تشجيع عادات النظافة والعناية الذاتية لدى الطلاب
تشجيع عادات النظافة والعناية الذاتية لدى الطلاب

الاستحمام بعد الرياضة: ضرورة صحية في مدارس الإمارات

في بعض البلدان، مثل اليابان وكوريا الجنوبية من الشائع أن يستحم الطلاب في العديد من المدارس بعد دروس التربية البدنية
تاريخ النشر

على الرغم من أن الاستحمام بعد دروس التربية البدنية في المدارس أصبح أقل شيوعاً في العقود الأخيرة، إلا أن أخصائيو الصحة في الإمارات قالوا إن تطوير روتين منتظم للاستحمام بعد دروس التربية البدنية يعزز الانضباط ويشجع عادات النظافة والعناية الذاتية مدى الحياة لدى الطلاب.

وقد أدت عوامل مثل مخاوف الخصوصية، والتغيرات في المعايير المجتمعية المتعلقة بالنظافة الشخصية، وعدم توفر المرافق إلى تراجع هذا الاتجاه.

ويشير الأطباء إلى أنه بما أن جميع المدارس في دولة الإمارات لديها مناهج تربية بدنية، فيجب على التلاميذ أن يغتسلوا، ويفضل الاستحمام، أو على الأقل تغيير ملابسهم بعد دروس التربية البدنية.

لماذا أصبحت هذه الممارسة أقل شيوعا؟

ومن الجدير بالذكر أن استحمام الأطفال في المدارس كان ممارسة شائعة منذ أربعينيات القرن العشرين وحتى ثمانينياته في العديد من مناطق العالم. ولكن في السنوات اللاحقة، أزالت العديد من المدارس غرف الاستحمام بالكامل، وحولتها مدارس أخرى إلى أماكن للتخزين.

في بعض البلدان، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، لا يزال من الشائع في العديد من المدارس أن يستحم الطلاب بعد دروس التربية البدنية.

ومع ذلك، وبسبب قضايا مثل التشهير الجسدي، والتنمر، والترهيب الثقافي أو الديني أو العنصري، والتي تتصاعد في بعض الأحيان إلى معارك، تشجع المدارس الحديثة الآن الطلاب على الاستحمام في المنزل بدلاً من ذلك.

ناف إقبال، مدير/رئيس تنفيذي، مدرسة جيمس ميتروبول – موتور سيتي
ناف إقبال، مدير/رئيس تنفيذي، مدرسة جيمس ميتروبول – موتور سيتي

وقال "ناف إقبال"، مدير/رئيس تنفيذي لمدرسة جيمس متروبول – موتور سيتي: "يعتمد ما إذا كان الطلاب يستحمون أم لا على نوع الحصة الرياضية. على سبيل المثال، يستحم الطلاب قبل وبعد دروس السباحة، بينما يتم جدولة دروس التربية البدنية خلال الفترات الأكثر برودة أو نحو نهاية اليوم الدراسي للسماح للطلاب بالعودة إلى المنزل. يتأكد طلابنا من حصولهم على مجموعة رياضية منفصلة إلى جانب الزي المدرسي الخاص بهم".

وأضاف إقبال: "يحصل جميع الطلاب على ملابس بديلة لضمان الالتزام بمعايير النظافة، ويخصص موظفو التربية البدنية وفريق معهد الأداء وقتًا في بداية كل فصل دراسي لتعليم الشباب كيفية ضمان النظافة الشخصية طوال اليوم الدراسي".

وأشار مديرو المدارس التي تتبع المنهج الهندي إلى أن الجدول الزمني يسمح فقط بفترة قصيرة للنطافة.

أبهيلاشا سينغ، مدير، شاينينغ ستار إنترناشيونال، أبو ظبي
أبهيلاشا سينغ، مدير، شاينينغ ستار إنترناشيونال، أبو ظبي

وقالت "أبيلاشا سينغ"، مديرة مدرسة "شاينينج ستار" الدولية في أبو ظبي: "تتوفر دورات مياه حيث يمكن للطلاب تغيير ملابسهم، لكنهم لا يغيرون ملابسهم عادةً أثناء النهار. وبدلاً من ذلك، يأخذون ما يسميه الطلاب "نصف دش"، بعد دروس التربية البدنية، وهو غسل سريع ينظفون فيه وجوههم وشعرهم. وهذا أمر شائع في الغالب بين الأولاد. وبسبب الجدول الزمني الضيق، غالبًا ما يتعين على الطلاب الإسراع بعد دروس التربية البدنية. ونظرًا لأن الأطفال يتعرقون أثناء الأنشطة البدنية والرياضية، فمن المهم بالنسبة لهم مسح العرق بشكل صحيح لمنع نمو البكتيريا والحد من انتشار الجراثيم".

