"تيم كاب"بأبوظبي: الجولف يكسر الحواجز ويجذب الجميع
مع انطلاق بطولة "تيم كاب" في أبوظبي، تستمر شعبية لعبة الجولف في الازدياد، حيث تنجح هذه الرياضة في كسر الحواجز وجذب اللاعبين من مختلف مناحي الحياة في جميع أنحاء العالم.
وبينما تستعد المنطقة لأول حدث رئيسي للجولف هذا العام، وهو بطولة تيم كاب التي طال انتظارها في منتجع أبو ظبي للجولف، تستمر جاذبية الجولف العالمية في الوصول إلى مستويات جديدة.
من 10 إلى 12 يناير، سيواجه فريق بريطانيا العظمى وأيرلندا، بقيادة جوستين روز، فريق "كونتيننتال يوروب" ، بقيادة "فرانشيسكو موليناري"، في منافسة مثيرة تعد بمثابة تدريب رئيسي لكأس رايدر في وقت لاحق من هذا العام.
ويعد هذا الحدث المثير في أبو ظبي مجرد الفصل الأحدث في فترة ملحوظة للرياضة، التي شهدت زيادة غير مسبوقة في الاهتمام على مستوى العالم.
وتشهد رياضة الجولف في الشرق الأوسط، وعلى مستوى العالم ازدهاراً غير مسبوق مع احتضان اللاعبين من جميع الأعمار والخلفيات والقدرات لهذه الرياضة. لم تعد رياضة الجولف حكراً على قلة مختارة، بل أصبحت رياضة للجميع.
نمو مذهل
ينعكس هذا النمو في أرقام مذهلة: يكشف بحث جديد من The Royal & Ancient
(The R&A) أن هناك الآن 42.7 مليون لاعب جولف في جميع أنحاء العالم (باستثناء الولايات المتحدة والمكسيك)، مما يمثل زيادة بنسبة 44% منذ عام 2016، مع انضمام 2.5 مليون لاعب جديد سنوياً.
وتعكس الولايات المتحدة أيضاً هذا الاتجاه، حيث تم تسجيل 26.6 مليون لاعب جولف في عام 2023، مع ارتفاع قوي في المشاركة من الفئة العمرية 18-34 عاماً.
تعكس هذه الإحصائيات أكثر من مجرد لعبة أرقام، فهي تسلط الضوء على مدى سهولة وصول مجموعة واسعة من المجتمع إلى لعبة الجولف. لا تعرف جاذبيتها حدوداً، مع وجود حواجز قليلة للدخول وأجواء ترحيبية أينما كنت.
ولقد لاحظ عالم الشركات هذا الأمر أيضاً. على سبيل المثال، شهدت جولة موانئ دبي العالمية ارتفاعاً في إيرادات الرعاية بنسبة 100% مقارنة بمستويات عام 2019.
كما يتوافد المشجعون على البطولات بأعداد قياسية. وشهدت النسخة الافتتاحية من
Back 9، وهي سلسلة من تسع أحداث رئيسية في جولة DP World Tour، ارتفاعاً بنسبة 7% في مبيعات التذاكر اعتباراً من عام 2023، بينما اجتذبت بطولة DP World Tour في دبي 80,119 متفرجاً، محققة رقماً قياسياً جديداً في الحضور.
الجولف رائع
من الواضح أن رياضة الجولف عادت إلى الواجهة من جديد، وهي أكثر روعة من أي وقت مضى. ويمكن أن يُعزى قدر كبير من هذا الانتعاش إلى منصات إعلامية مثل برنامج Full Swing الذي تقدمه Netflix، والذي قدم نظرة من الداخل إلى عالم المحترفين في بطولة PGA TOUR.
لقد ساعد ذلك في إزالة الغموض عن هذه الرياضة بالنسبة لأبناء جيل الألفية، والجيل زد Z، وحتى الجيل ألفا Alpha، من خلال عرض أفضل اللاعبين ليس فقط باعتبارهم رياضيين من النخبة ولكن كأشخاص حقيقيين يتمتعون بروح الدعابة والعاطفة والقدرة على التواصل.
