مدربة الكاراتيه "دينوشا بيريرا"تلهم رياضيات الشارقة
"دينوشا كوماري بيريرا"، لاعبة الكاراتيه السريلانكية الرائدة، وصلت إلى مرحلة جديدة في مسيرتها المهنية المتميزة بتعيينها كمدربة للكاراتيه للسيدات في نادي الشارقة الرياضي للمرأة في 18 نوفمبر.
يمثل هذا الدور، الذي يعد اعترافاً بموهبتها الاستثنائية وإنجازاتها وإمكاناتها، خطوة مهمة إلى الأمام في رحلتها كمدربة.
إن نمو دينوشا من بطلة وطنية إلى مدربة دولية هو بمثابة شهادة على تفانيها وخبرتها. بدأت رحلتها التدريبية في دبي في أكاديمية "جيه كيه إس" للكاراتيه، حيث عززت مهاراتها في العمل مع طلاب من خلفيات متنوعة.
والآن، ومع حصولها على رخصة التدريب "بلاك 3" (Black 3) من اتحاد الكاراتيه في الإمارات العربية المتحدة، ارتقت بمسيرتها المهنية، وانضمت إلى نخبة من المحترفين الذين يشكلون مستقبل الكاراتيه في الإمارات العربية المتحدة.
وفي عملها كمدربة كاراتيه للسيدات في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، تهدف دينوشا إلى إلهام الرياضيات من خلال مشاركة خبراتها المكتسبة على مدى عقدين من المنافسة والتدريب.
وتقول: "هذا التعيين ليس مجرد إنجاز شخصي؛ بل هو فرصة لتوجيه ودعم الآخرين في الرياضة التي أحبها".
ولدى دينوشا شغف كبير بتشجيع الرياضيين الشباب، وخاصة النساء، على تحقيق أهدافهم في رياضة الكاراتيه، بحيث أن سعيها يتجاوز أساليب التدريب، فهي تعمل على تعزيز الانضباط والمرونة والثقة لدى طلابها.
والآن، هي حائزة على الحزام الأسود الثالث، بعد أن كان لديها دائماً شغف عميق بالرياضة.
ووفقاً لوالدها، شاندراسوما بيريرا، ظهرت لدى دينوشا قدرات رياضية هائلة منذ سن مبكرة، وغالباً ما كانت تلعب الرياضة مع أشقائها، بما في ذلك شقيقها الراحل، الذي توفي قبل 10 سنوات.
دينوشا هي الطفلة الرابعة بين إخوتها، ويتذكر والداها باعتزاز كيف أن روحها القتالية الفطرية ميزتها عن غيرها.
تقول والدتها ماليكا بيريرا: "كانت موهوبة بطبيعتها"، مضيفة أن دينوشا برعت في جميع الألعاب الرياضية خلال سنوات دراستها. وعلى الرغم من إدراكها لقدراتها، إلا أنها لم تتخيل قط أنها ستصل إلى مستواها الحالي.
يروي والدها، الذي يدير ورشة خراطة، كيف قدمت الأسرة تضحيات عديدة لدعم أحلامها وسط التحديات المالية. وتعترف دينوشا بهذه التضحيات بامتنان، وتنسب الفضل في نجاحها إلى والديها - وخاصة والدتها.
ويأتي تعيين دينوشا الأخير مدعوماً بمسيرتها الرياضية الرائعة. فهي بطلة مهرجان الرياضة الوطني في رياضة الكوميتيه سبع مرات (55 كجم) وفازت بالعديد من الميداليات الدولية، بما في ذلك الميدالية الذهبية في بطولة جنوب آسيا للكاراتيه للكبار 2011 في نيودلهي، والميدالية الذهبية في بطولة العالم السادسة للكاراتيه جوجوكاي (2013) والميدالية الفضية في دورة ألعاب جنوب آسيا 2019 في كاتماندو (50 كجم كوميتيه).
إن مشاركتها في الأحداث العالمية المرموقة مثل بطولة العالم للكاراتيه 2016 في النمسا ودورة الألعاب الآسيوية 2018 في جاكرتا عززت مكانتها كواحدة من أبرز لاعبات الكاراتيه في سريلانكا.
وتتجاوز طموحات دينوشا إنجازاتها الشخصية. فهي تطمح لاستغلال دورها في الترويج للكاراتيه في الإمارات العربية المتحدة وفي سريلانكا. وتقول: "آمل أن ألهم الجيل القادم من لاعبي الكاراتيه وأن ارتقي بهذه الرياضة من خلال مشاركة خبرتي وتجاربي".
تحلم دينوشا بتطوير رياضة الكاراتيه النسائية في الإمارات العربية المتحدة، مستفيدة من خبرتها وعلاقاتها مع اتحاد الكاراتيه الإماراتي. ومع ذلك، يظل قلبها مرتبطاً بوطنها. وهي تأمل في استخدام نفوذها لتعزيز رياضة الكاراتيه في سريلانكا، حيث تركت بصمة لا تمحى كبطلة.
ومع سعيها إلى تحقيق مستقبل أفضل، فهي تحلم منذ فترة طويلة بتمثيل سريلانكا في دورة الألعاب الأولمبية 2028.
ومن خلال دورها الجديد في الشارقة، من المتوقع أن تحقق دينوشا تأثيراً كبيراً على الرياضة على المستويين الشعبي والاحترافي.
قصتها هي، من فتاة صغيرة ألهمتها أفلام الفنون القتالية حتى أصبحت الآن مدربة معترف بها دولياً لتكون مصدر إلهام للرياضيين الشباب.