التثقيف الصحي مهم

وأوضح الأطباء أن النشاط البدني يسبب التعرق، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم البكتيريا على الجلد. وفي المدارس التي لا يكون فيها الاستحمام إلزاميا، يمكن تشجيع الطلاب على تغيير ملابسهم على الأقل وتجديد نشاطهم.

وأكد الأطباء أن تطوير روتين للنظافة الشخصية يساعد الطلاب على تحمل المسؤولية عن صحتهم ورفاهتهم. وهذا لا يشمل الاستحمام بعد التربية البدنية فحسب، بل يشمل أيضًا ممارسات أخرى مثل غسل اليدين بانتظام والحفاظ على نظافة الملابس.

الدكتور محمد ناجي سرور
الدكتور محمد ناجي سرور

قال الدكتور محمد ناجي سرور، أخصائي طب الأطفال في مستشفى "ميدكير رويال التخصصي" بدبي: "إن تثقيف الطلاب حول أهمية النظافة وتقنيات الاستحمام المناسبة أمر بالغ الأهمية. يجب على المدارس دمج تعليم النظافة في مناهجها الدراسية لتعزيز العادات الجيدة في وقت مبكر. يجب على المدارس أيضًا ضمان توفر مرافق استحمام كافية وسهلة الوصول للطلاب. ويشمل ذلك الحفاظ على المرافق نظيفة وفعّالة".

وأكد خبراء الرعاية الصحية أن الآباء والأمهات يلعبون دوراً رئيسياً في تعزيز ممارسات النظافة في المنزل، حيث يجب عليهم تشجيع وتذكير أطفالهم بالالتزام بعادات النظافة الجيدة، خاصة بعد ممارسة الأنشطة البدنية.

الدكتور كامران افشاريان
الدكتور كامران افشاريان

وقال الدكتور "كامران أفشاريان"، أخصائي طب حديثي الولادة في مستشفى إنترناشيونال مودرن دبي: "إن الاستحمام بعد الأنشطة البدنية مثل دروس التربية البدنية أو جلسات التدريب أمر مهم لعدة أسباب، وخاصة بالنسبة للطلاب الذكور. فالأنشطة البدنية تسبب التعرق، مما قد يؤدي إلى تراكم البكتيريا على الجلد. يساعد الاستحمام على غسل العرق والبكتيريا وأي أوساخ أو أتربة تتراكم أثناء التمرين، مما يقلل من خطر الإصابة بعدوى الجلد والروائح الكريهة".

وأوضح الأطباء أن الاستحمام المنتظم يساعد على منع هذه المشاكل من خلال تقليل احتمالية انسداد المسام أو تهيج الجلد.

يعزز الثقة بالنفس ويهدئ العضلات المتعبة

دكتور أيمن فهمي
دكتور أيمن فهمي

قال الدكتور أيمن فهمي، أخصائي طب الأطفال في مستشفى ميديور بأبوظبي: "إن مناطق مثل القدمين والفخذ وتحت الإبطين معرضة بشكل خاص لنمو البكتيريا والفطريات، مما يجعل من الضروري تنظيفها جيدًا بعد ممارسة الرياضة. إن عدم الاستحمام قد يؤدي إلى ظهور طفح جلدي، ومرض قدم الرياضي، ومشاكل جلدية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن الحفاظ على النظافة الشخصية بعد النشاط البدني يمكن أن يعزز الثقة بالنفس بشكل كبير، وخاصة بالنسبة للأولاد المراهقين الذين أصبحوا أكثر وعياً بمظهرهم وصورتهم الجسدية".

وبالإضافة إلى النظافة وصحة الجلد، أكد الأطباء أن الاستحمام بعد النشاط البدني يساعد أيضاً على تعافي العضلات واسترخائها.

وأضاف فهمي: "يمكن أن يساعد ذلك في تهدئة العضلات المتعبة، وتحسين الدورة الدموية، وتقليل خطر الإصابة بالألم أو التصلب بعد جلسات التربية البدنية المكثفة".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com