150% ارتفاع حجوزات العمرة في الإمارات
ارتفعت حجوزات العمرة من الإمارات بشكل كبير خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث أشار منظمو السفر إلى زيادة بنسبة 150% مقارنة بأشهر الصيف. ويتوقع خبراء الصناعة أن ترتفع الأرقام أكثر في ديسمبر، بسبب العطلات الرسمية في بداية ونهاية الشهر.
وقال شهاب بيرواد من وكالة "ريحان الجزيرة" للسياحة: "عندما يأتي الشتاء، يخطط العديد من السكان لرحلاتهم الروحية بسبب الطقس البارد. وتنخفض الأعداد بشكل كبير خلال فصل الصيف".
وبحسب بيرواد، فإن العدد المتزايد من الاستفسارات يسلط الضوء على الطلب المتزايد. وقال: "نتلقى استفسارات يومياً. نحن نقدم جداول ثابتة للعمرة، لكن بعض المقيمين لا يستطيعون تأكيد حجوزاتهم لأنهم يكافحون للحصول على إجازة من العمل في تواريخنا المحددة".
وحالياً، ينطلق أكثر من 50 معتمراً في رحلات عمرة شهرياً مع شركة ريحان الجزيرة للسياحة. ويختار الكثيرون رحلة برية تستغرق حوالي 10 أيام في المجموع. قال بيرواد: "تغادر الحافلات من الشارقة ودبي، حيث يقضي المعتمرون ثلاثة أيام في مكة، وثلاثة في المدينة، والأيام المتبقية في السفر". تبدأ باقات السفر بالحافلات من 1500 درهم، على الرغم من أنه من المتوقع أن ترتفع التكاليف في ديسمبر بسبب المقاعد والإقامة المحدودة.
وعلى نحو مماثل، أصبحت الرحلات الجوية تحظى بشعبية متزايدة، حيث توفر خياراً أسرع لأولئك الذين لا يملكون الوقت الكافي. وقال قيصر محمود من وكالة أسا للسفريات: "يفضل العديد من الأشخاص باقة الرحلات الجوية التي تستمر أربعة أيام نظراً لراحتها. تبدأ الباقة الحالية من 3000 درهم، لكننا نتوقع ارتفاع الأسعار قريباً مع زيادة أسعار تذاكر الطيران والطلب على أماكن الإقامة".
الحجاج يشاركون تجاربهم
لقد كانت رحلات العمرة الأخيرة للعديد من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة بمثابة تجارب غيرت حياتهم. فقد قام سيد باشا، وهو مقيم في دبي، مؤخراً بأداء العمرة، ويروي تجربته في مكة قائلاً: "كان الزحام في الحرم هائلاً. كنت في مكة لمدة أربعة أيام، وفي كل يوم كنت ألاحظ زيادة عدد الحجاج. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، لم أتمكن حتى من دخول منطقة المطاف بسبب الزحام".
وقال باشا "في اللحظة التي دخلت فيها المسجد الحرام ورأيت الكعبة لأول مرة غلبتني المشاعر ولم أستطع التوقف عن البكاء، كانت لحظة امتنان وخشوع، ورغم الزحام الشديد عملت إدارة المسجد على ضمان سهولة الوصول إلى منطقتي الطواف والسعي".
السفر بين المدن المقدسة
وقال صالح حماد، وهو مقيم في دبي شرع في رحلة العمرة مع عائلته، إن التخطيط السليم يمكن أن يسهل الرحلة بأكملها. وأضاف حماد: "بعد وصولنا إلى مطار جدة الدولي، اضطررنا إلى الانتظار لمدة سبع ساعات للصعود إلى القطار السريع بسبب عدم توفر التذاكر. كان لدينا خيار السفر بسيارة أجرة، لكن عائلتي أصرت على ركوب القطار".
وأضاف: "كانت تجربة السفر بالقطار رائعة، فقد كانت الرحلة مريحة وسريعة وسلسة بشكل لا يصدق، مما جعل الرحلة خالية من التوتر. كما أضافت المناظر الطبيعية الجبلية أثناء توجهنا إلى مكة سحراً فريداً للرحلة".
وبعد أن أنهوا مناسك العمرة، سافر حماد وعائلته إلى المدينة المنورة بالقطار. وقال حماد: "وصلنا إلى المدينة المنورة في ثلاث ساعات فقط، بينما تستغرق الرحلة بالطريق البري أكثر من ست ساعات".
ارتفاع الطلب في الشتاء
ولاحظ منظمو العمرة ارتفاعاً حاداً في الطلب على العمرة خلال الأشهر الأكثر برودة. وقال محمود: "إن الزحام في مكة والمدينة خلال هذا الوقت من العام لا يصدق. يصل المعتمرون من جميع أنحاء العالم بأعداد كبيرة، وينعكس هذا الطلب في الشوارع المزدحمة والمساجد المزدحمة".
بالنسبة للمعتمرين المتفانين، فإن زيارة المدينة المنورة تضيف إليهم رضاً روحياً. ورغم أنها ليست جزءاً إلزامياً من العمرة، إلا أن العديد من المعتمرين يعطونها الأولوية نظراً لأهمية مدينة النبي محمد صل الله عليه وسلم.
التخطيط مبكراً لتجنب ارتفاع الأسعار
مع تزايد الطلب على العمرة، تحث وكالات السفر المقيمين على حجز رحلاتهم مبكراً. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار رحلات الحافلات والطائرات بسبب نقص أماكن الإقامة وارتفاع أسعار تذاكر الطيران مع اقتراب شهر ديسمبر.