تشديد العقوبات أدى إلى تحسين الالتزام بالقانون
تشديد العقوبات أدى إلى تحسين الالتزام بالقانون

10 آلاف درهم غرامة المشاة المخالفين تعزيزاً للسلامة

أودت مخالفة عبور المشاة في دبي من الأماكن غير المخصصة بحياة 8 أشخاص في حوادث دهس العام الماضي
تاريخ النشر

أكد أحد خبراء السلامة المرورية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعليق على أحدث قانون اتحادي بشأن تنظيم المرور، أن فرض غرامات باهظة والسجن للحد من عبور الطريق من غير الأماكن المخصصة "يرسل رسالة قوية مفادها أن السلامة تشكل أولوية قصوى في دولة الإمارات العربية المتحدة".

وعندما يدخل القانون الجديد الذي أُعلن عنه يوم الجمعة (25 أكتوبر) حيز التنفيذ في مارس من العام المقبل، قد يواجه المشاة الذين يمشون في أماكن غير مخصصة لهم عقوبة السجن وغرامة تتراوح بين 5000 و10000 درهم - إذا أدت المخالفة إلى وقوع حادث مروري. وستُفرض عقوبات أعلى على أي شخص يعبر من مناطق غير مخصصة بحد أقصى للسرعة 80 كيلومتراً في الساعة أو أكثر. وبصرف النظر عن السجن لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، يمكن تغريمهم بما لا يقل عن 10000 درهم - سواء تسببت المخالفة في وقوع حادث أم لا.

ويرى الدكتور مصطفى الداه، مؤسس شركة "إم إيه ترافيك كونسلتينج" ورئيس قسم دراسات المرور السابق في شرطة دبي، أن زيادة الغرامات ترفع قيمة الردع، وسوف يتم منع الناس عن ارتكاب المخالفات لأنهم سوف يخافون من العقوبات الباهظة.

الصورة: مقدمة
الصورة: مقدمة

وقال الداه لصحيفة الخليج تايمز: "من الجيد حقًا أن نرى أن السلطات تولي اهتماماً لهذه القضية المهمة (مخالفة عبور الطريق من دون ترخيص). إن رفع الغرامات يشكل رادعاً"، مضيفًا: "أنا أعرف شخصياً بعض الأشخاص الذين دفعوا غرامات كبيرة تزيد عن 50 ألف درهم بسبب مخالفات مرورية أخرى ولم يخالفوا القانون مرة أخرى".

وأوضح الداه أن "الفكرة هي توفير رادع قوي للغاية للجمهور، خاصة الآن مع النمو السريع لعدد سكان الإمارات العربية المتحدة ووصول الكثير من الأشخاص الجدد كل عام".

وأضاف أن "هذا القانون الجديد يرسل رسالة قوية للغاية مفادها أن السلامة هي الأولوية القصوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن الحكومة جادة في إجبار الجميع على اتباع القواعد".

وقال الداه إن تشديد العقوبات أدى إلى تحسين الالتزام بالقانون، وضرب مثلاً بالإبعاد الإداري لسائقي الشاحنات الأجانب الذين تجاوزوا الإشارة الحمراء في دبي، فإلى جانب دفع غرامة قدرها 50 ألف درهم للإفراج عن الشاحنة المحتجزة لتجاوز الإشارة الحمراء، يمكن أيضاً إبعاد سائق الشاحنة الوافد إدارياً من الإمارات.

وأشار الداه إلى أنه بعد تطبيق اللائحة الجديدة في يوليو/تموز من العام الماضي، أصبح التزام سائقي الشاحنات الثقيلة باحترام الإشارة الحمراء مرتفعاً للغاية، مضيفاً: "على الرغم من أن هذا البند من القانون لم يكن معروفاً لدى الكثير من السكان، إلا أن الوعي بين سائقي الشاحنات كان مرتفعاً للغاية".

وأضاف "أعتقد أن الناس سوف يلتزمون بالقواعد بنفس الطريقة، ونأمل ألا نرى الكثير من الناس ينتهكون القواعد ويتعرضون للغرامات. الرسالة واضحة: إن عبور المشاة في غير الأماكن المخصصة لهم مخالفة خطيرة والحكومة تأخذ هذه المخالفة على محمل الجد من أجل إنقاذ الأرواح".

وفاة 8 أشخاص

وقد أودت مخالفة عبور المشاة في دبي من الأماكن غير المخصصة بحياة ثمانية أشخاص في حوادث دهس العام الماضي، كما تم ضبط نحو 44 ألف شخص مخالفين عبور المشاة في دبي خلال العام 2023، فيما تم تسجيل 320 حادث مروري أسفرت عن إصابة 339 شخصاً بدرجات متفاوتة، بحسب شرطة دبي.

وأشارت السلطات إلى أنه تم إيلاء اهتمام خاص لتثقيف الناس بشأن السلامة على الطرق، وخاصة عبور الطرق بأمان، لمنع حوادث المشاة وإنقاذ الأرواح، إلا أن الناس ما زالوا يظهرون سلوكيات خطيرة ويخاطرون بحياتهم عند عبور الشارع أثناء مرور السيارات.

في الوقت الحالي، يُعاقب على عبور الشارع بشكل غير قانوني بغرامة قدرها 400 درهم.

وفي وقت سابق من هذا العام، تم تغريم سائق واثنين من المشاة بعد وقوع حادث في دبي أدى إلى إصابة المشاة. وأدانت محكمة المرور في دبي السائق العربي لعدم التزامه بقواعد المرور، في حين عوقب المشاة الآسيويون لعبورهم من منطقة غير مخصصة. وغُرِّم السائق 2000 درهم، والمشاة 400 درهم لكل منهم.

ورحب سائقو السيارات الذين كادوا يصطدمون بالمشاة الذين عبروا مناطق غير مخصصة لذلك، بالتعديلات التي أدخلت على قانون المرور الإماراتي.

وقال "رانجيث مالك"، أحد سكان الشارقة: "كاد أن يصدمني شخص خرج من العدم. لم يكن الطريق رئيسياً ولكن كان سائقو السيارات يقودون بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة ولو لم أضغط على الفرامل بقوة في تلك المرة، لكنت صدمت المشاة الذين كانوا ليصابوا بجروح خطيرة".

وأضاف "مايكل دياز"، وهو مهاجر فلبيني يعيش في النهدة بالشارقة: "كانت حوادث الدهس سيئة السمعة في السابق في مناطق الخان والنهدة وشارع الذيد. وهي أقل بكثير الآن ولكن لا يزال من الممكن رؤية بعض الأشخاص العنيدين وهم يمشون في الشارع من دون الانتباه إلى الطريق. يجب أن يتوقف هذا حقًا".

وقال المشاة إن هناك حاجة إلى المزيد من جسور المشاة – العلوية أو السفلية – لضمان سلامة المارة من المركبات.

قالت "بريانكا سوريش"، وهي طالبة تستخدم وسائل النقل العام للوصول إلى جامعتها: "نحن بحاجة إلى بناء المزيد من الجسور، وخاصة في المناطق المدرسية والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، ليس فقط لتقليل مخاطر الحوادث ولكن أيضًا لإنشاء ممر آمن للأشخاص من جميع الأعمار والقدرات. وبهذه الطريقة، سيتم تشجيع المزيد من الأشخاص أيضًا على استخدام وسائل النقل العام وعدم وجود عذر لعبور الطريق بشكل غير قانوني".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com