"هولي بريانت" 11 عاماً في دبي لتحقق حلمها بإنشاء بوتيك
تحتفل "هولي بريانت"، المغتربة البريطانية البالغة من العمر 32 عاماً، بمرور 11 عاماً على إقامتها في دبي، حيث اختارت هذه المدينة موطناً لها بعد أربعة أيام فقط من تخرجها. بعد ما يقرب من عقد من الزمن من العمل في مجال التجميل، أسست الآن بوتيكها الخاص لفساتين الزفاف، "دايزد آند إنجايجد" (Dazed & Engaged)، وهو حلم كان يراودها منذ سنوات، والذي دفعها إلى استثمار مدخرات حياتها في هذا المشروع.
إذا كان عليكِ استخدام كلمة واحدة لوصف المال، فماذا ستكون؟
الأمان. رغم أن الحياة ليست كلها مرتبطة بالمال، إلا أنني أعتبره مصدراً للأمان.
إذا كان عليكِ كتابة رسالة إلى المال، ماذا ستقولين؟
عزيزي المال، أعتذر لأنني لم أقدرك في وقت مبكر. خلال نشأتي، تعلمت احترام قيمتك وألا أنساها أبداً. عندما كنت في العشرينيات من عمري، في بداية مسيرتي المهنية، تمنيت لو أنني ادخرت أكثر وكنت أكثر وعياً في إنفاقي. أما الآن، وبعد أن كبرت وعملت بجد، أصبحت حريصة على كيفية إنفاقي لأموالي وأركز على الادخار لخططي المستقبلية. أشكرك على الدروس التي علمتني إياها طوال حياتي.
في رأيك، كيف تشكلت علاقتك بالمال؟
تشكَّلت علاقتي بالمال من خلال الطريقة التي تربيت بها. في وظيفتي الأولى، كان عليَّ دفع الإيجار (من خلال أعمال التنظيف)، وهو ما علمني أن العمل هو السبيل للعيش وأنه لا شيء يأتي بالمجان. بعد دفع الإيجار، لم يكن لدي الكثير من المال المتبقي لإنفاقه مع الأصدقاء. وقد علمتني هذه التجربة أنه كلما اجتهدت في العمل، كلما زادت إمكانياتي المالية للاستمتاع بالحياة وتحقيق الحرية. ومن هنا، اكتشفت أنني أستمتع بالعمل.
ما هي الدروس الجيدة أو السيئة التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
تعلمت من والدتي بعض الدروس المهمة عن إدارة الأموال. من الناحية الإيجابية، كانت تؤكد دائماً على أهمية الادخار للمستقبل، وغرست في نفسي قيمة الأمن المالي والتخطيط الدقيق. ومع ذلك، أعتقد أن أحد المجالات التي كان من الممكن أن أستفيد فيها بطريقة مختلفة هو المخاطرة بأموالي. كانت والدتي متحفظة للغاية في التعامل مع المال، مما جعلني أتردد في بعض الأحيان في استكشاف مصادر دخل متعددة أو الاستثمار في الفرص التي تتطلب المخاطرة.
في رأيك، ماهي أعمق تجربة مررت بها حتى الآن فيما يتعلق بالمال؟
قد تبدو هذه اللحظة غير عادية، لكنها لا تزال مترسخة في ذاكرتي. فعندما كنت بصدد شراء أول عقار لي وتوقيع العقد، ظهرت لي صورة لعقار مثالي على هاتفي لم أكن أستطيع تحمل تكلفته في ذلك الوقت. وكان ذلك بمثابة تذكير صارخ بكيفية إنفاقي للمال سابقاً على أشياء تافهة وبشكل غير حكيم. كانت هذه التجربة بمثابة جرس إنذار قوي حول أهمية اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً. لقد علمتني درساً قيماً: أن أعطي الأولوية للادخار والاستثمار بحكمة، لضمان عدم تفويت الفرص المستقبلية بسبب الإنفاق غير المدروس.
إذا كان بإمكانك تقديم نصيحة واحدة لطفلك أو لنفسك عندما كنتِ صغيرة بشأن المال الآن، فماذا ستكون ولماذا؟
اعمل بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر. تذكر دائماً قيمتك في أي مهنة أو مسعى مالي. هذه النصيحة مهمة جداً لأن إدراك قيمة الكفاءة والقيمة الذاتية يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر استراتيجية بشأن كسب المال وادخاره واستثماره، مما يعزز في نهاية المطاف الاستقرار المالي على المدى الطويل وتحقيق الذات.
كم تدخرين شهرياً؟
بالنسبة لي، لا يقتصر الادخار على توفير المال فحسب، بل يتعلق بالاستثمار في أعمالي وفي نفسي كل يوم. أرى أن هذه الاستثمارات تشكل خطوات حاسمة نحو بناء مستقبل يضيف قيمة كبيرة إلى حياتي. ومن خلال تخصيص الموارد باستمرار نحو النمو والتطوير الشخصي، أهدف إلى إنشاء أساس متين لأمني المالي وتطلعاتي على حد سواء.
ما هو أعظم قرار مالي اتخذته؟ القرار الذي تفخرين به أكثر أو القرار الأكثر ربحية؟
استثمار مدخراتي ووقتي في بوتيك "دايزد آند إنجايجد" (Dazed & Engaged) مع شريكي التجاري، وتحويله إلى وجهة رائدة لإكسسوارات الزفاف وحفلات توديع العزوبية. نحن فخوران جداً بهذا القرار لأننا نرى إمكانات لا حدود لها لمستقبل أعمالنا. فالأمر لا يتعلق فقط بالربحية؛ بل يتعلق أيضاً بابتكار شيء هادف ومؤثر في مجال مناسب لنا.
ما هو أكبر ندم لكِ فيما يخص المال؟
إن أكبر ندم مالي لدي يتعلق بالاستثمار في العملات المشفرة. لقد تعلمت بالطريقة الصعبة أهمية الالتزام بما أعرفه جيداً.في حين أن البعض قد حقق منه مكاسب كبيرة، إلا أنني لم أحقق نفس المكاسب. لقد كان درساً قاسياً، ولكنه علمني قيمة البحث والفهم الدقيق قبل الغوص في فرص الاستثمار.