يواجه بيب جوارديولا ضغوطا هائلة بعد الهزيمة السادسة لمانشستر سيتي في سبع مباريات. — رويترز
يواجه بيب جوارديولا ضغوطا هائلة بعد الهزيمة السادسة لمانشستر سيتي في سبع مباريات. — رويترز

فرصة أرسنال الذهبية: تراجع مانشستر سيتي يغير قواعد اللعبة

سيشهد دوري أبطال أوروبا تغييراً جذرياً يتيح للأندية مواجهة خصوم جدد، ويمنح الجماهير فرصة مشاهدة المواجهات الكبرى في مراحل مبكّرة من البطولة.
تاريخ النشر

ها قد حلّ علينا موسم جديد، بكل ما يحمله من وعود بالإثارة والتشويق! انضموا إلي في رحلة أسبوعية عبر منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، لنعش سوياً لحظاته المفعمة بالمفاجآت في مقالي الجديد، ففي هذا الموسم، كل شيء وارد!

لمن لا يعرفني، فقد أمضيت 11 عاماً في الدوري الإنجليزي الممتاز، أكثر الدوريات المحلية تنافسية وإثارة! ولا يزال هذا الدوري هو شغفي الأول، وأحرص على متابعة مبارياته أسبوعاً بعد أسبوع. فبعد تجربتي مع مانشستر يونايتد، حيث حقّقنا خمسة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومروري بأرسنال، أصبحت أشعر بأنّني أنتمي إلى هذا العالم الساحر، تماماً كشعوري بالانتماء إلى دوري أبطال أوروبا.

وإلى يومنا هذا، يبقى دوري أبطال أوروبا البطولة الأكثر إثارة على الإطلاق في القارة العجوز! لقد خضت غمار هذه البطولة لمدة 13 موسماً متتالياً، ولا تزال هذه البطولة، إلى جانب الدوري الإنجليزي الممتاز، تشكّل شريان حياتي الكروية.

وخلال مسيرتي المهنية، كنت في المنتخب الفرنسي، وكنت محظوظاً بما يكفي للعب مرتين في كأس العالم بين عامي 2001 و2008، حيث لعبت 40 مباراة دولية خلال تلك الفترة وفزت ببطولتين لكأس القارات لكرة القدم.

ميكائيل سيلفستر
ميكائيل سيلفستر

ولكن ها أنا ذا الآن، أقيم مع عائلتي في دبي، بعيداً عن أجواء أوروبا. كان قرار الانتقال إلى هنا عفوياً بعض الشيء، اتخذناه خلال الموجة الثانية من جائحة كوفيد. فبينما كنا في رحلة إلى جزر المالديف، توقفنا في دبي في طريق عودتنا إلى الوطن.

كنّا نعيش آنذاك في المملكة المتحدة، ولكن مع إعلان الإغلاق الثاني في نوفمبر 2020، وجدنا أنفسنا عالقين في دبي. قررنا البقاء، والتحق الأطفال بالمدرسة، واستأجرنا شقة في قلب المدينة، وظللنا هنا منذ ذلك الحين.

وبالنسبة للعائلات، تُعدّ دبي مكاناً رائعاً للإقامة! فإلى جانب التعليم عالي المستوى، والأنشطة الرياضية المتنوّعة، تتمتّع المدينة بطقس مشمس على مدار العام. أحبّ في دبي شعور الأمان والهدوء الذي يخيّم على أرجائها، ناهيك عن تنوّع الفعاليات التي تُقام فيها، بدءاً من الفعاليات الثقافية وصولاً إلى عروض الأزياء.

ولم تتوقف مسيرتي عند حدود المستطيل الأخضر، بل امتدّت لتزدهر في مجال التحليل الرياضي، فأنا أعمل حالياً محللاً في قطر لقناة "بي إن سبورتس" (BeIN SPORTS)، وفي المملكة العربية السعودية لقناة "نصر تي في" (Nassr TV). وهذا هو الوقت المثالي للتواجد في المنطقة، فكرة القدم هنا تشهد نهضة غير مسبوقة، وتبشر بمستقبل واعد، خصوصاً مع ترشيح المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم في عام 2034، الأمر الذي سيجعل منطقة الشرق الأوسط محطّ أنظار عشاق الساحرة المستديرة خلال السنوات العشر المقبلة.

