خريجو اللغة العربية الأجانب
خريجو اللغة العربية الأجانب

"إنها لغة جميلة".. طلاب من 7 جنسيات يتعلمون"العربية" في الإمارات

تأسس مركز اللغة العربية في عام 2018 بهدف تقديم نهج أكاديمي منظم لتعلم اللغة لغير الناطقين بها
تاريخ النشر

تخرج مؤخراً اثنا عشر طالباً وطالبة من سبع جنسيات مختلفة من دورة مكثفة في اللغة العربية في الشارقة، مما يمثل علامة فارقة في رحلتهم الثقافية واللغوية. اجتمعت المجموعة المتنوعة، القادمة من الهند وأرمينيا وكندا وسويسرا وألمانيا وباكستان وروسيا، لتغمر نفسها بجمال اللغة العربية وتعميق فهمها للثقافة العربية.

ومن بين الخريجات كانت "شاهزادي أوروج" من باكستان، التي شاركتنا رغبتها في تعلم اللغة العربية طيلة حياتها. وقالت: "كنت أرغب دائماً في تعلم اللغة العربية؛ أشعر بالسعادة عندما أرى أشخاصاً يتحدثون العربية. إنها لغة جميلة وهي أيضًا مهارة قيمة يجب أن نتمتع بها".

واستمتعت شهزادي بعملية التعلم ولم تواجه أي تحديات كبيرة، وسلطت الضوء على تجارب لا تنسى مثل حفل التخرج والرحلات الثقافية. وقالت: "كانت الرحلة وحفل التخرج لا يُنسى".

وأعربت شهزادي عن أملها في مواصلة تعليمها في جامعة القاسمية في الشارقة. كما شجعت الطلاب المحتملين على خوض غمار الدراسات العربية، قائلة: "إنه قرار رائع حقًا وفرصة لتعلم اللغة العربية؛ وسوف يكون مفيدًا للغاية".

شاركت "مارين"، وهي طالبة أرمنية، دافعها للتسجيل قائلة: "ألهمتني الموسيقى الريفية والعربية للتسجيل". وعلى الرغم من أنها واجهت صعوبة في تعلم الأبجدية في البداية، إلا أنها وجدت الدورة ممتعة وجذابة.

وأضافت: "كانت الأنشطة خلال الفصول الدراسية ممتعة، لقد استمتعت بكل يوم، وكان الحصول على شهادة بعد الدورة إنجازًا بالنسبة لي". كما أكدت مارين على متعة التواصل مع زملائها الطلاب والرؤى الثقافية المكتسبة من العيش في الإمارات العربية المتحدة، مثل الموسيقى والطعام والمهرجانات.

وفي الوقت نفسه، كانت نجاة من الهند دافعًا قويًا لها، حيث أوضحت: "إن تعلم اللغة العربية يساعدني على فهم القرآن بشكل أفضل، كما يسمح لي بتعليم أطفالي، حيث لديهم مواد باللغة العربية في المدرسة". وعلى الرغم من مواجهة تحديات في التهجئة، إلا أن نجاة صمدت من خلال الممارسة والتكرار. وأشارت إلى أن التواجد بين المتحدثين باللغة العربية عزز " ثقتها في التواصل معهم والتواصل معهم بشكل أكثر فعالية".

وقالت إن تجربتها ساعدتها على اكتساب الثقة في تعليم أطفالها وأثارت اهتمامًا جديدًا بالثقافة العربية، حيث إنها الآن تستمتع بالاستماع إلى الأغاني العربية ومشاهدة الرسوم المتحركة العربية.

كان لدى "رايان ييتس"، وهو طالب أمريكي، هدفان: قراءة القرآن وتلاوته وتحسين مهاراته في المحادثة لأغراض العمل. وقال: "أريد أن أقرأ القرآن وأتحدث اللغة العربية بطلاقة لأغراض العمل".

ورغم أنه لا يزال يواجه تحديات في القراءة وكذلك في القواعد النحوية وعلامات الترقيم، إلا أنه يقدر الأجواء العائلية في فصوله الدراسية. وقال: "شعرت وكأنني أعيش في فصول دراسية، وليس في أسرة تساعدني". ويعتقد رايان أنه مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتعلمون عن الإسلام، سينمو اهتمامهم باللغة العربية، وهو ما سيساعده على بناء علاقة شخصية أقوى باللغة.

شهد حفل التخرج، الذي أقيم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اختتام دورة لغوية مكثفة في مركز اللغة العربية، التابع لأكاديمية اللغة العربية في الشارقة.

تأسس المركز في عام 2018 بهدف تقديم نهج أكاديمي منظم لتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما يوفر المركز منصة للطلاب الدوليين لاستكشاف جمال اللغة العربية وتعزيز التواصل الثقافي من خلال اللغة العربية الفصحى الحديثة.

منذ إنشائه، تخرج في مركز اللغة العربية أكثر من 100 طالب من دول مثل الفلبين والهند وباكستان والمملكة المتحدة والصين وروسيا، مما عزز مهاراتهم في القراءة والكتابة والتحدث والاستماع باللغة.

ويدعم المركز أيضًا الاندماج في المجتمع الإماراتي ويثري التجارب الثقافية من خلال تقديم دورات استثنائية تبرز جمال اللغة العربية. وتساعد هذه الدورات الطلاب على تحسين مهارات التواصل والنطق لديهم، مما يعزز التبادل الثقافي.

مع تطلعاتهم إلى تعزيز مهاراتهم في اللغة العربية، يحرص العديد من الخريجين على مواصلة رحلات التعلم الخاصة بهم. وأكدت شهزادي: "أريد الاستمرار في المستوى الثاني. في الواقع، أنا أنتظر المكالمة حتى أتمكن من الانضمام في أقرب وقت ممكن".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com