون، لا يسعني إلا أن أؤمن بقدرة الجيل زد على قيادة موجة التغيير التي أعلم أنها قادمة لا محالة، لأن الأمل في قدومها هو الشيء الوحيد الذي يمكننا التشبث به.

ما أقوم به الآن، وما يفعله الكثيرون منا، وما يجب على الجميع فعله، هو استخدام كل الأدوات المتاحة لنا لإبقاء الحوار حياً. أسعى جاهداً لجعل الحقائق واضحة للعيان، وأسمح لنفسي بالشعور بكل المشاعر، مهما كانت قاسية، وأستمد شجاعتي من كل ما هو جميل وملهم في حياتي.

أعشق مشاركة اللمة والأوقات الجميلة مع أصدقائي وعائلتي! أحضّر لهم أشهى الوصفات العائلية، وأحرص على زيارتهم دائماً، وأفتح لهم بيتي على مصراعيه. أحد أصدقائي من الجيل زد أطلق عليّ لقب "الزيارة"، أعجبني اللقب بالمناسبة! ثم علق بمزاح على وزن قطتي قائلاً إنها سمينة!

ما أريد قوله هو: فلنشعرهم بالندم على منحنا كل هذه القدرة على التواصل! لنُسخّر قوة الإنترنت والذكاء الاصطناعي لصالحنا، ولا نبالي باستخدام البلاستيك لمرة واحدة، فالمشاهير وطائراتهم يلوثون البيئة أكثر مما نلوثها نحن طوال حياتنا! وإذا كنتم تملكون قصة وتبحثون عمن يساعدكم في روايتها، فابحثوا في الإنترنت أو تواصلوا مع صحفي، ويفضل أن يكون من "خليج تايمز"، ليرويها نيابة عنكم. كونوا دائماً من الطيبين.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com