دبي: رحلة أم دعمت ابنها للنجومية في عالم الكريكيت
من بين الأشياء العديدة التي كانت فاطمة بينتو، المقيمة في دبي، تميّز بها ابنها كيث، كانت قدرته التلقائية على استخدام اليد اليسرى.
سواء كان يرمي كرة الكريكيت أو يمسك قلماً للكتابة، كان كيث مرتاحاً في استخدام يده اليسرى.
وكانت فاطمة مصرة على أن لا يُجبَر ابنها على أن يستخدم يده اليمنى.
تقول الوافدة الهندية: "لقد أرسلت خطاباً إلى المدرسة الثانوية الهندية (دبي)، أبلغتهم فيه أن ابني أعسر وطلبت منهم عدم إجباره على استخدام يده اليمنى. أتذكر أن بعض المدارس (في الهند) كانت تضغط على الطلاب لاستخدام يدهم اليمنى. لم أكن أريد أن يحدث هذا لابني".
وكانت فاطمة قد رأت كيث يرمي كرة الكريكيت بيده اليسرى عندما كان طفلاً صغيراً.
وقالت "إذا كانت اليد اليسرى تمنحه القوة القصوى، فيجب أن يُسمح له باستغلال هذه الميزة".
لقد كان دعم فاطمة المستمر هو ما ساعد كيث في كل خطوة من حياته.
وفي الأسبوع الماضي، خاض اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً أول مباراة له على مستوى الدرجة الأولى كلاعب كريكيت في الهند، حيث حصل على أربعة ويكيتات بفضل رمياته اليسرى المعتادة في مباراة كأس رانجي لصالح جوا ضد أروناتشال براديش.
تصدرت مباراة رانجي التي استمرت أربعة أيام عناوين الأخبار لسببين - الأول، حصول أرجون تيندولكار، نجل ساشين تيندولكار، على خمسة ويكيتات، والثاني، شراكة قياسية بلغت 606 أشواط دون انقطاع بين كاشياب باكلي (300 دون خروج) وسنيهال كوثانكار (314 دون خروج).
ربما تكون جهود كيث (7.3-1-31-2 و 3.3-0-25-2) في فوز جوا الكبير - بفارق 551 شوط- قد طغت عليها جهود زملائه في الفريق باكلي وكوثانكار وتيندولكار، لكن ظهوره الأول والمميز في الهند كان لا يزال لحظة عاطفية للغاية بالنسبة لفاطمة.
وقالت فاطمة: "لقد مر بالكثير لأن كان عليه التكيف مع الحياة الجديدة بعد انتقاله إلى الهند في عام 2015، ولكن كان لديه عقلية قوية للغاية".
"تم اختياره ضمن المرشحين المحتملين لجائزة جوا رانجي في عام 2022، لكنه لم ينضم للفريق لمدة عامين. لذا انتظر دوره، وانتظر ثم انتظر، وأخيراً انضم لفريق جوا."
في أكاديمية ماكس تالنت للكريكيت في دبي، تعلم كيث - الذي يعشق لاعب الكريكيت الأسطوري دانييل فيتوري - فن لعب رمي الكرة الدوارة لأول مرة.
قالت: "لا أستطيع أن أصف حبه للكريكيت. لقد كان دائماً يبذل قصارى جهده في تحسين مستواه. ولكن الأمر كان صعباً بالنسبة لي أيضاً. كنت أستيقظ في الخامسة صباحاً كل يوم لأخذه للتدريب في أكاديمية ماكس تالنت".
"كنت أفعل ذلك حتى في عطلات نهاية الأسبوع، كنت أستيقظ معه في الخامسة صباحاً، وبما أنني أم عاملة، لم يكن لدي أي طموح آخر في حياتي سوى دعم طموحات ابني".
يتذكر سودهاكار شيتي، المدرب الرئيسي في أكاديمية ماكس تالنت، صبياً صغيراً كان لا يتوقف عن توجيه الضربات تجاه الشباك.
وقال المدرب المخضرم في دبي: "انضم كيث إلى أكاديميتنا عندما كان في الثامنة من عمره فقط. كما قمنا بتدريب شقيقه الأصغر (كين). لكن كيث كان دائماً مستعداً لبذل المزيد من الجهد. لقد كان يتمتع بالشجاعة والثقة".
"والدته شخصية مذهلة، فقد دعمت أحلامه بمفردها ليصبح لاعب كريكيت على مستوى عالٍ."
تأمل فاطمة أن يكون الظهور الأول في بطولة رانجي تروفي مجرد بداية لرحلة كريكيت جميلة بالنسبة لكيث، الذي يعد من لاعبي جوا الذين يسجلون نقاطاً ثابتة في البطولات المحلية للكرة البيضاء.
قالت: "لقد رأيته يلعب الكرة الحمراء عندما كان صغيراً. لذا فإن رؤيته وهو يلعب لأول مرة في رانجي هو بمثابة حلم تحقق. لقد كان هذا هو الحلم الذي راودني عندما أمسك بكرة الكريكيت لأول مرة".
"لقد تحقق هذا الحلم الآن. لكن رؤيته يلعب لصالح الهند يظل حلمي الأكبر. كما أن حلمه الأكبر أيضاً هو اللعب لصالح الهند!"