ولكن يبدو أن ازدياد جاذبية لعبة الجولف طبيعي أيضاً. فاللاعبون مثل تومي فليتوود، المقيم في دبي، يشهدون بأنفسهم كيف اكتسبت اللعبة شعبية متزايدة. ومن خلال أكاديمية تومي فليتوود التابعة لشركة موانئ دبي العالمية، لاحظ فليتوود زيادة في الاهتمام من جانب اللاعبين الشباب والأسر والأشخاص من مختلف مناحي الحياة.
يقول فليتوود: "إن الاهتمام برياضة الجولف هنا هائل. فنحن نشهد المزيد من العائلات والأطفال والأشخاص من جميع الخلفيات الذين يتلقون الدروس ويلعبون بانتظام. إن رياضة الجولف في مكانة رائعة الآن، وأنا فخور بالمجتمع الذي بنيناه".
خدعة أم حلوى
خذ على سبيل المثال سنابي جيلمور، وهو نجم وسائل التواصل الاجتماعي المولود في نيجيريا والذي حقق نجاحاً كبيراً في رياضة الغولف على الرغم من أنه بدأ رحلته قبل بضع سنوات فقط.
اشتهر جيلمور بتسديداته الخادعة بيد واحدة، ويحظى الآن بأكثر من 3.8 مليون متابع عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به. وتُعد قصته دليلاً على الجاذبية المتزايدة التي تحظى بها رياضة الجولف بين الناس من جميع أنحاء العالم.
"لم أكن أعرف شيئاً عن لعبة الجولف حتى بضع سنوات مضت"، هكذا قال جيلمور. "في أحد الأيام، أخذني أصدقائي إلى الملعب، ونجحت عندما ضربت الكرة بيد واحدة. لقد كانت رحلة ممتعة منذ ذلك الحين، والآن أصبحت قادراً على إلهام الآخرين لممارسة هذه اللعبة".
ومن بين رواد هذا المجال أيضاً كيب بوبرت، الذي برز كواحد من أشهر اللاعبين في عالم الجولف للأشخاص ذوي الإعاقة.
وباعتباره اللاعب المصنف الأول في التصنيف العالمي للاعبي الجولف ذوي الإعاقة (WR4GD)، فقد عزز فوز بوبرت مؤخراً في نهائي جولة G4D في دبي مكانته باعتباره رائداً حقيقياً.
تحدي الصعاب
ولد بوبرت مصاباً بالشلل الدماغي، لكنه تحدى كل الصعاب ليتفوق في لعبة الجولف. رسالته واضحة: الرياضة لديها القدرة على تجاوز القيود الجسدية.
يقول بوبرت: "لا يهم الجولف مظهرك أو قدراتك البدنية. إنها رياضة مفتوحة للجميع، وإذا واصلت ممارستها، يمكنك تحقيق أشياء عظيمة".
يلتزم بوبرت، الذي خضع لعمليات جراحية متعددة وواجه تحديات عديدة، بإلهام الآخرين. "عندما كنت أصغر سناً، لم يكن لدي قدوة. الآن، يمكن للأطفال الذين قد يواجهون أوقاتاً عصيبة أن يروا شخصاً مثلي ويؤمنون أنهم قادرون على فعل ذلك أيضاً. الاحتمالات لا حصر لها".
يرى بوبرت أن هناك فرصة عالمية لتوسيع نطاق ممارسة رياضة الجولف للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويضيف: "واحد من كل ستة أشخاص يعاني من إعاقة من نوع ما. ويمكن أن تفتح رياضة الجولف الأبواب لهم. رسالتي بسيطة: افعل ما تحب، وستأتي الفرص بعد ذلك".
ستسلط بطولة تيم كاب في أبو ظبي الضوء على شمولية لعبة الجولف والمستقبل المثير الذي ينتظرها، حيث اختفت جميع حواجز لعب هذه الرياضة تقريباً.