ويبدو أن هذا الموسم سيكون حافلاً بالأحداث والتشويق، كما سيكون أقل قابلية للتنبؤ مقارنة بالأعوام السابقة. فسباق اللقب في الدوري الإنجليزي الممتاز يبدو أكثر إثارة من أيّ وقت مضى، لأننا نشهد تغييراً في قواعد اللعبة للمرّة الأولى، مع غياب مانشستر سيتي عن المنافسة، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام أندية كبيرة مثل أرسنال وليفربول وتشيلسي للسيطرة على اللقب. أنا شخصياً لا أطيق الانتظار لأرى كيف ستتطوّر الأمور!

وسيكون من المُثير للاهتمام أيضاً أن نُراقبَ كيف سيُمكن لمانشستر سيتي التعافي من سلسلة هزائمه الأخيرة، والتي بلغت سبع مباريات دون أي فوز، وهي ضربة قوية لهذا العملاق الذي اعتدنا على تواجده في صدارة الدوري. ولعلّ هذا هو الجزء الأكثر إثارة للصدمة في هذا الموسم حتى الآن! ناهيك عن توافد المدربين الجدد على أندية كبيرة مثل تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد، الأمر الذي سيُضفي على المنافسة نكهة خاصة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيستغل أرسنال تراجع سيتي ليعتلي القمة؟ بالتأكيد، هناك الكثير من الأحداث المثيرة بانتظارنا!

ولن ننسى برايتون، الذي قد يفجر مفاجأة مدوية في الدوري الإنجليزي الممتاز! فمدربه الجديد، وهو الأصغر بين أقرانه في الدوري، يقود الفريق بنجاح منقطع النظير، ويقدم مستويات مبهرة. يمتلك برايتون تشكيلة قوية من اللاعبين، قد لا تكون كافية لانتزاع اللقب، لكنّها قادرة على مزاحمة الفرق الكبرى على المراكز الستة الأولى، وإحداث بلبلة في ترتيب الدوري، الذي اعتدنا أن نشهد سيطرة واضحة فيه من أندية مثل توتنهام وأرسنال ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي.

ومع دخول نيوكاسل موسمه الثالث تحت مظلة مالكيه السعوديين، سيكون من المثير للاهتمام رصد تحرّكاتهم في فترة الانتقالات الشتوية في يناير. فهل سيسعون إلى تعزيز صفوف الفريق بصفقات جديدة، أم أنهم سيجرون بعض التغييرات على مستوى الإدارة أو اللاعبين؟ صحيح أنّ نيوكاسل يقدم مستويات جيدة حتى الآن، لكنّ الجميع كان يتوقع رؤية المزيد من الصفقات الضخمة والأسماء الرنانة. لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فهم لا ينفقون كل ما يستطيعون إنفاقه، وذلك بسبب قيود قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تقيد حرية الأندية في التعاقدات.

وهناك أمر آخر سيشد انتباهي هذا الموسم، ألا وهو الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا، والذي يُعدّ تغييراً جديداً ومثيراً للاهتمام. فهو يُقدّم لنا طريقة جديدة للنظر إلى هذه البطولة الرائعة، ويكسر روتين المجموعات الذي اعتدنا عليه، الأمر الذي سيؤثر بلا شك على ديناميكية المباريات النهائية.

وإلى جانب إرضائه للأندية الكبيرة والصغيرة على حد سواء، سيشكل هذا التغيير نقلة نوعية بالنسبة للجماهير أيضاً. فسيتسنّى للأندية مواجهة مجموعة أكبر من المنافسين، وسيستمتع المشجعون بمشاهدة الفرق الكبرى وهي تتواجه وجهاً لوجه في مراحل مبكرة من المسابقة، مما سيُضفي على الموسم بأكمله جرعة أكبر من الإثارة والحماس.

والسؤال الذي يشغل بال الجميع الآن هو: من هم اللاعبون الذين يجب أن نسلّط عليهم الأضواء هذا الموسم؟ ولكن في الحقيقة، لا يمكننا إنكار الشعور بالفراغ الذي تركه غياب أسطورتين مثل رونالدو وميسي، فنحن لا نزال ننتظر ظهور خليفة لهذين العملاقين اللذين سيطرا على عالم كرة القدم لفترة طويلة، وتركا بصمة لا تُمحى في تاريخ اللعبة. لقد تركا فجوة هائلة من الصعب ملؤها، وحتى الآن، لا يوجد لاعب يمكنه مضاهاة مستواهما الفريد. أعتقد أننا سنحتاج إلى بعض الوقت قبل أن نشهد ظهور نجوم بمثل هذه الموهبة والعظمة.

لذا، فإنّ كل الاحتمالات واردة في هذا الموسم الاستثنائي، والذي يبدو أنه سيحمل في طياته الكثير من المفاجآت والإثارة!

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com